مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل حضر القنصل الفرنسي احتفالات عيد خضر إلياس في تلعفر؟

هل حضر القنصل الفرنسي احتفالات عيد خضر إلياس في تلعفر؟
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
nan حضر القنصل الفرنسي في الموصل، جان كرستوف أوجيه، يوم السبت الماضي، احتفالات عيد خضر إلياس في تلعفر، أو خدر إلياس كما يسميه الإيزيديون، وكان سعيدًا بمشاركة المكونين الإيزيدي والتركماني بالاحتفال.[1] وأعلنت حكومة تلعفر المحلية يوم الخميس الماضي عطلة رسمية، بهذه المناسبة، إذ يبدأ العيد في المدينة منذ خميس الأسبوع الثالث وتستمر الاحتفالات لثلاث أيام متواصلة، مليئة بالرقص والحلوى والموسيقى.[2] فما قصة العيد وأي الديانات تشارك في الاحتفال به؟ يحتفل بعيد خضر إلياس الإيزيديون والمسيحيون والمسلمون من القوميات المختلفة كالعرب والتركمان في تلعفر ومناطق أخرى.[3] ويقول الناشط المدني ليث التلعفري، لـ"صحيح العراق"، إن "خضر إلياس هو عيد شعبي في مدينة تلعفر ذات الغالبية التركمانية، يقام قرب مزار موجود في تل مقدس جنوب تلعفر، ويشارك بهذا الاحتفال تركمان وإيزيديون ومسيحيون وعرب". ويضيف التلعفري، "يتم الاحتفال به في الخميس الثالث من شهر شباط (فبراير) من كل عام ويستمر لثلاثة أيام، وبحسب الاعتقادات السائدة، فهذا اليوم يعتبر الحد الفاصل بين الشتاء والربيع، وهو مرتبط بالزراعة، فالفلاح الذي يزرع محصوله بعد العيد لن يفلح في حصاده ولن يجني ثماره". ويوضح الناشط التركماني، أن "المراسم تبدأ قبل يوم العيد بحلق شعرات من رؤوس المحتفلين ليلة الأربعاء، ويعتقدون أن هذا التقليد كفيل بالحفاظ على سلامة وصحة الشخص الذي يقوم بهذا الطقس". ويشير التلعفري، إلى أن "الأكلات والحلويات التركمانية الخاصة بهذا العيد في تلعفر هي: قاووط، اون حلواسى، وحالم آشى". من جهتها، تذكر رحمة أمجد، وهي سيدة تركمانية من أهالي تلعفر لـ"صحيح العراق"، أن "أهم طقس لتحقيق الأمنيات تقوم به النساء والفتيات في تلعفر خلال العيد هو التوجه إلى مزار في التل يحتفل عنده سكان المدينة، ويحتوي جدار المزار على ثقب يسمى ثقب المراد أو ثقب الأمنيات، فتتمنى الفتاة أمنية وتقف على بعد 4 أمتار عنه، وتغمض عينيها، وتمد أصبع السبابة وتتقدم باتجاه الثقب فإن دخل اصبعها في الثقب فستتحقق هذه الأمنية. وتضيف رحمة، أنهم "يصنعون حلوى خاصة في الليلة السابقة للعيد من الطحين ودبس التمر والسمن، ويضعونها في إناء ويغطونها بقماش سميك، وينذرون نذرًا، ويعتقدون أن خضر إلياس سيزورها ليلًا ليباركها، فإن وجدوا أثر كف على عجينة الحلوى يوم الخميس، فهذا معناه أنه تم قبول نذرهم، وأن مرادهم سيتحقق". خدر إلياس عند الإيزيديين: بحسب صباح الشنكالي، وهو صحفي إيزيدي، فإن "اسم خدر (خضر)، يتلازم مع إلياس كشخصين مباركين، وليس شخصًا واحدًا في معتقدنا". ويتابع الشنكالي في حديثه لـ"صحيح العراق": "تتواجد نياشين ومزارات وجوامع حملت اسم خدر إلياس والخضر في العديد من البلدان ومنها العراق، وفيه مزار كبير يعرفه الإيزيديون باسم خدر إلياس ويعرفه المسيحيون باسم دير مار بهنام". ويختلف موعد عيد خضر إلياس بين ديانة وأخرى، فالإيزيديون يكون احتفالهم في اليوم الأول من شباط الشرقي في التقويم الإيزيدي الذي يصادف يوم 18 شباط فبراير ويستمر ليومين.[4] وبحسب السكان المحليين فإن الإيزيديين يتشاركون مع التركمان في صناعة حلوى تدعى "البيخون" مع اختلافات طفيفة، فالإيزيديون يعدونها من طحين 7 أنواع من الحبوب ودبس التمر. (بى خون بالإيزيدية تعني من دون دم)، كدلالة على عدم ذبح المواشي، إذ أن الصيد في هذه الأيام محرم أيضاً وكذلك التجول في الوديان. ومن المحبب عند الإيزيديين أن يصوموا 3 أيام قبل حلول العيد، وذلك بالانقطاع عن الطعام من الفجر حتى غياب الشمس، وهي فرض على كل من يحمل اسم خدر أو الياس، أما البقية فيصومون ليومين، واحد لخدر، والثاني لإلياس. إلى ذلك، يقول لؤي ثامر، وهو من سكان بعشيقة في سهل نينوى، بأن "الشباب والشابات المقبلين على الزواج يتفاءلون بحلول العيد، حيث يردد أهالي بعشيقة وبحزاني، عبارة (خدر إلياس يقزي المراز)، وهي جملة تعني أن خدر إلياس يحقق الأماني، خصوصًا أمنيات الشباب.