مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
الكاتب
Saheeh Masr
nan
الإدعاء
أظهرت صور الأقمار الصناعية من وكالة Planet Labs PBC، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية متعدية الخط الفاصل "ألفا" مع مرتفعات الجولان المحتلة، مما يعدّ انتهاكًا لاتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الموقعة عام 1974.
ورغم الإنكار الإسرائيلي لذلك، نشرت وكالة أسوشيتد برس أن الآليات العسكرية الإسرائيلية تخترق الحدود السورية في إطار إنشاء حاجزًا أمنيًا على الخط "ألفا" منذ شهر أكتوبر الماضي.
تأتي الإنشاءات الإسرائيلية بعدما أكمل جيش الإحتلال بناء طرق جديدة في المنطقة العازلة على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل، وبعد هدم عدد من البلدات في جنوب لبنان، إذ تعرضت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لإطلاق نار من جانب الجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من عدم وقوع أعمال عنف كبرى على طول الخط ألفا الذي يحدد المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا والأراضي التي تحتلها إسرائيل والتي تحرسها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منذ عام 1974؛ إلا أن إسرائيل تصرّ على إنشاء الحاجز الأمني.
دحض الإدعاء
ووفقًا للصور وتحليل أجرته وكالة أسوشيتد برس امتدت أعمال البناء الإسرائيلية لمسافة 7.5 كيلومتر على طول خط ألفا، إذ يمتد الحاجز الأمني على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب شرق بلدة مجدل شمس المحتلة بالجولان، ثم يتجه ناحية الجنوب الشرقي قبل أن يتجه جنوبًا على طول خط "ألفا" ثم يقطع الجنوب الشرقي مرة أخرى.
وتُظهر الصور معدات انشائية وحفارات تعمل على طول طريق ألفا، مع تكديس المزيد من الإسفلت الألغام والذخائر غير المفجرة على طول الطريق.
** اتفاقية فض الاشتباك
ينص اتفاق فض الاشتباك الموقع بين سوريا وإسرائيل على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في سوريا عبر رسم خط يفصل بين قوات البلدين، يُطلق على الخط الأول "برافو ويرمز له B" والثاني خط ألفا ويرمز له بـ"A".
المنطقة العازلة تقع بين الخطين ألفا وبرافو وهي تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية، على أن تُشرف قوة مراقبة فض الاشتباك من الأمم المتحدة وتعرف بـ"UNDOF" على عدم تجاوز أيًا من القوات المنطقة العازلة.
ونصت الاتفاقية على احتفاظ سوريا بقوة محدودة التسليح في مناطق تمركزها شرق خط برافو، على أن تلتزم سوريا وإسرائيل بتقليل القوات والتسليح في المناطق المحددة على جانبي خط برافو وألفا.
واتفقت البلدان في الاتفاقية على أن تظل القوات الإسرائيلية غرب الخط ألفا باستثناء منطقة القنيطرة التي تظل غرب ألفا، على أن تدار جميع الأراضي الواقعة شرق الخط A أو ألفا من الحكومة السورية، مع السماح بعودة المدنيين السوريين لهذه المناطق.
** إنشاء خندق في 2011
لم تكن هذه الإنشاءات هي الأولى من نوعها، ففي 2011 بدأت إسرائيل عمليات إنشائية يبدو أنها لحفر خندق بمحاذاة الخط ألفا كما توضح الصور التي حصلنا عليها من بلانت.
وعبدّت إسرائيل الخندق بالإسفلت، كما يوجد سياج يمتد على طول الخندق باتجاه الأراضي السورية.
وتوسعت في العمليات الإنشائية في العام 2014، وتقاطع الخندق مع خط ألفا في بعض المناطق بهضبة الجولان المحتلة.
وجاء ذلك بعد انفراط عقد الدولة السورية، واحتجاز مجموعة مسلحة في بلدة القنيطرة السورية 43 فردًا من قوات حفظ السلام الدولية في الجانب السوري من مرتفعات الجولان المحتلة.
** حاجز أكبر من القديم
تُشير صور الأقمار الصناعية إلى أن الحاجز الذي تبنيه إسرائيل أكبر من الحاجز القديم ويتجاوز بالكامل تقريبًا خط ألفا إلى داخل المنطقة العازلة في سوريا.
** الأمم المتحدة: إسرائيل انتهكت المنطقة العازلة
تحتفظ الأمم المتحدة في المنطقة منزوعة السلاح بنحو 1223 فردًا من قوات حفظ السلام تسمى قوة الأمم المتحدة لفض الاشتباك UNDOF، وفقُا لاتفاقية فض الاشتباك.
ونقلاً عن المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة نيك بيرنباك لوكالة أسوشيتد برس: "في الأشهر الأخيرة، لاحظت UNDOF نشاط بناء تقوم به قوات الدفاع الإسرائيلية على طول خط وقف إطلاق النار، وفي بعض الحالات لاحظ أفراد قوة حفظ السلام أن أفراد جيش الدفاع الإسرائيلي والحفارات الإسرائيلية ومعدات البناء الأخرى والبناء نفسه يتعدون على منطقة الفصل".
** إنكار إسرائيل
في حين لم تعترف إسرائيل بالبناء، إذ أرسلت خطابًا من 71 صفحة في شهر يونيو الماضي إلى الأمم المتحدة تزعم فيه وتحدد ما وصفته بـ "الانتهاكات السورية لخط ألفا والوجود المسلح في منطقة الفصل التي تحدث يوميًا. وأشارت الرسالة إلى العديد من الانتهاكات الإسرائيلية المزعومة من قبل المدنيين السوريين الذين عبروا الخط.