---

دحض الإدعاء

كيف خالفت الطبيبة لائحة آداب مهنتها؟ تنظم لائحة آداب المهنة للأطباء، والصادرة بقرار وزير الصحة والسكان رقم 238 لسنة 2003 بتاريخ 5 سبتمبر 2003، القواعد المهنية للأطباء في 61 مادة، تبدأ بقسم الأطباء، والذي يجب أن يؤديه كل طبيب قبل مزاولته المهنة. خالفت الطبيبة عددا من نصوص لائحة آداب المهنة، بدءا من قسم الأطباء الواقع في الباب الأول المادة رقم 1، مرورا بالمادة 3 في باب واجبات الطبيب نحو المجتمع، والمادة 6 في باب واجبات الطبيب نحو المهنة، والمواد 20، و 24، و ،30، و 35 في باب واجبات الطبيب نحو المرضى. خالفت الطبيبة المادة 1 من اللائحة الخاصة بقسم الأطباء، بإفشاء أسرار المريضة وأسرتها، إذ نص القسم على: "أن أحفظ للناس كرامتهم وأستر عورتهم وأكتم سرهم"، وذهبت لأبعد من ذلك بالقفز لاستنتاجات تنفي زواجها وتوصمها وأسرتها وتسبهم، وهو ما كررته مع مريضتها الثانية في ذات المقطع والتي اتهمتها باستئجار رجل لنسب طفلها دون أن تكون لها صفة لوصفها ودون دليل. لم يكن فيديو الطبيبة هو الأول إذ استغلت عدة مرات مريضاتها بإفشاء أسرارهن ووصمهن حيث سبق ونشرت مقطع فيديو آخر يتناول طلب 4 من ذوي حالاتها فحص عذرية بناتهن خلال يوم واحد فقط، وفضلا عن كون ممارسة كشف العذرية إجراء بلا داع طبي، ونيلا من كرامة النساء، فقد استخدمته مجددا لوصم النساء والنيل من كرامتهن. كما خالفت نص المادة 30 من اللائحة، والتي تنص على أنه "لا يجوز للطبيب إفشاء أسرار مريضه التى اطلع عليها بحكم مهنته إلا إذا كان ذلك بناء على قرار قضائى أو في حالة إمكان وقـوع ضرر جسيم ومتيقن يصيب الغير أو في الحالات الأخرى التي يحددها القانون". كما خالفت المادة 3 من اللائحة والتي تنص على " أن يكون الطبيب أمينًا على حقوق المواطنين في الحصول على الرعاية الصحية الواجبة"، والمادة 20: "على الطبيب أن يبذل كل ما في وسعه لعلاج مرضاه وأن يعمل على تخفيف آلامهم وأن يحسن معاملتهم وأن يساوى بينهم في الرعاية دون تمييز"، والمادة 24: "في الحالات العاجلة لا يجوز للطبيب الاعتذار"، وذلك بعدما امتنعت الطبيبة عن علاج السيدة التي وصفتها بأنها "واقعة عالأرض مفرفرة" وأن شخصا يسندها يطلب المساعدة معتقدا ومعلنا أن السيدة ماتت، وجاء وصف الطبيبة لموقفها "طبعا أنا موقفتش ولا بصيت في إيه مليش دعوة"، مبررة موقفها بأنها لم تتعاطف مع السيدة لسوء تربيتها لابنتها. كما خالفت المادة 35 والتي تنص على: "على الطبيب المكلف بالرعاية الطبية للمقيدة حريتهم أن يوفر لهم رعاية صحية من نفس النوعية والمستوى المتاحين لغير المقيدة حريتهم. ويحظر عليه القيام بطريقة إيجابية أو سلبية بأية أفعال تشكل مشاركة في عمليات التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو التواطؤ أو التحريض على هذه الأفعال". إذ من بين الحالات التي ذكرتها الطبيبة في أحد مقاطعها المصورة، حالة لمريضة مقيدة الحرية، وقد تعرضت لها بما ينال من كرامتها وروجت ادعاءً بخيانتها لزوجها وعدم معرفة نسب جنينها، وذلك دون داع أو اختصاص أو دليل، وانطلقت منها لتعميم وصم النساء والنيل منهن قائلة: "محدش عارف مرات مين في حضن مين". وصفت باحثة بجمعية حقوقية تدعم قضايا النساء، ما قامت به الطبيبة بانتهاك كل قيم وتقاليد وآداب ممارسة مهنة الطب في مصر، وأهمها احترام خصوصية وأسرار معلومات وبيانات المرضى والحفاظ عليها وعدم إصدار أحكام أخلاقية أو أى وصم أو تمييز أيا كان نوعه ضد المرضى. منتقدة امتناعها عن أداء واجبها كطبيبة تجاه حالة طارئة بدعوى "متستاهلش عشان معرفتش تربي بنتها"، مطالبة وزارة الصحة ونقابة الأطباء باتخاذ الإجراءات القانونية ضدها. طالبت عدد من المنظمات والمبادرات الحقوقية نقابة الأطباء بفتح تحقيق في انتهاكات الطبيبة ووصمها المريضات والحكم عليهن، معتبرين أن هذه الوقائع تؤثر بالسلب على علاقة المريضات بالأطباء والطبيبات وعلى ثقتهن فيهم، فضلا عن كونها تظهر الطبيب بمظهر قاس وخال من الرحمة. وقال الموقعون إن الطبيبة لم تحترم أخلاقيات المهنة، حيث أصدرت أحكامًا أخلاقية مسبقة على المريضات وهي تحكي عنهن بأسلوب تهكم فج، ما نعتبره انتهاكًا صارخًا لأخلاقيات المهنة ويخل بأسس الرعاية الصحية التي تتطلب الحياد والاحترام للمريضات ومشاعرهن وخصوصياتهن. كما تدخلت الطبيبة في تفاصيل حياة المريضات الشخصية وأسقطت معتقداتها على ممارستها المهنية، وشجعت في الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي على ارتكاب العنف الجسدي ضد الفتيات وضربهن من قبل الأهل كطريقة للتربية، مهاجمة مدارس التربية الحديثة زعما بأنها هي السبب في فساد الأخلاق. نقابة الأطباء تحقق قال مصدر في مجلس نقابة الأطباء لصحيح مصر، إن الفيديو الذي بثته طبيبة نساء كفر الدوار، على صفحتها بفيسبوك، حمل مخالفات صريحة للائحة آداب مهنة الطب، تستوجب إحالة الطبيبة للتحقيق وعقابها في حال ثبوت التهمة عليها. -وأضاف المصدر، أن إحدى تلك المخالفات تتمثل في إفشاء أسرار المرضى، موضحًا: "كأطباء نستطيع أن نعرف كثير من الأمور ونطلع علي أوضاع خاصة جدًا للمرضى، وهو ما لا يسمح لنا إنسانيًا أو أدبيًا أن ننشره على العام بدعوى تحذير المجتمع". -مخالفة أخرى تحدث عنها المصدر النقابي، وهي "توجيهها لاتهام صارخ للمجتمع ككل بناء على رؤيتها الذاتية"، مشيرًا إلى قولها بالفيديو: "أصبحنا نعيش في مجتمع متعرفش مرات مين في حضن مين"، ومطالبتها للأسر بعمل DNA للتحقق من صحة نسب أولادهم، وهو ما يسيء للمجتمع ككل، وليس فقط للأشخاص المذكورين بالفيديو. -وأشار المصدر، إلى أن الطبيبة ارتكبت مخالفة أخرى، باتهامها لفتيات بالزنا دون امتلاكها دليلًا قاطعًا على ذلك، واتهامها لأمهات الحالات التي عرضت عليها- كما ادعت- بإساءة تربية فتياتهن، ووصفهن كذلك بألفاظ نابية في مخالفة للـ"السلوك القويم" الذي تنص عليه آداب المهنة. -وأكد المصدر النقابي، أن ادعاء الطبيبة وجود العديد من الحالات بالحضانات نتيجة "حمل سفاح" في انتظار أماكن بالملاجئ، هو اتهام لم تقدم عليه دليلًا، ويخالف كل القواعد والأصول والأعراف الطبية. -وأضاف المصدر، أن: "ما هو مسموح لنا كأطباء إذا ما تأكدنا من أمر فيه تجاوز ما أو جريمة ما، أن نبلغ السلطات المختصة للتحقيق في الأمر، لأنها المنوطة بها إدانة الأشخاص بحسب ما تسفر عنه التحقيقات، وليس نحن كأطباء عن طريق إلقاء الاتهامات جزافًا". الطبيبة ترد -وردًا على الانتقادات التي طالتها في أعقاب نشر الفيديو، دافعت "و.ش" عن موقفها خلال مداخلة هاتفية مع برنامج تحت الشمس عبر فضائية "قناة الشمس"، قائلة إن الهدف من الفيديو كان توعية البنات والسيدات حول هذه الظاهرة المتزايدة التي أصبحت واقعًا يوميًا. (4) -وفي حديثها، أكدت شعيب أنها لم تذكر أسماء أو تفاصيل شخصية لأي مريض، بل كانت تهدف إلى تسليط الضوء على مشكلة متزايدة في المجتمع، معقبة: "غرضي من الفيديو التوعية، وليس الريتش، ولم أذكر أسماء شخصيات، ولم أذكر إلا وقائع". النيابة الإدارية تحقق أعلنت النيابة الإدارية أنها تفحص ما تم رصده بمعرفة مركز الإعلام والرصد، من انتشار تداول مقطع فيديو منسوب لإحدى الطبيبات يتضمن ما قد يشكل انتهاكًا لحقوق المريضات ومخالفة لأخلاقيات مهنة الطب ولائحة آداب ممارسة المهنة. القبض على الطبيبة ألقت أجهزة الأمن القبض على الطبيبة مساء أمس، وإحالتها للعرض على النيابة العامة للتحقيق صباح اليوم. قال هيثم السيد، محامي طبيبة النساء والتوليد، إن نيابة كفر الدوار تباشر تحقيقاتها مع الطبيبة، إذ تواجه عدة اتهامات منها تكدير الأمن والسلم العام، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة البلبلة بين أطياف الشعب المصري، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بصورة تثير جموع الشعب وتسبب تكدير السلم العام. وتنتقد محامية حقوقية، في تصريحات لصحيح مصر، القبض على الطبيبة، مشيرا إلى أن مواجهة التجاوزات طبيبة كفر الدوار، يجب يكون من خلال نقابة الأطباء، ووفقًا للائحة الآداب الخاصة بها، لأن تلك التجاوزات تنتهك الكود الأخلاقي لمهنة الطب، رافضة بشكل قاطع القبض عليها على إثر تلك التصريحات، معتبرة أنه انتهاك واضح للدستور. وسلطت المحامية الضوء على الادعاء الذي جاء في بيان النيابة العامة للقبض عليها، وهو مخالفتها لقيم الأسرة المصرية، معتبرة أنها تهمة مطاطة، وغير دستورية، مهمتها التنكيل بالسيدات، مشيرة للقبض على فتيات التيك توك بنفس التهمة المطاطة ما يعد تمييزا واضحا ضد المرأة، وتحميلها مسؤولية الانحطاط الأخلاقي. وانتقدت المحامية سرعة تحرك النيابة في القبض على الطبيبة، في وقت لا تتحرك في قضايا أخرى بنفس السرعة، معتبرة أن ذلك أحد أشكال التمييز ضد النساء، وأحد أشكال اختلال المعايير القانونية، وأحد أدوات إخافة النساء من اللجوء للقانون.