مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

كيف روج أنصار جماعة الإخوان المسلمين أخبار مضللة عن رأس الحكمة؟

كيف روج أنصار جماعة الإخوان المسلمين 
أخبار مضللة عن رأس الحكمة؟
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr
nan

الإدعاء

بالتزامن مع حفل إطلاق مشروع رأس الحكمة بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الإماراتي محمد بن زايد، ظهرت حملات تضليل منظمة ومكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي، تضمنت نشر أخبار مُضللة وإشاعات كاذبة. ومن أبرز المعلومات المضللة التي روجتها تلك الحسابات صورة يوتيوبر مصري خلفه لافتا "مرحبًا بك في الإمارات"، انتشرت زيفًا على أنها من منطقة رأس الحكمة، رغم إنها ملتقطة في الإمارات، بالإضافة إلى صورة من خرائط جوجل لرأس الحكمة مُدوّن عليها أنها ولاية تابعة دولة الإمارات. نُشر تلك الشائعات جاء في إطار الترويج لرؤية أن بهذه الصفقة أصبح منطقة رأس الحكمة ولاية إماراتية. أجري صحيح مصر تحليلًا للتفاعل على تلك الأخبار الكاذبة، أظهر قيادة حساباتٍ لشخصيات معارضة ومحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين لتلك الحملة، كما أظهر أن هناك عمل ممنهج من حسابات مجهولة مؤيدة للجماعة، لزيادة وتضخيم التفاعل على تلك الشائعات، والمساعدة في انتشارها.

دحض الإدعاء

محتوى سلبي بدأت الحملة المضادة لمشروع رأس الحكمة مساء يوم 4 أكتوبر، ومنذ ذلك الحين وحتى يوم 8 أكتوبر، حصدت عبارة "رأس الحكمة" أكثر من 46 ألف و500 تفاعل على منصة إكس (تويتر سابقًا). وكان 28.5% من التدوين على عبارة رأس الحكمة تحمل مشاعر سلبية، فيما بلغت نسبة التدوينات الإيجابية 13% فقط، أي أقل من نصف التدوينات السلبية. نشطت الحسابات التي تتبنى خطاب الإخوان ضمن نسبة المحتوى السلبي ضد مشروع رأس الحكمة، غير أنّ المحتوى الذي قامت بنشره لم يقف عند حدود معارضة المشروع، وإنما ساهم بشكل أساسي في ترويج معلومات مضللة. وعلى الرغم من أنّ تحليل المشاعر باستخدام الخوارزميات يبين أنّ المحتوى السلبي في كل التفاعلات التي تضمنت عبارة "رأس الحكمة" أقل من المحتوى المحايدة، إذ بلغت نسبة المحتوى السلبي 28.5% بينما نسبة المحتوى المحايد 50.4%؛ إلا أنّ الوصول للمحتوى السلبي كان ضعف وصول المحتوى المحايد. وما يُفسر ذلك أمران: الأول زيادة عمليات إعادة التغريد للمحتوى السلبي، والثاني مشاركة حسابات لديها عدد متابعين أكبر، في المحتوى السلبي. كما أنّ جزءًا كبيرًا من المحتوى المحايد الذي تضمن عبارة "رأس الحكمة" كان عبارةً عن تدوينات دعائية وترويجية لحسابات يُظهر التحليل أن أغلبها من السعودية. أي أنها تدوينات استغلت فقط الزخم على جملة "رأس الحكمة" لزيادة الوصول إلى محتواها. ** هشتاج #رأس_الحكمة_التوكيل_مزور. يُظهر التتبع أن المحتوى السلبي الذي استخدم عبارة "رأس الحكمة" خلال مدة التحليل (4-8 أكتوبر)، تمت بلورته تحت هاشتاج: #رأس_الحكمة_التوكيل_مزور. وعملت الحسابات المتفاعلة على الهاشتاج على تضخيم التريند باستخدام التضليل على مستوى المعلومة مثل الأخبار الكاذبة المرتبطة بخرائط جوجل أو لافتات "أهلا بك في الإمارات". كما كان هناك نسق منظّم في صناعة التريند عبر هاشتاج #رأس_الحكمة_التوكيل_مزور، إذ حصد الهاشتاج أكثر من 250 تفاعلًا في الساعة الأولى لإطلاقه، وهو ما يعتبر تصاعد مفاجئ وغير طبيعي يشي بوجود عمل ممنهج لتصعيده، في حين الهاشتاج الطبيعي، تُظهر مؤشرات التفاعل عليه تدريجيًا. ** شخصيات معروفة ومحسوبة على جماعة الإخوان يمكن ملاحظة العمل الممنهج منذ بداية إطلاق الهاشتاج، إذ تبنت حملة الترويج للهاشتاج حسابات لشخصيات إعلامية معروفة ومحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين. ومن أهم حسابات الشخصيات المُعرفة التي نشطت على الهاشتاج حساب الإعلامي أسامة جاويش، @osgaweesh، وأيضًا والده الدكتور مصطفى جاويش @drmgaweesh والصحفي علي بكري @_AliBakry. ** حسابات مجهولة = نشطت أيضًا حسابات مجهلة في تصاعد الهاشتاج، من أبرزها حساب شهرزاد @shahrzad_msr. = يعمل حساب @shahrzad_msr على تضخيم تأثير الهاشتاجات التي ينشط عليها بشكل احتيالي، من خلال التكرار والنشر المكثف وربطها بهاشتاجات أخرى، وهذا ما فعله في هاشتاج #راس_الحكمه_التوكيل_مزور. ويستخدم حساب @shahrzad_msr الهاشتاج في موضوعات غير ذات صلة مباشرة، مع هاشتاجات أخرى، وهو سلوك يُذكرنا بسلوك لجنة "الدولجية" المؤيدة للحكومة المصرية، ويقودها حساب المايسترو الذي سبق أن كشف تحقيق لصحيح مصر عن هويته. وساهم حساب شهرزاد في نحو 20% من التفاعل على هاشتاج #رأس_الحكمة_التوكيل_مزور، ونحو 12% من التفاعل على جملة عبارة رأس الحكمة منذ يوم 4 أكتوبر.