مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
قبل أيام، دعا مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، اللواء أمير سيد أحمد، لعقد اجتماع مع عدد من مسؤولي الدولة وإدارة نادي الجزيرة الرياضي، يوم الأحد المقبل 13 من أكتوبر الجاري، لمناقشة مقترح تنفيذ جراج أسفل أرض نادي الجزيرة لإعادة إحياء برج "فودة" الفندقي المهجور.
برج "فودة" في الزمالك مهجور منذ بنائه في السبعينات، بسبب عدم وجود جراج، يستوعب الضغط المتوقع مع الافتتاح، وخاصة وهو يستهدف إشغال أكثر من 500 غرفة.
صحيح مصر يرصد في التقرير مقترح اقتطاع جزء من نادي الجزيرة لإقامة جراج خاص بالفندق في محاولة لإعادة إحياء البرج المهجور، وفقًا لمسؤولين في نادي الجزيرة ومحافظة القاهرة.
دحض الإدعاء
** تأسيس برج فودة
= بدأ الوزير الأسبق، ورجل الأعمال، خالد فودة، في تأسيس مشروع برج الزمالك الفندقي في منتصف السبعينات، وذلك بناء على رؤية للرئيس السادات بتحويل المنطقة المحيطة بالنيل في الزمالك إلى مانهاتن جديدة لانبهاره بالعمارة الأمريكية، بحسب تصريحات لفودة مع جريدة المصري اليوم عام 2011.
= وفي بداية عهد الرئيس مبارك، في نهاية الثمانينات، ظهر المشروع بارتفاع نحو 53 طابقا، قبل أن يتوقف تشغيل المشروع بسبب رفض محافظة القاهرة إقامة البرج بدون وجود جراج يستوعب سيارات الوافدين عليه.
= ويقول مصدر في محافظة القاهرة لصحيح مصر، إن المحافظة ترفض تشغيل البرج بدون جراج استنادا لتعديلات قانون أعمال البناء رقم 106 لسنة 1976، والذي يلزم الأبنية الشاهقة بوجود جراج؛ يستوعب سيارات قاطنيها.
= ولكن فودة يرد على ذلك، بأن البرج بدأ بناؤه قبل إصدار القانون، وبذلك القانون أصبح غير ملزم، مشيرا إلى أن البناء بدأ في العام 1974 أي قبل إصدار القانون بعامين كاملين، كما أن هذا البند صدر في اللائحة التنفيذية للقانون عام 1978، أي بعد بداية بناء المبنى بنحو أربعة سنوات.
= وبالفعل حصل "فودة" على قرار من مجلس الدولة بعدم صحة وقف تشغيل المبنى لهذا السبب، ولكن محافظة القاهرة لم تمتثل لهذا القرار.
= وفي العام 2004، قضت لجنة توفيق المنازعات بوزارة العدل بأحقية خالد فودة مالك البرج بالحصول على تعويض بقيمة 191 مليون دولار، علاوة على تعويض أدبي بقيمة 2 مليون جنيه من محافظة القاهرة بسبب الأضرار المادية التي تعرض لها، ولكن لم تستجيب الحكومة المصرية لذلك، بحسب ما نشرته المصري اليوم عام 2011.
** رغبة حكومية للاستفادة من البرج
في عهد الرئيس السيسي، عادت الرغبة الحكومية للاستفادة من البرج، بحسب مصدر بمحافظة القاهرة لصحيح مصر، إذ يقول: إن إقامة الجراج هو الحل الوحيد لإعادة الحياة لمشروع برج "خالد فودة"، الذي توقفت فيه أعمال البناء والتشييد في نهاية الثمانينات وتحديدا عام 1989 بعد إنشاء نحو 53 طابقًا بموجب الترخيص الرسمي للبناء وتصاريح الإنشاء.
= وتقدمت عائلة خالد فودة بمقترح قبل ثورة يناير 2011 لإنشاء جراج أسفل نادي الجزيرة، ولكن قوبل وقتها بالرفض من محافظة القاهرة، ووزارة التنمية المحلية، بعد اعتراض أعضاء نادي الجزيرة.
= ولكن تجدد الأمر مرة أخرى، إذ يكشف المصدر إلى وجود رغبة حكومية هذه المرة في الوصول لاتفاق حول إنشاء الجراج ومكانه.
موقع الجراج المنتظر
أشار المصدر إلى المقترح بإنشاء جراج أسفل ملعب الجولف داخل نادي الجزيرة، وخاصة أنه لا يتوفر مكان مناسب لإقامة الجراج داخل شارع شارع حسن صبري موقع برج فودة.
فضلا عن رفض اللجنة العليا للتخطيط والتنمية العمرانية، إقامة أى جراج داخل حديقة الأسماك، وبذلك لا يوجد مكان بديل داخل جزيرة الزمالك لإقامة جراج سوى داخل نادي الجزيرة، وهو الأنسب جغرافيًا ومروريًا بحسب ما يعتقد المصدر ورؤسائه في محافظة القاهرة.
قال عضو في مجلس إدارة نادي الجزيرة لصحيح مصر، إن مقترح إقامة جراج على أرض نادي الجزيرة للسماح بتشغيل برج فودة ليس بجديد، وسبق وطرح نفس الأمر قبل سنوات، مشيرا إلى أن البرنامج الانتخابي لمجلس الإدارة الحالي كان يضع نقطة واضحة بعدم التنازل عن أرض النادي لإقامة أي مشروعات حكومية سواء الجراج أو غيره.
لذلك من غير الوارد -بحسب المصدر- موافقة مجلس الإدارة على المقترح.
وقال المصدر، إن مجلس إدارة النادي سيناقش كل السيناريوهات قبل حضور الاجتماع الرئاسي في قصر الاتحادية الأحد المقبل، مشيرا إلى أن مجلس الإدارة يتعرض لضغوط من جهات لم يسمها للموافقة على إقامة المشروع، ولكن المجلس لا يمتلك سلطة لذلك؛ إذ لابد من الحصول على موافقة الجمعية العمومية للنادي، لافتا إلى أنه يستبعد موافقة الجمعية العمومية على ذلك.