مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، ليلة أمس، بإطلاق أكثر من 200 صاروخًا باليستيًا، وصفت شخصيات عامة وإعلاميون مصريون أن الأمر لا يعدو كونه "مسرحية أو فيلم" متفق عليها مسبقًا بين إيران وإسرائيل، لحفظ ماء وجه "طهران" بعد اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله، مدللين على طرحهم، بعدم وجود أي خسائر في الجانب الإسرائيلي.
لكن على الجانب الآخر، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي استهدفت صواريخ إيران مواقعه العسكرية، يفرض رقابة مشددة على الإعلان عن أي خسائر في معسكراته ومطاراته أو أي مواقع أمنية أخرى، إذ أصدر الرقيب العسكري حظرًا على وسائل الإعلام الإسرائيل لمنع نشر أي تأثيرات وأضرار لحقت بالمواقع العسكرية الإسرائيلية جراء الهجمة.
كما نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، بيانًا يطالب فيه "مواطني إسرائيل" بعدم نشر أي تفاصيل أو مشاركة صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن الأضرار التي قد تسببت فيها الهجمات الإيرانية.
وسط هذا التكتم الشديد، رصد صحيح مصر، حجم الخسائر المعلنة حتى الآن والمواقع العسكرية المستهدفة، والتأثيرات التي لحقت بإسرائيل جراء الهجمة الإيرانية ليلة أمس.
دحض الإدعاء
** إصابة بالقرب من مبنى الموساد
وثقت شبكة CNN الأمريكية سقوط صاروخ إيراني على بعد أقل من كيلو مترًا من مقر المخابرات الإسرائيلي "الموساد" وذلك من خلال بعض مقاطع الفيديو المصورة.
ووفقًا لشبكة CNN، صُور الفيديو من أحد المباني الشاهقة في منطقة هرتسليا الواقعة على بعد نحو 3 كيلو متر من مبنى الموساد، وتسبب الصاروخ الإيراني في أضرار كثيرة بأحد مواقف السيارات عبر إحداثه حفرة كبيرة بالأرض.
** إصابات بالقواعد الجوية العسكرية
اعترف الجيش الإسرائيلي بوقوع أضرار في المباني الإدارية ببعض القواعد الجوية العسكرية، دون أن يفصح عن أسماء تلك القواعد العسكرية؛ وإن كان تداولت بعض تقارير الأخبار العربية على موقع التواصل الاجتماعي إكس، تضرر قاعدة نيفاتيم العسكرية جنوب إسرائيل.
ولكن نفت إسرائيل إصابة أي طائرة عسكرية أو إصابة أي من الجنود والضباط.
** إصابة 100 منزل في تل أبيب
كما أعلنت بلدية هود هشارون شمال تل أبيب عن تضرر نحو 100 منزل في أرجاء كثيرة من المدينة جراء القصف الإيراني، كما تضررت عشرات المنازل الأخرى في الدوائر القريبة من المدينة.
وإبان الهجوم ورد بلاغ عن إصابة مباشرة لأحد المباني في شمال تل أبيب دون الإفصاح عن تفاصيل وحجم الإصابة.
** إصابات طفيفة للمدنيين
كما أعلنت نجمة داوود الحمراء إصابة شخصين بجروح طفيفة جراء تعرضهم لبعض شظايا القصف الإيراني؛ فيما توفي المواطن الفلسطيني سامي خضر حسن في مدينة أريحا الفلسطينية، جراء القصف الإيراني.
أرجعت إسرائيل عدم إصابة أي أهداف عسكرية إلى أنظمة الدفاع الصاروخي لصد الصواريخ الباليستية المعروفة باسم "القبة الحديدية"، وصممت إسرائيل منظومة الصواريخ آرو-2، آرو- 3 للتعامل مع أي تهديدات داخل الغلاف الجوي الإسرائيلي.
واستخدمت إسرائيل نظام آرو-3 في صد الصواريخ الباليستية الإيرانية حسبما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.
** أضرار اقتصادية
** خفضت وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز تصنيف إسرائيل الإئتماني من +A إلى A مع توقعات سلبية للاقتصاد الإسرائيلي بسبب الهجمات الإيرانية التي وقعت أمس على إسرائيل، والحرب مع حزب الله اللبناني وارتفاع المخاطر الأمنية.
وقالت الوكالة، إن الهجمات الأخيرة تفرض احتمالية إطالة أمد الصراع العسكري بين إسرائيل وحزب الله إلى 2025. كما توقعت الوكالة بتخفيض تصنيف إسرائيل الائتماني في غضون 24 شهراً القادمة إذا شكلت الصراعات العسكرية ضرراً أكبر على النمو الاقتصادي الإسرائيلي.
وتوقعت الوكالة، أن يرفع الهجوم الصاروخي الإيراني أمس على إسرائيل من مخاطر أسواق النفط والغاز والشحن، مشيرة إلى أن أي تأثير على البنية التحتية للغاز في إسرائيل نتيجة لصراع أوسع نطاقا، سيخلف آثارا إقليمية ومحلية.
كما أن الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، قد يصعد الصراع القائم بين إسرائيل وحزب الله وإسرائيل وحماس، ومن المرجح أن يعرض بعض البنية التحتية النفطية الإسرائيلية على الأقل، بما في ذلك 287 ألف برميل يوميا من طاقة التكرير الإسرائيلية، لخطر أكبر.
** كيف خفف استعداد إسرائيل من تأثيرات الضربات الإيرانية؟
* استعدادات سريعة قبل هجوم إيران
أعلنت الولايات المتحدة والأردن والمملكة المتحدة وفرنسا مساعدتهم إسرائيل في صد الهجوم الصاروخي الإيراني. وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة هآرتس، لم يفصح عن هويته، إن المساعدة الأهم قدمتها الولايات المتحدة كانت من خلال طائرات وسفن تابعة للجيش الأمريكي.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن "هناك دولًا أخرى في الشرق الأوسط بخلاف الأردن ساعدت، لكن هذه قضية حساسة ولا يريد الجميع التحدث عنها في هذا الوقت".
وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية، قبيل الهجمة إسرائيل، من هجمات إيرانية وشيكة، وهو ما ساهم في مساعدة إسرائيل في الاستعداد للهجمات وإطلاق صافرات الإنذار لنزوح المواطنين الملاجئ قبل الهجوم. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، بعد التحذير أن قوات الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى استعدادا لأي هجوم وشيك.
** بنية تحتية مصممة مسبقًا لحماية المواطنين
رغم تضرر أكثر من 100 منزل في بلدية هشارون القريبة من تل أبيب؛ إلا أنه لم يصب أي مواطن إسرائيلي بأذى، ويرجع ذلك إلى وضع إسرائيل أكواد بناء خاصة بها تفرض إنشاء ما يسمى بالغرف الآمنة بكل المنازل إضافة إلى الملاجئ الأرضية أسفل العقارات.
وتُقسم إسرائيل الملاجئ لثلاث أنواع، أولها "مماد MMAD" وهي غرف محصنة داخل كل شقة سكنية، وثانيًا "مماك MMAC" وهي غرف محصنة داخل البنايات السكنية، وهي عبارة عن ملاجئ أرضية أسفل العقارات، وثالثًا "ميكلت" وهي غرف محصنة بالشوارع والطرقات.
كل هذه الغرف والملاجئ الآمنة عبارة عن حجرات محصنة بالخرسانة المسلحة وأبواب فولاذية، إضافة إلى أنظمة تهوية. وصُممت تلك الملاجئ والغرف للتعامل مع أغلب التهديدات العسكرية بما فيها الصواريخ الباليستية، وفقًا للجيش الإسرائيلي.
وتفرض السلطات الإسرائيلية على مقاولي البناء منذ التسعينات توفير غرفة في المنزل كملجأ وهو شرط للحصول على ترخيص البناء، وهي الغرفة التي يتوجه إليها الإسرائيليون عند سماع صافرات الإنذار.
ويتوجب على من لا تتوفر بمنازلهم غرفة الملجأ، أن يتوجهوا نحو ملاجئ الشوارع العامة عند سماع الصافرات، وفي حال عدم توفرها فيجب عليهم الترجل والانبطاح أرضا حتى تتوقف الصافرات.