مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
أعلنت شركة ساندفين، المصنعة لبرامج المراقبة، توقفها عن تقديم خدماتها في مجموعة من البلدان التي وصفتها بـ"الاستبدادية"، من بينها #مصر، إذ قالت الشركة في بيان رسمي إنها "ستتوقف عن تقديم خدماتها في مصر، نهاية مارس 2025، كما ستوقف خدماتها للعملاء المصريين غير الحكوميين نهاية 2025".
◾غادرت الشركة 32 دولة، وأعلنت أنها ستغادر 24 دولة أخرى "استبدادية" خلال الفترة القادمة، ولم تسم من تلك الدول سوى مصر.
❓ما هي شركة ساندفين؟ وماذا تقدم للحكومة المصرية؟ وكيف ساعدت في تراجع الصحافة المصرية خلال سنوات عهد #السيسي؟
دحض الإدعاء
ما هي شركة ساندفين؟
بحسب مؤسسة مسار، المعنية بالتقنيات الرقمية، ظهر اسم شركة "ساندفين" (Sandvine) خلال السنوات الماضية كواحدةٍ من الشركات التي تعمل في مجال تصنيع وتشغيل وتطوير البرمجيات والمعدات التي تستخدمها الحكومات كحلولٍ لممارسة الرقابة على الإنترنت ومراقبة مستخدميه.
◾وصفت مؤسسة مَسَار، في ورقة بحثية الشركة بأنها "أخطبوط المراقبة في المنطقة العربية"، وقالت إنها تأسست عام 2001 في كندا، وتعمل الشركة الآن في أكثر من 50 دولة حول العالم.
❓ كيف ساعدت ساندفين الحكومة المصرية في تقويض عمل الصحافة المصرية؟
◾في نوفمبر 2011، أظهر تقرير استمارة المعلومات السنوية للشركة إن ساندفين بدأت تعاونًا مع بعض الجهات في مصر، وفي العام 2017، وقعت شركة فودافون مصر مع ساندفين عقدا بملايين الدولارات للحصول على تقنيات تساعدها في تحليل تصرفات المشتركين في خدمات #فودافون.
Vodafone Egypt رئاسة مجلس الوزراء المصري
◾بعد توقيع العقد، شهدت مصر، موجة واسعة من حجب المواقع الصحفية والحقوقية ومواقع تخطي الحجب، وتحديدًا في مايو 2017، وقدرت مؤسسة حرية الفكر والتعبير، عدد المواقع الصحفية والإعلامية المحجوبة بـ127 موقعًا على الأقل، فضلا عن مئات المواقع الحقوقية ومواقع تخطي الحجب VPN.
◾ يذكر أن شركة "فودافون مصر" في ذلك التوقيت وحتى العام الماضي 2023، كانت جزء من ملكيتها يعود إلى الحكومة المصرية، إذ كانت تملك شركة المصرية للاتصالات الحكومية نسبة 45% من فودافون مصر.
Telecom Egypt
◾وكشف تحقيق سابق لـ المنصة، بالتعاون مع مؤسسة كواريوم، التي تستضيف موقع المنصة، في سبتمبر 2020، أن المصرية للاتصالات، وأورانج تطبّقان الحجب على المواقع الصحفية عن طريق تقنيات ساندفين.
❓كيف واجهت ساندفين اتهامات تزويد مصر بتقنيات #حجب_المواقع؟
◾وضعت وزارة التجارة الأمريكية، شركة ساندفين، على القائمة المحظورة، مطلع العام الجاري، واتهمتها بتزويد الحكومة المصرية بتكنولوجيا فحص الحزم العميقة، والتي تُستخدم في مراقبة الويب والرقابة الجماعية لحجب الأخبار وكذلك استهداف الجهات السياسية الفاعلة ونشطاء حقوق الإنسان.
◾في مواجهة ذلك، أصدرت الشركة بيانا رسميا قالت فيه: "لن نعمل بعد الآن في البلدان غير الديمقراطية أو البلدان التي يكون فيها التهديد للحقوق الرقمية مرتفعًا للغاية". ويصنف مؤشر الديمقراطية مصر كواحدة من "الدول الاستبدادية"، وهي في المرتبة 127 من بين 165 دولة يصنفها المؤشر.
The Economist Intelligence Unit
⚠️ واعترفت ساندفين، أن استجابتها للتقارير السابقة عن إساءة استخدام منتجاتها لم تكن كافية، وأن منتجاتها استخدمت لتسهيل القمع، وتقييد حرية التعبير، وحرية تكوين الجمعيات، ومراقبة الصحفيين والمعارضين السياسيين، وتعطيل الانتخابات الديمقراطية.
◾وزعمت الشركة أنها ستركز عملها في الدول الديمقراطية لدعم حرية الإنترنت والحقوق الرقمية، وأن أفضل طريقة لمنع إساءة استخدام الحلول الرقمية التي تستخدمها بلدانا ديكتاتورية لا تلتزم بحرية الإنترنت وسيادة القانون وكشف تلك البلدان وردعها هو الخروج من تلك البلدان.
◾وقالت ساندفين، إن قرارها الأخير بالخروج من البلدان الديكتاتورية استند إلى مجموعة من المراجعات بما في ذلك تقارير وزارة الخارجية الأمريكية حول ممارسات حقوق الإنسان، و مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2023 لمنظمة مراسلون بلا حدود، ودرجات حرية الإنترنت لعام 2024 لمنظمة فريدوم هاوس، ومؤشر الديمقراطية لعام 2023. Freedom House