مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

كيف يتحمل النساء وحدهن مسؤولية منع الحمل؟ مسؤولية منقوصة

كيف يتحمل النساء وحدهن مسؤولية منع الحمل؟
مسؤولية منقوصة
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr
nan

الإدعاء

تعاني عشرات السيدات في مصر خلال رحلة البحث عن وسيلة آمنة لمنع الحمل، في ظل تعدد الأعراض الجانبية للوسائل المتاحة في الأسواق، مدفوعًا برغبة في تحديد عدد الأطفال داخل كل أسرة، وخاصة وأن آخر مسح لصحة الأسرة عام 2021، أظهر أن 7 من كل 10 سيدات لا يرغبن في إنجاب طفل جديد. يرفض الأزواج استخدام وسائل منع الحمل، إذ أظهر المسح أن 0.8% من الذكور فقط وافقوا على استخدام الواقي الذكري، 0.5% وافقوا على استخدام القذف الخارجي، أي أن ذكرا واحدا من كل 100 يتحمل مسؤولية منع أو تنظيم الحمل في أسرته، مقابل 80 امرأة تتحمل تلك المسؤولية، ولا تستطيع 14 منهن الحصول على وسيلة مناسبة. -في حين تستخدم 7 من كل 10 نساء متزوجات في مصر، إحدى وسائل منع الحمل كاللولب، والحبوب، والحقن، وغيرها، بينما تنحصر وسائل منع الحمل الذكرية في الواقيات الذكرية والقذف الخارجي وقطع القناة الدافقة.

دحض الإدعاء

-ما وسيلة منع الحمل الأكثر أمنا للزوجين؟ طبيب وطبيبة أمراض نساء وتوليد، تحدث إليهما صحيح مصر، اتفقا أن وسيلة منع الحمل الأكثر أمنا لصحة الزوجين والأقل في الآثار الجانبية، هي الواقيات الذكرية، لأنها لا تدخل الجسم ولا تؤثر في هرموناته أو طريقة عمله، كما تستخدم عند اللزوم فقط. -هل تؤثر وسائل منع الحمل الذكورية على القدرة الجنسية؟ -نفى الطبيبان، أن يكون هناك أي أثر جانبي أو تأثير على القدرة الجنسية بسبب الواقيات والقذف الخارجي، كوسائل منع الحمل الذكرية الأكثر شيوعا، ولكنهما لا يعتقدا أن القذف الخارجي فعال كفاية لمنع الحمل، أما قطع القناة الدافقة فلا يتم اللجوء إليه إلا نادرا لأنه يمثل منعا دائما للحمل، ولصعوبة إصلاحه. -هل تؤثر الواقيات الذكرية على الاستمتاع الجنسي؟ -يعتقد كثير من الرجال أن الواقيات تقلل من الاستمتاع بالعلاقة الجنسية، وهو اعتقاد غير صحيح طبيا، بحسب الطبيبان اللذين أشارا إلى أن بعض الواقيات توفر رفاهية تزيد من الاستمتاع الجنسي وليس العكس. -توفر الواقيات الذكرية الحماية من الحمل بنسبة 98%، وهي الوسيلة الوحيدة لمنع الحمل، التي يمكنها أن تمنع كلاً من الحمل وانتقال العدوى جنسيا، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية، وداء السيلان، والمتدثرة، والزهري، والهربس التناسلي، وفيروس الورم الحليمي البشري، بحسب منظمة الصحة العالمية. -توقفت 3 من كل 10 مستخدمات لوسائل تنظيم الأسرة في مصر، عن استخدام الوسيلة خلال 12 شهر من بداية الاستخدام، وكانت الأعراض الجانبية أكثر أسباب التوقف التي ذكرتها السيدات. -تحدثنا في تقرير مفصل مدفوع بالبيانات، لطبيبين أكدا عدم وجود موانع طبية أو آثار صحية تمنع الرجال من المشاركة في تنظيم أسرهم، وأن السبب برأيهم هو الثقافة المجتمعية التي تعتبر أن تنظيم الأسرة ومنع الحمل مسؤولية النساء. -كما تحدثنا لسيدتين حالت ظروفهما الصحية دون استخدامهما وسائل لمنع الحمل، ورفض الزوجان تحمل مسؤوليتهما المشتركة في تنظيم أسرهم، لتنتهي الأولى بطفل جديد غير مرغوب، والثانية بالطلاق. -أما الرجلان اللذان شاركانا مواقفهما، فرأى الأول أن تنظيم الحمل مسؤولية زوجته وأنها المستفيدة من تجنب مسؤوليات الحمل والرضاعة والرعاية لذا فعليها تحمل تلك المسؤولية، أما الآخر فكان سعيدا لتجنيب زوجته آثار جانبية لا داع لها وحصل على تجربة إيجابية باستخدام الواقيات الذكرية.