مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

شهود عيان يكشفون لصحيح مصر عن الوجه الآخر لفيديو المحافظ: "سيدة الخبز" تقتات من الوقوف في طوابير العيش بمقابل (أكبر) اللواء المحافظ لاحقها واتهمها بالاتجار في الخبز المدعم وصادره وبعد انتهاء التصوير أعاده لها

شهود عيان يكشفون لصحيح مصر عن الوجه الآخر لفيديو المحافظ:
"سيدة الخبز" تقتات من الوقوف في طوابير العيش بمقابل (أكبر)
اللواء المحافظ لاحقها واتهمها بالاتجار في الخبز المدعم وصادره وبعد انتهاء التصوير أعاده لها
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr
nan

الإدعاء

نشرت الصفحة الرسمية لمحافظة الدقهلية، الأربعاء الماضي، فيديو يُظهر ملاحقة محافظ الدقهلية الجديد اللواء طارق مرزوق لسيدة تحمل بضعة أكياس من الخبز المدعم، داخل حارة صغيرة، وأمر اللواء المحافظ بمصادرة أكياس الخبز التي كانت بحوزتها، وأعادها إلى المخبز مرة أخرى، وراحت الاتهامات تنال من السيدة، وانتشرت الكثير من الادعاءات عن تجارتها في العيش المدعم بالمخالفة للقانون. كما اتهمت الصفحة الرسمية للمحافظة المخبز والسيدة بالاتجار في العيش المدعم، إذ نشرت أن "اللواء طارق مرزوق ضبط أحد المخابز يقوم بتجميع الخبز المدعم والمتاجرة به فى أحد البيوت المجاورة، وتم تكليف وكيل وزارة التموين باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه صاحب المخبز". صحيح مصر تحدث إلى شهود عيان على الواقعة، من أهالي في شارع الإصلاح في كفر اللاوندي بمركز ومدينة أجا، وكشفوا عن الوجه الآخر لفيديو المحافظة، وكذب الادعاءات التي تتهم السيدة بالاتجار في العيش المدعم.

دحض الإدعاء

يقول ثلاثة شهود العيان، إن السيدة التي ظهرت في الفيديو، وكانت ترتدي إسدال كحليِ، تدعى "م" -تتحفظ صحيح مصر على ذكر اسمها- تقطن بنفس المنطقة على بعض 5 أو 6 دقائق ترجلًا من مخبز العيش المدعم بالمنطقة المعروف بـ"فرن التهامي". ويقول شهود العيان وهم من سكان المنازل المحيطة بالمخبز في "كفر اللاوندي" بمدينة أجا، إن سيدة كانت تحمل 6 أكياس من الخبز، في طريقها لتسليمها لأصحابها، إذ تعمل على جمع بطاقات التموين والوقوف في طوابير مخابز العيش المدعم مقابل أجرًا تحصل عليه من أصحاب البطاقات بعد تسليمهم أكياس العيش. لكن حين رأت مسيرة اللواء المحافظ وأعوانه يلاحقونها، خافت ودلفت إلى مدخل أحد المنازل المجاورة للمخبز، لذا اقتحم المحافظ ورجاله مدخل المنزل خلفها مباشرة، وأمر رجالها، كما يظهر في الفيديو، بأخذ الخبز، وتصوير ما يحدث، قائلاً "صور يا هيثم". ويضيف شهود العيان السيدة تجمع كل صباح من بطاقات التموين والمدرج بها نقاط دعم الخبز، من أهالي المنطقة وجيرانها، وتقف في طابور المخبز بدلًا منهم، قبل أن تمر على منازل أصحاب البطاقات وتعطي لكل منه حصته، وفقًا لما هو متاح من نقاط الدعم المدرجة على الكارت، وذلك وتتقاضى مقابل ذلك بضعة جنيهات. وتنص قرارات وزارة التموين على أنه لكل شخص مدون اسمه في بطاقات دعم الخبز أحقية الحصول على 5 أرغفة يوميًا. ويقول شهود العيان، إن "م " هي العائل الوحيد لأسرتها المكونة من زوج "لا يستطيع الحركة" ، إضافة إلى بنتين "على وش جواز"، وعمل "م" في جمع البطاقات وتوزيع الخبز على أصحابه هو العمل الوحيد لها والذي يصرف على أسرتها الصغيرة. ونفى شهود العيان، متاجرة "م" في خبز كما زعم بعض المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها تحصل على أجر بسيط جدًا مقابل مساعدتها للأخرين ووقوفها في الطابور مكانهم. ويوضح شهود العيان، أن الشخص العجوز الذي ظهر في الفيديو هو صاحب المنزل الذي لجأت إليه ماجدة خوفًا من المحافظ ويدعى "الحاج ش"، ويعيش مع أسرته وابنه "الحاج ص"، وقد دخلت "م" إليه خوفًا حين رأت مسيرة المحافظ قادمة في شارع الإصلاح الزراعي بكفر اللاوندي. ويقول شهود العيان، إن "م" قد لحقت بالمحافظ بعد تصوير الفيديو وروت حقيقة دورها، وهو ما أيده العديد من الحاضرين وقتها، لذلك أعاد المحافظ إليها أكياس الخبز، وقال لها: "روحي لإدارة التضامن الاجتماعي في مبنى المحافظة بالمنصورة، واحكي لهم على ظروفك، وإحنا ممكن نساعدك بمشروع أو نعملك جواب رسمي نعترف أنك بتجمعي الخبز لأصحاب البطاقات مقابل مبلغ معين تتقاضاه منهم شهريًا أو أسبوعيًا".