مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
** خلال مؤتمر صحفي اليوم، برر رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، زيادة مدة انقطاع الكهرباء خلال اليومين الماضيين من ساعتين إلى ثلاث ساعات بحد أدنى، وتوقف عدد من المصانع عن العمل، إلى تعطل أحد حقول الغاز في إحدى الدول المجاورة الموردة للغاز إلى مصر، والتي "لم يسميها"، مما آثر على إمدادات الطاقة إلى محطات الكهرباء. (1)
= ورغم أن رئيس الوزراء لم يسمِ تلك الدولة المجاورة، إلا مصر لا تستورد الغاز الطبيعي في صورته الغازية إلا من الحقول الإسرائيلية، وأظهرت مراجعة صحيح مصر، لنشرات مجلة ميس المتخصصة في طاقة، تعرض حقل "تمار" الإسرائيلية لأعطال خلال الفترة الماضية مما أثر على إمدادات الطاقة لمحطات الكهرباء المصرية.
= وتستورد مصر الغاز الطبيعي من إسرائيل بعقد شراكة وقع عام 2018، عبر شركة دولفينوس، التي تمتلك جزءًا منها إحدى الجهات السيادية المصرية. (2)
دحض الإدعاء
** مصر منورة بالغاز الإسرائيلي
= منذ العام 2020 وحتى نهاية مارس 2024 كانت الجهة الوحيدة التي تستورد منها مصر الغاز هي إسرائيل وتحديدًا من حقلي "ليفياثان" و"تمار"، وكانت الاتفاقية في البداية تنص على استيراد مصر نحو 64 مليار متر مكعب بقيمة 15 مليار دولار، وفي العام التالي مباشرة زاد حجم واردات مصر من الغاز الإسرائيلي إلى 85 مليار متر مكعب، بقيمة 19 مليار دولار.
= وتوزعت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بين 3.5 مليار متر مكعب سنويًا من حقل ليفاثيان، و3.5 مليار متر مكعب من حقل تمار.
** كيف أثرت أعطال الحقول الإسرائيلية على إمدادات الطاقة لمصر؟
= كشفت مجلة ميس المتخصصة في أخبار الطاقة، أن حقل الغاز الإسرائيلي "تمار" تعرض لإغلاق كلي خلال الفترة بين 27 مايو الماضي إلى 5 يونيو الجاري، ما تسبب في انخفاض واردات الغاز الإسرائيلي إلى مصر بنسبة 50%. (3)
= وبحسب مجلة ميس، تسبب انقطاع التيار الكهربائي عن حقل "تمار" في خروجه من الخدمة، وهو ما أدى إلى تراجع معدل واردات مصر من الغاز الإسرائيلي من حقل تمار بقيمة 505 مليون متر مكعب من الغاز.
= وبلغت قيمة واردات مصر من غاز حقل "تمار" نحو 319 مليون قدم مكعب يوميًا من إجمالي إنتاج حقل تمار البالغ 1.025 مليار قدم مكعب يوميًا خلال شهر مايو الماضي وأوائل شهر يونيو الحالي، فيما ذهب الباقي إلى السوق المحلي الإسرائيلي. (4)
= وبلغ حجم استيراد مصر من الغاز الإسرائيلي خلال شهر مايو الماضي نحو 980 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز بانخفاض بقيمة 90 مليون قدم مكعب يوميًا عن شهر أبريل الماضي، وفقًا لمجلة ميس.
= وتوضح المجلة المتخصصة في أخبار الطاقة، أن ذلك الوضع أجبر مصر على زيادة فترات انقطاع التيار الكهربائي، وإغلاق مصانع الأسمدة بشكل مؤقت. وكانت وصلت فترات انقطاع الكهرباء في مصر إلى مدد تراوحت بين 3 إلى 6 ساعات في مناطق مختلفة، وفقًا لوسائل إعلام.
= وزاد اعتماد الحكومة المصرية على الغاز الإسرائيلي في تلبية الطلب الداخلي وخاصة إمدادات الطاقة لمحطات الكهرباء، بعد انخفاض الإنتاج المصري، بسبب أعطال في حقل ظُهر.
** ليست المرة الأولى
= ويعدّ حقل تمار الإسرائيلي ثاني أكبر حقل للغاز في إسرائيل بعد "ليفياثان"، باحتياطيات تصل إلى 14 تريليون قدم مكعب. (5)
= وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها إمدادات مصر من الغاز الإسرائيلي للانخفاض خلال أقل من عام، إذ انخفض إمدادات مصر من حقل تمار خلال شهر أكتوبر الماضي بنسبة 20% تقريبًا بسبب عدوان إسرائيل على قطاع غزة.
= وتباينت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي خلال الفترة بين سبتمبر 2023 وحتى أبريل 2024. إذ بلغت في سبتمبر نحو 738 مليون متر مكعب، قبل أن تنخفض في أكتوبر إلى 364 مليون متر مكعب، وعادت إلى الزيادة في نوفمبر إلى 603 مليون متر مكعب، وارتفعت مرة أخرى في ديسمبر إلى 890 مليون متر مكعب. (6)
وفي بداية العام 2024 ارتفعت في يناير إلى 913 مليون متر مكعب، ثم انخفض في فبراير إلى 785 مليون متر مكعب، ثم زادت إلى 933 مليون متر مكعب في مارس، ثم انخفضت بشكل طفيف في أبريل إلى 905 مليون متر مكعب، وفقًا لبيانات قاعدة الطاقة المشتركة جودي.
** هل تستورد مصر الغاز من جهات أخرى ؟
= تسملت مصر أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال خلال شهر أبريل الماضي وبلغت نحو 110 مليون طنًا، بحسب بيانات جودي، وتعد تلك الشحنة هي الأولى منذ آخر شحنات الغاز الطبيعي المسال التي استوردتها مصر بشكل منتظم في أكتوبر 2018، وبلغت حينها نحو 19 مليون متر مكعب، فيما شهد شهرا ديسمبر 2020، ومارس 2021 استيراد مصر شحنتي غاز مسال بحجم 327 مليون متر مكعب، و350 مليون متر مكعب على التوالي.
= وانخفض إنتاج مصر من الغاز الطبيعي في 2015 إلى 42.6 مليار متر مكعب، ثم إلى 40.3 مليار متر مكعب في 2016، ثم ارتفع في 2017 إلى 48.8 مليار متر مكعب، ثم إلى 58.6 مليار متر مكعب في 2018 وهو العام الذي تحقق فيه الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، قبل أن ينخفض الإنتاج وتعود مصر إلى الاعتماد على الغاز المستوردة هذا العام من جديد. (7)
= ويقول قيادي سابق بالهيئة العامة للبترول لصحيح مصر، أنه كان مقررًا أن تستورد خلال هذا العام نحو 15 شحنة غاز طبيعي مسال، لكن الواقع الحالي يشير إنه ربما تزيد إلى 20 شحنة، في ظل الانخفاض المستمر للإنتاج المحلي حتى عام 2027 بمعدل 30%.
= ويتفق هذا ما نشره موقع الشرق بلومبرج في أن مصر ربما تستورد نحو 18 شحنة غاز مسال بواقع 3 شحنات شهريًا بتكلفة 120 مليون دولارًا شهريًا. (8)
= وقال وزير بترول سابق لصحيح مصر، إن مصر ستستورد شحنات الغاز الطبيعي المسال من الجزائر، بسبب قرب المسافة بدلاً من استيراده من دول أخرى التي قد تكون تكاليف نقله أغلى.
= كما أشار إلى أنه "يجب على الحكومة التبكير بمواعيد شراء شحنات الغاز الطبيعي بدلًا من الشراء بشكل لحظي بسعر مرتفع لأن انخفاض الإنتاج المحلي واحتياجنا إلى استيراد غاز مسال أمر معروف منذ أشهر"، وفقًا للوزير الأسبق.