مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

لماذا يموت السودانيون على الحدود المصرية ؟

لماذا يموت السودانيون على الحدود المصرية ؟
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr
nan

الإدعاء

تسببت درجات الحرارة المرتفعة التي تعرضت لها مصر خلال الأيام الماضية، في وفاة نحو 50 مهاجرًا سوادنيًا، حسب وسائل إعلام و تصريحات للقنصل السوداني بأسوان عبدالقادر عبدالله. وذلك نتيجة هجرة الآلاف من السودانيين إلى مصر بطرق غير شرعية عبر وادي العلاقي بسبب الإجراءات المعقدة التي فرضتها الحكومة المصرية في حصول السودانيين على تأشيرة الدخول لمصر، وظهور سوق سوداء لتأشيرات السودانيين وصلت إلى سعر 1000 دولار للشخص؛ في الوقت الذي شهدت فيه أسوان درجات حرارة غير مسبوقة وصلت إلى إلى نحو 49 درجة مئوية. صحيح مصر تواصل مع مسئولين مصريين ومواطنين سودانيين للكشف عن أسباب وفاة السودانيين على الحدود المصرية.

دحض الإدعاء

** الإجهاد الحراري وراء ارتفاع الوفيات = تحدث صحيح مصر مع مصدر بمديرية الصحة بمحافظة أسوان، رفض الكشف عن هويته، الذي قال إن حالات الوفيات وقعت في دروب صحراوية بمنطقة العلاقي في أسوان، والعلاقي منطقة حدودية غالبًا ما تُستخدم في عمليات التهريب، ويتم من خلالها إدخال القادمين بشكل غير شرعي من السودان إلى أسوان. = وأضاف المصدر الطبي، أن العدد الكلي لحالات الوفاة للسودانيين جراء الموجة الحارة غير مؤكد حتى الآن، إذ ووفقًا لما أخبرتنا به قوات حرس الحدود فهناك المزيد من حالات الوفيات لم يتم الكشف عنها، وجاري البحث عن متوفين ومصابين سودانيين لإنقاذهم، وحاليًا يتم نقل الوفيات إلى مستشفى أسوان الجامعي وإخطار القنصلية السودانية في أسوان. = في حين كشف مصدر بديوان عام محافظة أسوان، وقوع ثلاث حوادث لسيارات دفع رباعي ونصف نقل كانت تقّل سودانيين قادمين إلى مصر بطريقة غير شرعية عن طريق وادي العلاقي، ووقع على إثرها وفيات ومصابين جاري حصرهم حتى الآن ولا يوجد رقم نهائي بخصوص الضحايا السودانيين من الحر أو من حادث التصادم، مُشيرا إلى أن طريق وادي العلاقي كثير ما يستخدمه مُنقبي الذهب بشكل غير شرعي لتهريب الذهب، ويحاول مُهربي البشر على هذا الطريق تفادي أكمنة حرس الحدود بالتنقل بين دروب الجبال. = ويقع وادى العلاقى على بعد 180 كيلومتراً جنوب شرق أسوان من ناحية بحيرة ناصر، وطول الوادى يصل إلى 270 كيلومترا ويمتد حتى حدود السودان. = من جهتها، قالت النائبة بمجلس النواب ريهام عبد النبي عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بأسوان، إنه على مدار الأيام الأربعة الماضية لصحيح مصر، توفي نحو 40 سوادنيًا بأسوان، بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام الماضية، وانقطاع الكهرباء التي وصلت في أقصاها لأربع ساعات في بعض مناطق أسوان. = وكشفت النائبة، أن أغلب الوفيات حدثت بسبب الإجهاد الحراري في وقت تستمر فيه هجرة السودانيين إلى مصر بطريقة غير شرعية، موضحةً، أن أغلب السودانيين القادمين لمصر يأتون عبر سيارات مكشوفة وإمدادات ضعيفة من الطعام والماء، وهو ما يعرضهم إلى خطر الإجهاد الحراري التي تتسبب في وفاتهم، وتتركز الوفيات في أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والأطفال الصغار. ** لماذا يلجأ السودانيين للهجرة غير الشرعية؟ = هناك طريقتان أمام السودانيين للحصول على تأشيرة رسمية للدخول إلى مصر، الأولى عبر القنصلية المصرية في مدينة حلفا والأخرى عبر القنصلية المصرية في مدينة بورتسودان. = ونظرًا لعدم وجود أي خدمات تسمح بالعيش في حلفا يلجأ آلاف السودانيين إلى القنصلية المصرية في بورتسودان لاستخراج تأشيرة سفر لمصر، لكن القنصلية لاتُصدر إلا 100 تأشيرة فقط يوميًا بإجمالي 66 تأشيرة شهريًا، وهذا عدد قليل إذا ما قورن بالطلبات المُتزايدة من السودانيين الراغبين في الهرب من الحرب الأهلية التي تشتعل في بلادهم. = وكانت بدأت القنصلية المصرية في السودان في تطبيق ترتيبات جديدة للسودانيين القادمين لمصر منذ يونيو 2023 الماضي، عبر ضرورة الحصول على تأشيرة مسبقة دون وجود أي استثناءات، وملء بياناته في استمارة، كما يجب أن يكون مع السوداني الجواز الأزرق بعدما تم توقف نهائيًا بالجواز الأخضر، والحصول على تأشيرة إلكترونية "ستيكرز". ** سماسرة التأشيرات = كما أن الطلب المُتزايد يدفع الآلاف من السودانيين إلى اللجوء لطرق الهجرة غير الشرعية في وقت ارتفعت فيه قيمة أسعار السوق السوداء للتأشيرات أو ما يُعرف بـ"سماسرة التأشيرات". = ويقول مصدر، رفض الكشف عن هويته لصحيح مصر، أن سماسرة التهريب يطلبون أسعارًا على الشخص البالغ تصل إلى 1000 دولار، وتصل إلى 2000 دولارًا على الأسرة، وذلك لتسهيل الحصول على تأشيرة لدخول مصر، هذا رغم أن التأشيرة لمصر مجانية في الأساس، لكن سماسرة التأشيرات موجودين داخل القنصلية المصرية. = كما أنه في ظل الظروف التي تعيشها السودان، تضاعفت أسعار تذاكر الطيران في بورتسودان، ليكون على الفرد الراغب في سلك الطرق الشرعية للوصول إلى مصر، دفع ما يصل إلى إلى 3000 دولار، وهو رقم ليس من السهل على الجميع تدبيره، فيكون البديل الأسهل أمامهم البحث عن الطرق غير الشرعية للوصول إلى مصر بأقل ثمن وأسرع وقت، وفقًا للمصدر الذي تحدث لصحيح مصر. = أيضًا ما يدفع السودانيين لسلك الطرق غير الشرعية هو تساهل قوات حرس الحدود المصرية مع السودانيين القادمين لمصر، وهذا ما يُفسر تسجيل السودانيين أنفسهم كلاجئين لدى مفوضية اللاجئين لعدم ترحيلهم من مصر. = ومنذ بداية الحرب الأهلية في السودان منتصف العام الماضي، سجلت المفوضية السامية لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة زيادة في أعداد السودانيين المسجلين في مصر بنسبة 5 أضعاف، إذ تراوح عدد السودانيين المسجلين كلاجئين وطالبي لجوء في المفوضية ما بين 2 إلى 3 آلاف سوداني يوميًا.