مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
خلال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الاحتفال بعيد العمال، اليوم الخميس، قال: "ستواصل الدولة العمل على زيادة معدلات التشغيل"، ولكن تعهد الرئيس وسعي الحكومة لا يُرى إذ تتراجع الأرقام الرسمية لمعدلات التشغيل السنوية منذ العام 2014 وحتى العام 2022. (1)
يُقصد بمعدلات التشغيل، نسبة عدد الأفراد الذين لديهم وظائف "مشتغلين" من إجمالي عدد المصريين في سن العمل "أكثر من 15 سنة وحتى 64 سنة" حتى لو عمل المشتغل لمدة ساعة واحد فقط شهريًا، ويعتبره البعض معبرًا بشكل حقيقي عن قدرة البلاد على خلق فرص العمل والوظائف.
ويختلف "مؤشر التشغيل" عن "مؤشر البطالة"، إذ يعتمد على رصد إجمالي عدد السكان في سن العمل سواء رجال أو نساء بين أعمار "15 إلى 64"، في حين "مؤشر البطالة" يعتمد على رصد قوة العمل إجراء استطلاع حكومي لحصر من "لديهم الرغبة في الحصول على وظائف" فقط.
صحيح مصر في هذا التقرير يرصد حجم تراجع "معدل التشغيل" خلال عهد السيسي، وأسبابه، وكيف يتراجع في ظل تراجع معدل البطالة أيضًا.
دحض الإدعاء
** تراجع معدلات التشغيل في عهد السيسي؟
تراجعت معدلات التشغيل من 44.5% عام 2013 -قبل تولي السيسي الحكم في يونيو 2014- إلى 41.8% في العام الأول لحكم السيسي، ومنذ ذلك الوقت أخذت معدلات التشغيل في الانخفاض والتراجع ولم تصل إلى نفس معدلات العام 2010. (2)
وخلال الفترة بين 2010 إلى 2022 انخفض معدل التشغيل بنسبة 5.5%، إذ تراجع من 45.1% إلى 39.6% عام 2022، وفقًا للنشرة السنوية المجمعة لبحث القوى العاملة.
يعني تراجع معدلات التشغيل أن عدد أكبر من المصريين لا يجد له مكانًا في سوق العمل، علمًا بأن عدد المصريين زاد من 94 مليون شخص من العام 2014 إلى نحو 104.4 مليون شخص في العام 2022.
وفي العام 2022 كان عدد من هم في سن التشغيل "15-64" نحو 68 مليون شخص، وبما أن نسبة المشتغلين نحو 39.6% أي نحو 26.9 مليون شخص مشتغل، فيما يبقى عدد من ليس لديهم وظائف نحو 41 مليون.
أما في العام 2013، وكان عدد من في سن التشغيل "15-64" نحو 58.5 مليون شخص، أي عدد المشتغلين ونسبتهم 44.5% نحو 25.8 مليون شخص مشتغل، فيما عدد من ليس لديهم وظائف نحو 32.6 مليون شخص.
أي أن عدد "من ليس لديهم وظائف" وهو في سن التشغيل ارتفع في عهد الرئيس السيسي من 32.6 مليون شخص إلى 41 مليون شخص.
** ما هي أسباب تراجع معدلات التشغيل ؟
= يفسر خبير متخصص تحدث إليه صحيح مصر تراجع معدل التشغيل نظرًا لإغلاق الكثير من المصانع والشركات بسبب الأزمات الاقتصادية، بجانب توسع الجيش في الاقتصاد المصري، والذي يعتمد على عمالة رخيصة من أفراد العساكر المجندين في القوات المسلحة
= أيضا أشار باحث آخر لضعف وتراجع مشاركة الإناث في العمل، بعد انسحاب نحو 1.5 مليون سيدة في أعقاب جائحة كورونا من سوق العمل.
= وهو ما تؤكده بيانات نشرة القوى العاملة، إذ تراجع دور المرأة في قوة العمل، بعدما انخفض معدل تشغيل الإناث أكبر من 15 عامًا من 18% عام 2010 إلى 12.2% عام 2022 بنسبة تراجع بلغت 5.8%. (3)
= كما زادت معدلات البطالة بين الشابات الإناث في الفئة العمرية بين 15 إلى 29 سنة من 22.6% عام 2010 إلى 24% عام 2014 قبل أن تقفز إلى 42.1% عام 2022، وفقًا للنشرة المجمعة لبحث القوى العاملة الصادر عام 2010، و2014، و2022. (4)
** كيف تتراجع البطالة رغم تراجع معدل التشغيل؟
= رغم تراجع معدلات التشغيل -خلال عهد الرئيس السيسي- ولكن أظهر مؤشر البطالة أيضًا تراجعًا كبيرًا من 13.2 عام 2013 إلى نحو 7.2 عام 2022، ولكن باحثًا يقول أن "معدل البطالة" ليس معبرًا بشكل حقيقي عن سوق العمل في مصر، نظرًا لاعتماده على مقياس "قوة العمل"، وهو استطلاع رأي تُجريه مراكز الإحصاء الحكومية لعدد الراغبين في الحصول على وظائف، في حين مؤشر التشغيل يعتمد في القياس على كل المصريين في سن التشغيل ما بين (15- 64 عامًا).
وبسبب ضعف الرواتب وصعوبة الحصول على فرص العمل، أبدت أكثر من مليون سيدة مصرية عدم رغبتها في البحث عن وظائف، بجانب آخرين، استبعدهم استطلاع الرأي من الراغبين في الحصول على وظائف، لذلك نجد أن "قوة العمل" زادت من 27.6 مليون شخص عام 2013 إلى 30.3 مليون شخص عام 2022، أي بنحو 2.7 مليون شخص، رغم أن عدد من هم في سن المشتغلين زاد بنحو 9.5 مليون شخص، بحسب إحصاءات أجراها صحيح مصر، وموقع الهرم السكاني.
= ويُؤكد ذلك باحث متخصص تحدث إلى صحيح مصر، إذ قال أنه مؤشر التشغيل يحسب حجم قوة العمل أكثر من 60 مليون فرد، وهم أي شخص في سن التشغيل في في الفئة العمرية بين 15 إلى 64 عامًا، بعكس مؤشر البطالة الذي يحسب إجمالي قوة العمل بنحو 30 مليون شخص فقط، وهو فقط من عبروا عن رغبتهم في البحث عن وظائف.
= وبالتالي فإن مؤشر البطالة -بحسب الباحث- لا يعبر عن النتائج الدقيقة لحجم من لديهم وظائف في مصر، بسبب تعريفه الذي ينص على: "تقدير أعداد المشتغلين الراغبين في العمل والباحثين عن عمل فقط، وبالتالي لا ينسحب هذا التعريف على ملايين المصريين سواء رجال أو إناث لم يعبروا عن رغباتهم في البحث عن عمل".