مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

ماذا حدث في الفواخر بالمنيا؟ من جديد: معركة بناء دور العبادة تحرق منازل الأقباط

ماذا حدث في الفواخر بالمنيا؟ 
من جديد: معركة بناء دور العبادة تحرق منازل الأقباط
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr
nan

الإدعاء

أحرق عدد من المتطرفين بيتًا أعده مسيحيون لإقامة شعائرهم الدينية في قرية الفواخر التابعة لمركز سمالوط في محافظة المنيا، كما امتد الاعتداء إلى أربعة من منازل الأقباط المحيطة، وحسب مصدرين مختلفين من القرية تواصل معهم صحيح مصر، بدأ الأمر بتحريض طائفي على الأقباط على مدار الثلاثة أشهر الماضية، قبل أن يتطور إلى الاعتداء على منازلهم وممتلكاتهم وإحراق الكنيسة. ** من جديد عادت قضية بناء دور العبادة إلى الواجهة بعد الهجوم الطائفي، إذ دون, أمس الثلاثاء، أسقف المنيا الأنبا مكاريوس، على موقع X (تويتر سابقًا)، بأنه يتابع بقلق بالغ هجوم متطرفين على منازل الأقباط في قرية الفواخر بمحافظة المنيا، وإحراق عدد كبير من المنازل ومنع سكانها من الخروج. = وبعد ثلاثة ساعات، دون من جديد الأنبا مكاريوس: "بخصوص أحداث قرية الفواخر، وصلت قوات الأمن وتمت السيطرة على الوضع، والقبض على المحرضين والمنفذين، وحصر جميع التلفيات، وستقوم أجهزة الدولة بتعويض المتضررين ومحاسبة الجناة". -صحيح مصر يكشف في هذا التقرير، وقائع ما جرى بالأمس في قرية الفواخر التابعة لمدينة "سمالوط" بمحافظة المنيا، وكيف بدأ التحريض على الأقباط قبل ثلاثة أشهر وكيف وصل إلى إحراق منازلهم ليلة أمس.

دحض الإدعاء

-بحسب مصدرين من القرية، من خلفيات مختلفة، تواصل معهم صحيح مصر، فإن الأزمة بدأت قبل حوالي ثلاثة أشهر، إذ بنى أقباط القرية بيتًا لإقامة صلواتهم، ولكن عدد من مسلمي القرية رفضوا ذلك. وتقدموا بشكوى للإدارة المحلية رفضًا لبناء الكنيسة، والتي استجابت للضغط، وهدموا البيت بدعوى بناء "كنيسة بدون ترخيص"، وبعدها أعاد المسيحيون بناء البيت من جديد. - وبحسب ما أكد المصدر، فإن هذا البيت أو ما أسماه "الكنيسة الجديدة" كانت تستخدم لإقامة قداس الأحد فقط، ولا يمارس بداخلها أي شعائر أخرى، إذ يحضر قسيسًا وتقام الصلاة أسبوعيًا، وبعدها تغلق حتى موعد الصلاة التالية. ويقول إن القرية ليست بها كنيسة، وأقرب كنيسة على بعد عشرات الكيلومترات، وأكد: "البيت لم يكن كنيسة بالمعنى المتعارف عليه، ولكن عبارة عن غرفتين لا يتحملان سوى 30 شخصًا أثناء إقامة القداس". تصاعد العنف تصاعدت الأحداث خلال الثلاثة أيام الماضية، إذ يقول أحد المصدرين إن عدد من المتطرفين في القرية حرضوا ضد الأقباط عبر حساباتهم على فيسبوك، بسبب إعادة بناء بيت العبادة، وأصبح الأمر "حديث القرية كلها ولا أحد يتحدث سوى عن "بناء الأقباط كنيسة لإقامة صلواتهم"، وهو ما زاد من احتقان الأوضاع بين المسلمين والأقباط". أبلغت قيادات قبطية في المنيا عدد من المسؤولين عن الصراع المتوقع، بحسب المصدر، ولكن "لم يستجب أحد، قبل الحادث" وتطور الأمر أمس، إذ هاجم متطرفون مباني الأقباط في التاسعة مساءً، ولم تحضر الشرطة لموقع الحادث إلا بعد حوالي ساعة ونصف من بداية الهجوم. -يقول المصدران، إن القرية شهدت في المساء تجمعًا لعدد من المتطرفين من قرية الفواخر وبعض القرى المجاورة، وهاجموا البيت التي تقام فيه الصلوات المسيحية، ولم يكتفوا بذلك بل هاجموا أيضًا 4 منازل من منازل الأقباط في القرية، وأحرقوها. -ويقول أحد المصدرين إن المهاجمين لم يكتفوا بحرق المباني "بل سرقوا ممتلكات أصحابها من ذهب وأموال وصولًا إلى سرقة أسطوانات الغاز". ويضيف أن "أحد أصحاب البيوت المحترقة أصيبت ابنته جراء الحادث، وهي الآن في المستشفى ولا يعرف حجم إصابتها". تجاهل المسؤولين التحريض على الأقباط -وبحسب مصدرين مختلفين فإن قوات الأمن ألقت القبض على عدد من أهالي القرية ممن اعتبرتهم متورطين في الحادث، وجاري البحث عن الآخرين. كما تواصل الشرطة انتشارها في القرية حتى اللحظة، لإعادة الهدوء إليها. -كما تواصل قوات الأمن تحقيقاتها مع أطراف الحادث وفق المصادر. وتواصل صحيح مصر مع الأنبا مكاريوس، الذي قال إنه سيقوم بزيارة إلى القرية للوقوف على حقيقة الأمر كاملة. -ولطالما عرفت محافظة المنيا أحداث طائفية شبيهة لهذا، لينتهي الأمر في كل مرة عبر جلسات صلح عرفية بين مسلمي ومسيحيي تلك القرى. قصة جديدة قديمة -على الرغم من نص الدستور المصري صراحة على أن حرية الاعتقاد مطلقة، وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأتباع الديانات السماوية حق ينظّمه القانون، إلا أن الأمر لم يكن سهلًا، فيما يخص تنظيم حق الأقباط في بناء الكنائس وترخيصها وترميم القديم منها. -في أغسطس 2016، أصدرت الحكومة المصرية قانون "دور العبادة الموحد"، والذي يهدف إلى تقنين أوضاع الكنائس غير المرخّصة وتنظيم بناء أي كنائس جديدة. ونصت المادة الثالثة من القانون، على أن "يتقدم الممثل القانونى للطائفة إلى المحافظ المختص بطلب للحصول على الموافقات للترخيص، وعلى الجهة الإدارية إعطاء مقدم الطلب ما يفيد استلام طلبه يوم تقديمه". ولكن حتى الآن لم ترخص كافة الكنائس التي تقدم بها الأقباط لترخيصها، بحسب تقارير للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية. وبحسب تقرير لمجلس الوزراء نشر في يناير 2023، بلغ عدد الكنائس التي تم تقنينها وتوفيق أوضاعها منذ مايو 2018 حتى يناير 2023 إلى نحو بينما 2526 كنيسة ومبنى تابع، منهم 1364 كنيسة فقط، فيما تقدم لتقنين الأوضاع نحو 5500 كنيسة. وذهبت ورقة بحثية للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية إلى أن "القانون وضع شروط غاية في التعقيد لإقرار بناء كنائس جديدة، وإسناد مهمة تنظيم بناء دور العبادة عمليًا وبشكل شبه حصري للأجهزة الأمنية، فيما يعد وصفة جاهزة لإعادة إنتاج ظواهر العنف الطائفي مرة أخرى".