---

دحض الإدعاء

عودة إلى ما قبل عمل حقل ظهر شهد عام 2023، تراجع إنتاج الغاز في مصر إلى 59.3 مليار متر مكعب وهي أقل معدلات منذ تحقيق الاكتفاء الذاتي عام 2018، إذ تعدى الإنتاج في هذا العام الـ 60 مليار متر مكعب، مما أنهى الفجوة بين حجم الإنتاج والاستهلاك، ولكن مع تراجع الإنتاج في العام 2023، ظهرت من جديدة تلك الفجوة، بحسب بيانات منظمة "جودي" المتخصصة في رصد أخبار الغاز. [1] ووفقًا لموقع مجلة ميس المتخصصة في أخبار الطاقة، انخفض إنتاج مصر اليومي من الغاز الطبيعي بنسبة 11% بين عامي 2022 و2023، بعدما بلغ الإنتاج 5.8 مليار قدم مكعب يوميًا خلال العام الماضي 2023، وهو أدنى معدل إنتاج يومي لمصر منذ 2017، عام تشغيل حقل ظهر. [2، 3] وواحدة من أهم أسباب ذلك ترجع إلى اختراق المياه حقل ظهر، إضافة لبعض المشكلات الفنية الأخرى، التي أدت إلى تراجع إنتاج الحقل، وهو ما كان له أبرز الأثر في تراجع إنتاج مصر الإجمالي من الغاز، إذ تراجع إنتاج الحقل من 2.96 مليار قدم مكعب يومي في 2021 إلى 2.1 مليار قدم مكعب خلال عام 2023. ورغم محاولات شركة إيني المشغل لحقل ظهر حفر آبار إضافية لإنتاج الغاز بالحقل، إضافة للخطط الخاصة بمرافق فصل المياه تحت سطح البحر عن آبار الغاز بحقل ظهر، إلا إنه من المرجح أن ينخفض إنتاج الحقل أكثر في السنوات المقبلة، بحسب مجلة ميس. إذ بلغت الفجوة خلال شهر يناير الماضي 403 مليون متر مكعب، بعدما بلغ الإنتاج اليومي 4.6 مليار متر مكعب والاستهلاك 5.05 مليار متر مكعب، بحسب بيانات منظمة جودي المتخصصة في بيانات الغاز. وبلغت الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من الغاز خلال العام الماضي 2023 نحو 2.5 مليار متر مكعب بعدما بلغ الإنتاج 59.3 مليار متر مكعب، فيما بلغ الاستهلاك 61.8 مليار متر مكعب، وفقًا لبيانات جودي. انخفاض استهلاك الكهرباء للغاز وخلال العام الماضي انخفض استهلاك قطاع الكهرباء من الغاز الطبيعي مقارنة بعام 2019، إذ سجل استهلاك قطاع الكهرباء من الغاز 35.2 مليار متر مكعب في عام 2023 مقارنة بـ37.2 مليار متر مكعب في 2019. وخلال العام 2023، ورغم انخفاض استهلاك الكهرباء من الغاز؛ إلا إن نسبته من إجمالي إنتاج البلاد زادت إلى نسبة 59.3%، مقارنة بنسبة 51.8% في عام 2022، و53.8% في عام 2021، ونحو 59.9% في عام 2020، ونحو 55.1% في عام 2019، وذلك يعود لانخفاض حجم الإنتاج بالأساس. إذ تراجع إنتاج مصر في عام 2023 بنحو 7.7 مليار متر مكعب وبنسبة 13% تقريبًا مقارنة بعام 2022 الذي بلغ فيه إنتاج الغاز الطبيعي حوالي 67 مليار متر مكعب. تراجع صادرات مصر وبالتبعية، انخفضت صادرات مصر خلال عام 2023 إلى نحو 3.2 مليون طن من الغاز الطبيعي مقارنة بـ8.6 مليون طن خلال عام 2022، وأثر ذلك على قيمة متحصلات صادرات الغاز التي انخفضت من 9.8 مليار دولار عام 2022 إلى 2.6 مليار دولار تقريبًا عام 2023. [4] وتراجعت صادرات مصر خلال الفترة بين 2019 إلى 2023 بنحو 34%، بعد التراجع من 4.9 مليون طن عام 2019 إلى 3.2 مليون طن عام 2023، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. وأخذت صادرات مصر في الزيادة بداية من عام 2019، إذ بلغت 4.9 مليون طن، ثم تراجعت في عام 2020، بسبب وباء فيروس كورونا والإغلاق العالمي، ثم زادت في العام التالي 2021 إلى 8.1 مليون طن، ثم إلى 8.6 مليون طن في عام 2022، ثم انخفضت بأكثر من النصف في عام 2023 مسجلةً 3.2 مليون طن فقط. توقف صادرات مصر من الغاز رغم استمرار صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال خلال عام 2023، في ظل انخفاض الإنتاج، بسبب واردات الغاز القياسية من إسرائيل، لكن وفقًا للتقديرات سوف تتوقف صادرات مصر، خلال الأشهر القادمة، وفقًا لتحليل لمجلة ميس، بسبب انخفاض الإنتاج إلى مستويات غير مسبوقة. وبدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل منذ عام 2020، وذلك بعد توقيع صفقة قياسية بقيمة 19.5 مليار دولار و بإجمالي 85 مليار متر مكعب. وفي فبراير الماضي وافقت إسرائيل على زيادة وارداتها من الغاز إلى مصر بنحو 4 مليار متر مكعب إضافي ولمدة 11 عامًا بإجمالي 43 مليار متر مكعب على أن تدخل الصفقة الجديدة حيز التنفيذ خلال العام المقبل 2025، ليصل إجمالي ما تستورده مصر من إسرائيل خلال السنوات الـ10 المقبلة حوالي 128 مليار متر مكعب. [5] وخلال شهر يناير الماضي 2024، صدرت مصر 321 مليون متر مكعب من الغاز المسال، ونحو 110 مليون متر مكعب عبر خط الأنابيب العربي إلى دولة الأردن، وخلال العام الماضي 2023 بلغ إجمالي صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال 4.5 مليار متر مكعب، ونحو 454 مليون متر مكعب عبر خطوط الأنابيب وفقًا لبيانات جودي. وبلغ حجم استيراد مصر من الغاز الإسرائيلي خلال شهر يناير الماضي 2024 نحو 913 مليون متر مكعب وهو أعلى معدل وصلت له واردات الغاز الإسرائيلية إلى مصر.