مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

من منح السيسي جائزة "رجل السلام"؟ جمعية مقرها نابولي.. ورئيسها الفخري رجل الأعمال محمد أبو العينين

من منح السيسي جائزة "رجل السلام"؟ 
جمعية مقرها نابولي.. ورئيسها الفخري رجل الأعمال محمد أبو العينين
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr
nan

الإدعاء

أعلن برلمان البحر المتوسط، الاثنين الماضي، منح الرئيس عبد السيسي جائزة "بطل السلام" للعام 2024، لجهوده في تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتسهيل إيصال المساعدات الحيوية إلى الفلسطينيين، وتأمين إطلاق سراح الرهائن، وهو ما استقبلته وسائل الإعلام الرسمية بحفاوة شديدة، وتلقى الرئيس عشرات التبريكات من قيادات الدولة ومسؤوليها. صحيح مصر بحث عن حقيقة الجائزة، والمؤسسة المانحة لها، خاصة في ظل التباين في بيانات المؤسسة بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية، وهو ما أظهر تعريف المؤسسة باسم "برلمان البحر المتوسط" في بيان المؤسسة باللغة العربية، في بيانها بالانجليزية ما هي إلا جمعية برلمانية، تضم ممثلين من برلمانات دول البحر المتوسط بالإضافة إلى قطر والإمارات. وسبق وتولى رئاسة الجمعية، ومازال رئيسا فخريا لها، رجل الأعمال المصري وصاحب قناة صدى البلد، محمد أبو العينين، والذي ظهر خلال احتفالات تنصيب السيسي أمس بالعاصمة الإدارية، في مكان بارز بالقرب من رئيس الجمهورية.

دحض الإدعاء

تباين في بيانات المؤسسة أصدرت جمعية برلمانات البحر المتوسط بيانين للإعلان عن فوز الرئيس السيسي بجائزة "بطل السلام"، أحدهم باللغة العربية وآخر باللغة الإنجليزية، ورغم أن مضمون البيانين متقارب إلى حد بعيد إلا أن هناك تباين في تعريف المؤسسة لنفسها، إذ وصفت نفسها في البيان الأول باللغة العربية بأنها "برلمان البحر المتوسط"، في حين باللغة الإنجليزية عرفت نفسها بأنها: "جمعية برلمانات البحر المتوسط". التعريف التأسيسي للمؤسسة يظهر أنها بالفعل "جمعية" وليست برلمانًا، إذ تأسست عام 2005، لـ"إيجاد حلولًا للتحديات التي تواجه المنطقة الأورومتوسطية ومنطقة الخليج" بحسب التعريف، وتضم ثلاثة لجان دائمة، تنعقد سنويًا، لمناقشة قضايا مكافحة الإرهاب ودعم السلام، ومشاكل الهجرة، بخلاف جلسة عامة. كما أن قرارات الجمعية ليست ملزمة قانونًا لأي جهة، ولا لأي عضو من أعضائها، وذلك بحسب البيان التأسيسي. إذ تضم 31 دولة من بينها إسرائيل، وانعقدت أول جلساتها في العام 2006 بالأردن برئاسة المغرب. محمد أبو العينين.. رئيسا فخريًا للمؤسسة يمثل مصر في الجمعية، محمد أبو العينين، رجل الأعمال، وصاحب مجموعة كليوباترا، ومالك مجموعة صدى البلد الإعلامية ووكيل مجلس النواب، إذ يشغل منصبين بالجمعية، وهما الرئيس الفخري للجمعية، والمنصب الثاني هو المراقب الدائم للجمعية لدى جامعة الدول العربية، كما تولى رئاسة الجمعية عام 2011، قبل أن تصل رئاستها في الوقت الحالي للمغربي النعم ميارة الذي يشغل في بلاده منصب أمين اتحاد العمال المغربي. وكان آخر رئيس مصري للجمعية البرلمانية، النائب البرلماني كريم درويش، والذي تولى الرئاسة ما بين عامي 2020 و2021، ويشغل "درويش" في الوقت الحالي منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري. وعلى مدار تاريخها، تولى رئاسة الجمعية، 12 برلمانيًا، منهم 4 من المغرب، و2 من مصر، و2 من الأردن، و2 من إيطاليا، وفرنسي، وبرتغالي. ** التقدم للجائزة يكشف أرشيف الجمعية أن جائزة "بطل السلام"، التي حصل عليها السيسي، هي الأولى من نوعها، ولم تمنح الجمعية جائزة بنفس الاسم لأي شخص من قبل، بينما منحت الجمعية جوائز على مدار الأعوام الماضية تحت شعار "التميز في البحر الأبيض المتوسط"، لكل من ساهم -بحسب تعبيرها- في إقامة جسور بين شعوب المنطقة. وذكرت الجمعية أن التقدم للحصول على جائزتها مفتوح لمشاركة لأي فرد أو مؤسسة أو منظمة، على أن تتقدم بطلب إلى الوفد البرلماني الممثل للدول في الجمعية، وهو في حالة مصر محمد أبو العينين. وفازت بجوائز العام الماضي 2023، جمعية خيرية من صربيا ركزت على العلاج من المبيدات، وتطبيق محمول في تركيا، عمل على منع جرائم صيد الحيوانات، بالإضافة لفوز الإماراتي طارق القرق، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "دبي للعطاء" في العام 2016، بجائزة الجمعية عن دور مؤسسته في التعامل مع احتياجات الأطفال في البلدان النامية. مصادر تمويلها في العام 2007، بالعاصمة المغربية الرباط، وضعت الجمعية لائحتها، ونصت على أن يكون مصدر تمويل الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، من خلال مساهمات الدول الأعضاء. وأظهرت ميزانية المؤسسة لعام 2019، التي حصلت صحيح مصر على نسخة منها، أن ثاني أكثر المساهمين في تمويل الجمعية، إسرائيل بنحو 45 ألف يورو، وسبقتها كأكثر الدول الأعضاء مساهمة إيطاليا بنحو 121 ألف يورو، في المركز الثالث اليونان بنحو 41 ألف يورو، وكرواتيا وصربيا 37 ألف يورو لكل منهما، ومصر تساهم بمبلغ بـ30.4 ألف يورو. ولم تتوقف علاقة الجمعية بإسرائيل عند هذا الحد، ولكن يتولى منصب نائب رئيس الجمعية، عضو الكنيست الإسرائيلي، نسيم فاتوري، عضو حزب الليكود، والذي دعا في يناير 2024 إلى إحراق غزة بالكامل، قائلا: "احرقوا غزة الآن ولا أقل من ذلك"، وقال في مقابلة مع إذاعة إسرائيل: "أقف وراء كلامي.. أن نحرق ونهدم المباني خير من أن يتأذى الجنود الإسرائيليون".