مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

زيادة في أسعار الدواجن.. رغم انخفاض أسعار الدولار تأثيرات أزمة نقص العملة مازالت مستمرة.. "زيادة في النفوق" وتخارج مَزارع من السوق بسبب نقص الأعلاف والأدوية

زيادة في أسعار الدواجن.. رغم انخفاض أسعار الدولار
تأثيرات أزمة نقص العملة مازالت مستمرة..
"زيادة في النفوق" وتخارج مَزارع من السوق بسبب نقص الأعلاف والأدوية
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr
nan

الإدعاء

رغم انخفاض سعر الدولار وتوحيد سعر الصرف في الأسواق، زادت أسعار الدواجن من 105 جنيه للكيلو في المتوسط في 5 مارس الجاري -قبل تحرير سعر الصرف- إلى نحو 117 جنيهًا للكيلو في المتوسط حاليًا، بحسب بوابة الأسعار التابعة لمجلس الوزراء. [1] ◾ وفي أعقاب تلك الزيادة في الأسعار، والتي بلغت نحو 11.5% خلال 15 يومًا، صرح الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، باتحاد الغرف التجارية، أن الزيادة تأتي بسبب إصابة الدواجن بالمزارع بمرض وبائي، زاد من نسبة الدواجن النافقة، وقلل من المعروض في الأسواق. [2] ◾ ولكن سرعان، ما أصدرت وزارة الزراعة بيانًا رسميًا تنفي وجود فيروس يؤدى إلى نفوق الدواجن، وتؤكد أن هذه "الأخبار عارية تماما عن الصحة". [3] ⚠️ صحيح مصر تحدث إلى أصحاب مزارع الدواجن في عدة محافظات مختلفة، والذين أكدوا زيادة نسبة النفوق بمزارع الدواجن، ولكن ليس لظهور فيروس جديد، بل بسبب فيروسات قديمة موسمية تصيب الدواجن سنويًا بشكل دوري، إلا أنها كانت هذا العام أكثر ضراوة، في ظل زيادة أسعار الأمصال والأدوية، وظهور لقاحات وأدوية "مغشوشة" في الأسواق، واستمرار تأثيرات أزمة نقص العملة حتى الآن.

دحض الإدعاء

🔴 زيادة النفوق ◾ قال عدد من أصحاب مزارع الدواجن، في عدة محافظات وأماكن مختلفة، تحدث إليهم صحيح مصر، إن بالفعل حجم نفوق الدواجن زاد في مزارعهم مؤخرًا، حتى وصل إلى نسبة 40% من حجم الإنتاج. ◾ وأشار أحد المربين لصحيح مصر، أن الإصابات الفيروسية للدواجن اعتيادية، وخاصة من فيروسات مثل "نيوكاسل وجمبورو"، ولكنها شديدة الضراوة هذا العام، وبالتالي ارتفعت نسبة النافق من الدواجن، وهو ما قلل المعروض في الأسواق. ◾ وهو ما أكده ثلاثة من مُربّي الدواجن من محافظات الدقهلية والمنوفية والغربية، مشيرين إلى أن الأسعار لن تتراجع إلا بانحسار تلك الموجة من الفيروسات. 🔴 الأمصال المغشوشة وزيادة النفوق ◾ يفسر أستاذ متخصص في أمراض الدواجن، لصحيح مصر، زيادة حجم الدواجن النافقة هذا العام بسبب الفيروسات الشتوية المعتادة عن الأعوام السابقة إلى الزيادة الضخمة في أسعار الأمصال واللقاحات، بسبب أزمة نقص العملة المستمرة منذ العام الماضي، مما أدى إلى ظهور الكثير من الأمصال واللقاحات "المغشوشة" في الأسواق. ◾ وهو ما يؤكده مُربّي الدواجن من محافظة الدقهلية، إذ يقول إن "بعض أصحاب المزارع بتستغلى الأدوية واللقاحات بعد ارتفاع سعرها، وبقى يروحوا للأنواع المغشوشة أو مجهولة المصدر". ◾ كما ينطبق الأمر نفسه على مزارع أمهات الدواجن التي تضاعفت قيمة أدويتها ولقاحاتها مما دفع بعض المزارعين إلى عدم الانتظام في التطعيمات والتحصينات أو الاعتماد على أنواع مجهولة المصدر: "وده بينعكس على الكتاكيت الناتجة عنها اللي مناعتها بتكون ضعيفة جدًا". ◾ ويوضح أستاذ أمراض الدواجن أن حصول أمهات الدواجن على لقاحات وأدوية مغشوشة، يتسبب في توريث الفيروسات المستوطنة إلى الكتكوت المعد للتسمين ليكون أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض، ويضعف من مناعته ومن تأثير أي علاجات أصلية على جسده أيضًا. 🔴 أعلاف سامة ◾ ولكن هذا لم يكن السبب الوحيد، إذ يقول أستاذ متخصص في أمراض الدواجن، إن تراكم خامات الأعلاف في الموانئ لفترات طويلة خلال العامين الماضيين، بسبب أزمة نقص العملة، أدى إلى ارتفاع نسبة السموم الفطرية بالأعلاف، وهو ما يضعف مناعة الأمهات والكتاكيت المعدة للتسمين، وتصبح أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض بسهولة. ◾ إذ يُسمح بوجود نسبة من السموم الفطرية في الأعلاف -بحسب الأستاذ المتخصص في أمراض الدواجن- ولكنها بنسب قليلة للغاية، بحسب قوانين كل دولة، ويطالب بتشديد الرقابة الصناعية على الأعلاف واختبارها، حتى لا تتسرب الأعلاف المسممة إلى الأسواق. 🔴 مزارع خرجت من السوق ◾ على جانب آخر، يقول مُربّي دواجن من محافظة الغربية، أن السعر العادل للدواجن يتحدد بناءً على تكاليف الإنتاج خلال دورة التسمين الكاملة، ولكن في هذا العام تحديدًا تأثرت الأسعار بالتغيرات التي طرأت على سوق الدواجن العام الماضي. ◾ ويؤكد عدد من أصحاب مزارع دواجن وعاملين بالقطاع لصحيح مصر أن أزمة نفوق الدواجن في فصل الشتاء تظهر بشكل سنوي معتاد بسبب البرد الشديد وزيادة نسب الإصابة بالفيروسات، غير أن تأثيرها مختلف على القطاع هذا العام. ◾ والمختلف هذا العام بحسب حديث مُربّي الدواجن من محافظة الدقهلية، خروج نصف مزارع الدواجن من السوق العام الماضي بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، إذ لا يعمل حاليًا سوى من لديه القدرة على العمل بـ "الكاش" بحسب قول أحد المربين. ◾ ويتابع: "توقف تلك المزارع عن العمل العام الماضي قلل المعروض ولكن قابله وقتها نقص أيضًا في الاستهلاك، وهو ما صنع حالة توازن بالسوق، ولكن اشتداد الموجة الفيروسية حاليًا أدى لنفوق نحو نصف المتاح من الدواجن، وهو ما عمق من النقص الموجود منذ أكثر من عام". 🔴 الصراع على المتبقي من المعروض في الأسواق ◾ حالة نقص المعروض من الدواجن في المزارع خلقت صراعًا بين التجار على شراء الدواجن المتوفرة في المزارع، بحسب حديث أحد المربين من محافظة الدقهلية، وأصبح هناك مزايدة على المتوفر لدى كل مزرعة: "سماسرة الدواجن بيضربوا بعض بزيادة الأسعار للمزارع عشان تاخد إنتاجها"، وهو ما تسبب في زيادة السعر في المزارع بشكل غير مسبوق. ◾ وأكد سمسار دواجن من محافظة أسوان -وسمسار الدواجن هو الوسيط بين المزارع وتجار التجزئة- إن "المعروض في المزارع بقى قليل جدًا ومفيش حل عشان نشتغل غير أن كل سمسار يزود لصحاب المزرعة السعر عشان يقدر يحصل على كل الكمية اللي عنده وميبعهاش لحد تاني".