مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

الإنزال الجوي للمساعدات في غزة قتلى وفوضى مقابل القليل من الطعام

الإنزال الجوي للمساعدات في غزة 
قتلى وفوضى مقابل القليل من الطعام
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr
nan

الإدعاء

على مدار الأسبوع الماضي نفذت 10 دول إنزالات جوية للمساعدات الإغاثية في قطاع غزة. ورغم أن البعض يجد أنها الوسيلة الأيسر لنفاذ المساعدات في ظل الحصار الإسرائيلي على القطاع، إلا أن جدواها تبدو ضعيفة للغاية إذ ما قورنت بالمرور البري المعتاد من معبر رفح، حتى في ظل التضييق الإسرائيلي والحصار. ◾ تنطلق الطلعات الجوية للمساعدات عبر مطاري ماركا الأردني والعريش المصري، ولكن تُظهر قراءة رقمية أجراها صحيح مصر، أن تلك الطلعات أوصلت كميات ضئيلة من الطعام، لمئات الآلاف من الجائعين في القطاع، وخصوصًا مدينة غزة، وفي المقابل تسببت تلك العمليات في مقتل وجرح عدد من الفلسطينيين بسبب الإسقاط الجوي الخاطئ. ◾ وقال كارل سكاو، نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن "الإسقاط الجوي هو الملاذ الأخير، ولكن لن يمنع المجاعة، إذ وتوفي 25 طفلا بسبب الجوع والجفاف في القطاع"، في حين يعتبر البرنامج أن الطرق البرية "الخيار الوحيد" لنقل الكميات الكبيرة من المواد الغذائية الضرورية لتجنب المجاعة في شمال غزة.

دحض الإدعاء

🔴 حجم الطلعات الجوية خلال 4 أشهر ◾ بدأ الجيش الأردني تلك العمليات من مطار "ماركا" في 6 نوفمبر 2023. وبعد 4 أشهر وتحديدًا حتى 9 مارس الجاري، بلغ عدد عمليات الإنزال الجوي 71 عملية عبر نفس العدد من الطائرات، منها 35 إنزالاً نفذه الجيش الأردني، و36 إنزالاً شاركت فيه 10 دول عبر الأردن، على رأسها الولايات المتحدة ومصر وفرنسا وهولندا. ◾ على الجانب الآخر، بدأ التحالف المصري الإماراتي عملياته الجوية من مطار العريش في سيناء في 29 فبراير 2024، إذ بلغ عددها بعد أسبوعين 6 عمليات، عبر عدد غير محدد من الطائرات، وفقا لوزارة الدفاع الإماراتية. 🔴 مقارنة رقمية بين الإنزال الجوي والعبور البري ◾ وفقا لوزارة الدفاع الإماراتية، فقد أسقط التحالف المصري الإماراتي عبر الجسر الجوي من مطار العريش نحو 293 طناً من المساعدات، فيما بلغ حجم المساعدات عبر مطار الأردن -وفقا لتقديرات صحيح مصر- بين 710 و 1065 طنا. ◾ إذ بلغ عدد الطلعات 71 طلعة من مطار الأردن، بنحو 71 طائرة، وتحمل كل طائرة في المتوسط بين 10 و15 طنا من المساعدات الغذائية والطبية. ◾ الجيش الأردني لا يعلن عن حمولة الطائرات التي انطلقت من أراضيه، ولكن يعتمد في عمليات الإنزال الجوي على طائرات C130 الأمريكية، والتي تقدر حمولتها وفقًا لموقع القوات الجوية الأمريكية، نحو 20 طنًا بحد أقصى. ◾ ولكن رغم أن الطائرة سعتها القصوى 20 طنًا، لم تكن تحمل الحد الأقصى للحمولة في كل طلعة جوية، إذ بلغ عدد الطرود على متن الطائرة الواحدة في بعض الطلعات نحو 14 طردًا، وأحيانا اقتصر العدد على أقل من 5 طرود، بحمولة تبدأ من 3.5 طن لكل طائرة، وفقا للرئاسة الفرنسية. ⚠️ وهو ما يعني أن حجم المساعدات التي وصلت غزة عبر الإنزال الجوي لن يزيد بأي حال من الأحوال عن 1400 طنًا، سواء عبر الجسر الجوي من الأردن أو من سيناء. ◾ ولكن هذه الكمية من المساعدات يمكن أن تحمل بريًا على 90 شاحنة فقط، إذ يبلغ حمولة الشاحنة الواحدة نحو 15 طنًا، وهو ما يمكن أن يدخل إلى القطاع بريًا عبر معبر رفح خلال يوم واحد فقط. ◾ إذ بلغ متوسط عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع عبر معبر رفح في فبراير الماضي نحو 82 شاحنة يوميًا، وفي حين بلغ المتوسط في يناير الماضي 160 شاحنة يوميًا، وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة. ⚠️ وهذا يعني أن كل ما وصل إلى القطاع عبر عمليات الإنزال الجوي على مدار 4 أشهر كاملة، يمكن أن يمر بريًا عبر معبر رفح خلال يوم واحد فقط. ◾ وبشكل أكثر تفصيلا، فإن 12 عملية إنزال جوي أمريكية، أسقطت 165 ألفَا و700 وجبة فقط، بالإضافة إلى 23 ألف زجاجة مياه على مدار أسبوع، وفقا لبيانات القيادة المركزية الأمريكية، في حين يعيش على حافة المجاعة في القطاع نحو 2.2 مليون مواطن، بحسب الأمم المتحدة. ❓ لماذا لجأت الدول للإنزال الجوي؟ ◾ تتهم مصر والأمم المتحدة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعرقلة دخول المساعدات بريًا عبر وضع إجراءات شديدة التعقيد لتفتيش المساعدات، وكذلك بسبب الخطر الكبير التي تواجهه منظمة الأونروا التابعة للأمم المتحدة خلال عملية التوزيع داخل القطاع بسبب الوضع الأمني. ◾ وفي فبراير الماضي، سمحت السلطات الإسرائيلية لستة بعثات فقط من أصل 24 بعثة تابعة للأمم المتحدة وشركائها، بإيصال المعونات إلى شمال غزة. ◾ بسبب هذه العراقيل أوقف برنامج الغذاء العالمي إرسال المساعدات لشمال غزة بداية منذ 20 فبراير الماضي، وعندما حاول إرسال قافلة غذائية جديدة مكونة من 14 شاحنة في 6 مارس، أعادتها القوات الإسرائيلية بعد انتظار دام ثلاث ساعات عند نقطة تفتيش قبل الوصول لمدينة غزة في شمال القطاع. ◾ وقبل أيام، أعلن الرئيس الأمريكي جو بادين عن إنشاء الجيش الأمريكي ميناء مؤقت لاستقبال المساعدات في غزة عن طريق البحر، على أن يدخل الخدمة خلال 60 يوما.