مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
في مارس 2018، وافقت الحكومة على مشروع قرار رئيس الجمهورية، بتحويل هيئة ستاد القاهرة من هيئة عامة خدمية لا تهدف إلى الربح، إلى هيئة اقتصادية عامة تهدف إلى الربح، لاستغلالها على النحو الأمثل وتصبح منطقة رياضية متكاملة، بحسب بيان مجلس الوزراء. (1)
إلا أنه على مدار السنوات المالية الأربعة التالية لهذا القرار، منذ يوليو 2018 وحتى يونيو 2022، سجّلت الهيئة مزيد من الخسائر وليس أرباحًا، وارتفع صافي العجز في موازنتها من 28 مليون جنيه عام 2019 إلى 46 مليون جنيه عام 2023، وبلغت مساهمة الحكومة في دعم موازنتها من خزانة الدولة نحو 465 مليون جنيه في أربع سنوات.
وصافي العجز هو الفارق بين المصروفات والإيرادات، أما المساهمات المالية فهي ما يؤول من الخزانة العامة للدولة لبعض الهيئات الاقتصادية التي تعاني من الخلل في هياكلها التمويلية، بحسب البيان المالي للموازنة.
يرصد صحيح مصر في هذا التقرير الخسائر التي تكبدتها الهيئة العامة لاستاد القاهرة طوال تلك السنوات، والأسباب التي أدت إلى ذلك، ودور غياب الجماهير عن حضور المباريات في عدم الحصول على إيرادات كافية تساهم في تحقيق أرباح.
دحض الإدعاء
** تطور العجز المالي
= في العام المالي الأول لقرار تحويل استاد القاهرة إلى هيئة اقتصادية 2018- 2019، بلغ صافي عجز في موازنة استاد القاهرة نحو 28 مليون و59 ألف جنيه، وفقًا لبيانات موازنة الهيئة الواردة في قانون ربط الموازنة. (2)
= ولكن سرعان ما ارتفع العجز في العام المالي التالي 2019- 2020 إلى 30 مليون و768 ألف جنيه، بنسبة زيادة 9.5%، وفي العامين التاليين 2020- 2021 والعام 2022- 2023 ارتفع العجز في النشاط إلى 46 مليون جنيه لكل منهما بنسبة تخطت 50%. (3)
** ثبات الإيرادات
= على الرغم من ارتفاع قيمة إيرادات النشاط، أي الإيرادات المباشرة من أعمال الاستاد من 14 مليون جنيه عام 2019 إلى 23 مليون جنيه عام 2020، إلأ أنها ظلت ثابتة على مدار ثلاث سنوات عند 23 مليون جنيه أعوام 2020 و2021 و2022.
= في المقابل زادت أرباح الاستاد من جوانب أخرى بعيدا عن أعماله، وهو ما ساهم في رفح جملة الإيرادات من 30 مليون و820 ألف جنيه في عام 2018- 2019 إلى 42 مليون في العامين التاليين لكل منهما بزيادة 36%، ثم إلى 57 مليون جنيه في عام 2021- 2022 بنسبة ارتفاع 36% أيضًا.
= ويفسّر مصدر -قريب الصلة بالهيئة العامة لاستاد القاهرة في حديث لصحيح مصر- ثابت إيرادات النشاط إلى عدة أسباب أهمها، تحجيم الحضور الجماهير، وعدم السماح بحضور الجماهير بالسعة الكاملة، بجانب زيادة مديونيات الأندية غير المسددة إلى خزينة الاستاد.
= هذا إلى جانب تركيز إنفاق الأموال على تطوير بعض الملاعب والمرافق، ولكنه غير كافٍ بحسب المصدر: "يجب تطوير البنية التحتية أيضًا وضخ استثمارات تدرّ أموالًا بعيدًا عن كرة القدم، وعدم الاعتماد على نشاط الكرة فقط".
** كيف يؤثر غياب الجماهير على الإيرادات؟
= يرى المصدر المقرّب من الهيئة أن حضور الجماهير المباريات يساهم بشكل كبير في تحقيق إيرادات لهيئة استاد القاهرة من خلال تقديم الخدمات لهم "مفيش بلد في العالم بتلعب كرة من غير جمهور".
بجانب تحصل الأندية على قيمة تذاكر المباريات، وهو ما يزيد قدرتها على دفع قيمة إيجار الاستاد بحسب المصدر، كما أن الهيئة تستفيد من جانب آخر، هو حصول بعض العلامات التجارية المتخصصة في الأطعمة والمشروبات على حق استغلال بيع منتجاتهم خلال المباريات لعشرات الآلاف من الجمهور، كما يضيف.
وتغيب الجماهير المصرية عن حضور مباريات كرة القدم بشكل طبيعي منذ حادث مقتل أكثر من 70 مشجعًا من جماهير الأهلي في ستاد بورسعيد عام 2012، ومنذ ذلك الحين يحضر عدد من الجماهير المباريات تُحدده وزارة الداخلية واتحاد الكرة، باستثناء بعض المباريات في البطولات الأفريقية. (4)
** زيادة المصروفات والاستثمارات
= وفي مقابل ثبات إيرادات النشاط زادت المصروفات والتكاليف من 58 مليون و879 ألف جنيه في عام 2018- 2019 إلى نحو 103 ملايين بنهاية العام المالي 2021- 2022، بنسبة زيادة 75% تقريبًا خلال ثلاث سنوات، بحسب قانون ربط الموازنة.
= تنقسم التكاليف والمصروفات الواردة في موازنة الهيئة العامة لاستاد القاهرة إلى خامات ووقود وقطع غيار، وأجور، وأعباء وخسائر، بالإضافة إلى المصروفات دون توضيح تفاصيلها.
= سجّلت المصروفات المجهولة الزيادة الأكبر بين تلك البنود خلال السنوات الأربعة، من 17 مليون جنيه عام 2018- 2019 إلى نحو 47 مليون جنيه بنسبة زيادة بلغت نحو 65 %.
= وارتفع بند الأجور من 34 مليون و720 ألف جنيه في عام 2018- 2019 إلى 39 مليون جنيه في عام 2021- 2022، فيما ارتفع بند الوقود وقطع الغيار والخامات خلال نفس الفترة من 6 ملايين و807 ألف جنيه إلى 10 ملايين جنيه.
فيما ارتفعت الاستثمارات من 128 مليون جنيه عام 2018 - 2019 إلى نحو 281 مليون جنيه عام 2021 -2022، بنسبة زيادة بلغت 119% وهي النسبة الأكبر بين استخدامات الموازنة.
** مساهمات الخزانة العام لسد العجز
= يُدرج في الموازنة العامة للدولة ما يؤول من الهيئات الاقتصادية لها، وما تدفعه الموازنة لبعض الهيئات الاقتصادية أيضًا ومن ضمنها الهيئة العامة لاستاد القاهرة.
= ساهمت الموازنة العامة للدولة بـ 138 مليون و521 ألف جنيه في العام المالي 2018- 2019، انخفض في العام التالي إلى 114 مليون و169 ألف جنيه، وفقًا للبيان الإحصائي للهيئات الاقتصادية. (5)
= وفي العام المالي 2020- 2021 ارتفع قيمة ما تدفعه الخزانة العامة للدولة إلى 126 مليون و239 ألف جنيه، ثم انخفض إلى 86 مليون و200 ألف جنيه. (6)
= أي أن إجمالي ما حصلت عليه الهيئة العامة لاستاد القاهرة من الموازنة العامة للدولة خلال السنوات المالية الأربعة منذ يوليو 2018 وحتى يوليو 2022 بلغ 465 مليون و129 ألف جنيه.
= ويقول المصدر الذي تحدثنا إليه، إن الهيئة تحصل من الحكومة على مساهمات مالية تتضمن دفع قيمة ما يتم استهلاكه من المرافق مثل المياه والكهرباء في ظل استمرار عدم تحقيق أرباح خلال تلك السنوات.