مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تتضمن (زائف- مفبرك- بوست غير صحيح- خبر غير صحيح- تصريح غير دقيق- تصريح كاذب- صورة مزيفة- مضلل- فيديو مضلل- بوست مضلل- خبر مضلل- عنوان مضلل)
الكاتب
falso.libya
ادعت صفحاتٌ على موقع فيسبوك، أن مركز الشرطة ببلدية قصر خيار شرقي طرابلس، قد تلقى بلاغاً بفقدان طفل ليبي يبلغ من العمر 9 سنوات من عائلته، والعثور فيما بعد على جثمانه مقتولاً على يد وافد من العمالة النيجيرية على إثر خلاف مالي مع والد الطفل، وقد نقل الجثمان إلى المشفى القروي ببلدية قصر الأخيار.
نُشر الادعاء أول مرة بصفحة تُدعي “ليبيا بعيون صريحة ” وقد أُنشئت في 10 مارس الماضي في خضم تصاعد حدة حملات التحريض ضد المهاجرين والعمالة الوافدة المنتشرة في الأحياء السكنية بمواقع التواصل الاجتماعي حينها، وبالتالي تُنُوقِل الادعاء عبر عدة صفحات فيسبوكية كصفحة “يا ليبي ويا ليبية” و”ليبيا تتحدث”، وصفحة “طرابلس الآن” وصفحة “أنا ليبي وأمي ليبية”.
الإدعاء
مركز شرطة قصر خيار
محضر رسمي – واقعة قتل طفل
التاريخ: 28 أبريل 2025
الوقت: الساعة 08:45 صباحًا
المكان: حي الساحل، قصر خيار
البلاغ:
تلقى مركز الشرطة بلاغًا من أحد المواطنين عن اختفاء طفله البالغ من العمر 9 سنوات منذ مساء يوم الأمس، وقد تم لاحقًا العثور على جثته داخل مزرعة مهجورة على أطراف المدينة، وعليها آثار ذبح بأداة حادة.
ملابسات الواقعة:
من خلال التحقيقات الأولية وجمع المعلومات من والد الطفل، تبين أن والد الضحية كان على خلاف مالي مع أحد العمال الأفارقة (يحمل الجنسية النيجرية)، كان يعمل لديه في أعمال البناء. وبحسب أقوال الأب، فإن العامل كان قد طالبه بدفع مستحقاته، لكن خلافًا نشب بين الطرفين بعد أن رفض الأب دفع المبلغ الكامل.
تشير الأدلة إلى أن الجاني أقدم على خطف الطفل مساء يوم الأحد من أمام منزل العائلة، وقام بنقله إلى مزرعة مهجورة، حيث قام بذبحه بطريقة بشعة في ساعات الليل، ثم فرّ من المنطقة.
سير التحقيق:
تم تحديد هوية الجاني بالكامل، وإصدار مذكرة قبض عاجلة بحقه.
شرطة التحريات باشرت في تمشيط المنطقة والمزارع القريبة.
تمت مخاطبة مراكز الأمن المجاورة تحسبًا لمحاولة الجاني الفرار خارج المدينة.
الإجراءات:
نقل الجثة إلى مستشفى قصر خيار لإجراء الفحص الطبي الشرعي.
إشعار النيابة العامة وتوثيق الأدلة الجنائية من موقع الجريمة.
دحض الإدعاء
عقب انتشار الادعاء، سارعت الصفحة الرسمية لمديرية الأمن الوطني القربولي، التابعة لها مركز شرطة قصر الأخيار، إلى نفي الخبر وتفنيده، معتبرةً إياه عارياً من الصحة، ومؤكدةً عزمها على ملاحقة ناشري الأخبار الكاذبة. كما بادر مستشفى قصر الأخيار القروي إلى نفي الادعاء بوجود جثة طفل مذبوح، مؤكداً بدوره أن الخبر عارٍ من الصحة.
ومن خلال البحث الرقمي، تبيّن أن مصدر الإشاعة كان صفحة على فيسبوك كانت تُدعى “ضد توطين الأفارقة في ليبيا”، قبل أن تُغيّر اسمها إلى “ليبيا بعيون صريحة” وبفحص محتواها، يتضح تركيزها على تأجيج الكراهية ضد الأجانب والأفارقة، والدعوة إلى ترحيلهم من ليبيا، وقد أُنشئت الصفحة في شهر مارس الماضي، تزامناً مع الجدل الدائر حول تزايد أعداد المهاجرين وطالبي اللجوء في البلاد.
يُذكر أنه مع تزايد حدة مشاعر الكراهية ضد العمالة الوافدة من دول الجوار، والمهاجرين وطالبي اللجوء من دول جنوب الصحراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتوازي مع انتشار الإشاعات والأخبار المضللة التي تستهدفهم، سارعت عديد المنظمات الوطنية والدولية إلى الدعوة لوقف حملات التحريض ضد المهاجرين وطالبي اللجوء.