مجتمع التحقق العربي
هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
مستورد غامض وشكوك حول السلامة.. ما تحتاج معرفته عن "الفراخ البرازيلي"
Feb. 26, 2023
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
على مدار الأيام الماضية، وفي ظل ارتفاع شديد في الأسعار، طرحت وزارة التموين كميات من الدجاج المجمد المستورد من البرازيل في منافذ البيع ومجمعاتها الاستهلاكية، بأسعار أقل من نظيرتها المحلية، في محاولة لخفض أسعار الدجاج المحلي، الذي وصل فيه سعر الكيلو إلى نحو 100 جنيه. في البوست ده، هنجاوب على أهم الأسئلة المُثارة حول استيراد الدواجن البرازيلية: 
دحض الإدعاء
# ما سبب استيراد مصر الدجاج من الخارج؟- مصر بتواجه أزمة اقتصادية كبيرة من بداية عام 2022 بسبب شح الدولار، وده أدى إلى انخفاض قيمة العملة وارتفاع الأسعار ووجود مشاكل كبيرة في الاستيراد من الخارج.
قطاع الدواجن كان من ضمن القطاعات اللي تضررت جدًا من الأزمة الاقتصادية، لسببين:
أولًا: ارتفاع أسعار الأعلاف، والتي تُشكل 70% من تكلفة الإنتاج الداجني. وصناعة الأعلاف في مصر تعتمد على استيراد مدخلات الإنتاج (الذرة الصفراء - فول الصويا) من الخارج.ثانيًا: تأخر الإفراجات الجمركية عن مدخلات إنتاج الأعلاف، وظهور سوق سوداء لبيعها بما يقرب من ضعف ثمنها.- كتير من المربين وأصحاب المزارع اضطروا لوقف نشاطهم وبيع الدواجن الأمهات كدجاج للأكل، وإعدام الكتاكيت. وكتير مننا هيكونوا فاكرين فيديوهات إعدام الكتاكيت اللي انتشرت في أكتوبر 2022.
بدأت الحكومة في حل أزمة البضائع المحتجزة في الموانئ منذ أكتوبر 2022، وأفرجت عن كميات كبيرة من مستلزمات إنتاج الأعلاف. لكن ده لم يكن كافيًا لإنهاء الأزمة لعدة أسباب:أولًا: خلل دورة الإنتاج كان قد حدث بالفعل، وبات هناك فجوة في أعداد الكتاكيت المُنتجة يوميًا بسبب بيع الدواجن الأمهات كدواجن أكل. بالتالي فإن دورة الإنتاج ستحتاج إلى وقت حتى تعود إلى طبيعتها.ثانيًا: كميات مستلزمات إنتاج الأعلاف المُفرج عنها كانت أقل من احتياجات السوق بنحو 30%. خلال الفترة من 16 أكتوبر 2022 حتى 16 فبراير 2023، أفرجت الحكومة عن 2.6 مليون طن من مستلزمات إنتاج الأعلاف، بمعدل 650 ألف طن شهريًا تقريبًا، في حين تصل احتياجات مصانع الأعلاف شهريًا إلى 900 ألف طن، بحسب ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن.ثالثًا: أسعار الأعلاف ارتفعت بشدة وتجاوز سعر الطن 21 ألف جنيه خلال الأيام الماضية، مقارنة بـ9 آلاف جنيه في فبراير 2022.- أدت كل هذه العوامل إلى تراجع إنتاج الدواجن من 4.5 مليون لـ 2.5 مليون دجاجة يوميًا، وتراجع إنتاج بيض المائدة من 40 مليون بيضة إلى 25 مليون بيضة يوميًا، وهو ما انعكس بشدة على الأسعار. ارتفع سعر كيلو الدجاج من متوسط 33 جنيه في فبراير 2022 إلى متوسط 100 جنيه في فبراير الجاري، وارتفع سعر كرتونة البيض من 55 جنيهًا إلى 125 جنيهًا.
- مع استمرار ارتفاع الأسعار وقلة المعروض، رأت الحكومة أن الحل يتمثل في زيادة كميات الأعلاف المتاحة، إلى جانب "حل سريع مؤقت لزيادة المعروض من الدواجن في السوق المصري قبل حلول شهر رمضان، الذي يزداد الاستهلاك فيه"، وهو استيراد الدواجن.
# من هي الشركة المنتجة للدجاج البرازيلي؟- بحسب الصور المتداولة، طُرح في الأسواق علامتان تجاريتان من الدجاج، هما: "Confidence" و"يونف"، بسعر 65 جنيهًا للكيلو.
- العلامة "Confidence" هي علامة تجارية تمتلكها الشركة البرازيلية الكبرى في مجال الأغذية "BRF"، وهي المُصنعة لها، بحسب الموقع الإلكتروني الرسمي لها. وهي نفس الشركة التي تنتج العلامة التجارية الشهيرة: دجاج ساديا.
- لا تضع شركة "BRF" دجاج "يونف" ضمن علاماتها التجارية، ولكن إحدى صوره المنتشرة على الموقع الإلكتروني لهايبر ماركت "لولو" في السعودية، تُوضح أنه أنتج بواسطة "BRF". ويُرجح أن يكون المُنتج علامة تجارية للتداول في الشرق الأوسط، خاصًة مع امتلاك "BRF" لمصانع في المنطقة، وعدم وجوده على موقعها الرسمي.
- مصر بتتعامل مع شركة "BRF" من سنوات طويلة، عن طريق أحد علاماتها التجارية الشهيرة "ساديا" التي تستوردها شركات خاصة. كما أن دجاج كونفيدنس المطروح في السوق حاليًا، طُرح من قبل الأسواق المصرية منذ عام 2018.
- إلى جانب الدواجن، تستورد مصر من "BRF" اللحوم المجمدة. وسبق أن صرّح متحدث باسم الحكومة المصرية لـ"رويترز" في 2017 أن الحكومة أوقفت استيراد اللحوم من الشركة مؤقتًا للتأكد من سلامتها، وده كان على خلفية اتهام السلطات البرازيلية لأكثر من 100 شخص، معظمهم من مفتشي الصحة، بتلقي رشاوى للسماح ببيع منتجات اللحوم، وتزوير مستندات التصدير، أو عدم التفتيش على المصانع، وكان من أكبر المتهمين في التحقيقات شركتي "BRF" و"JBS".
# من هو المستورد المصري؟- بحسب المتحدث باسم مجلس الوزراء، نادر سعد، تعاقدت الحكومة ممثلة في هيئة السلع التموينية والشركات القابضة التابعة لها على استيراد نحو 50 ألف طن دجاج مجمد. ولم يشترك القطاع الخاص في الصفقة.
- من جانب آخر، نفى مصدر مسؤول بقطاع التموين والتجارة الداخلية لموقع "مدى مصر"، أن تكون "التموين" هي من استوردت الدجاج البرازيلي، قائلًا إن الوزارة "تعاقدت بعقد غير معلن التفاصيل مع مورّد محلي (جهة سيادية)، هو اللي استورد".
الدجاج الذي كتب عدد من مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أنهم قاموا بشرائها من متاجر صن مول التابع لوزارة الدفاع، رجح مستورد دواجن وآخر منتج محلي لـ"مدى مصر" أنها اُستوردت منذ أكثر من شهر من جهة سيادية، لسببين:الأول، أن كل مرة تستورد فيها وزارة التموين دواجن مجمدة، يعلن مجلس الوزراء عن القرار بشكل رسمي، وهو ما لم يحدث وفقًا للمصادر.السبب الثاني، أن الحكومة تفرض جمارك على القطاع الخاص في حال استيراده دواجن مجمدة تصل إلى 30%، وبالتالي سيكون سعرها أغلى من السعر المطروح (65 جنيه للكيلو)، حيث ستصل وفقًا لأسعار الدواجن البرازيلية، وسعر الصرف الحالي، إلى 78 جنيهًا للكيلو دون حساب تكلفة النقل الداخلية، في حين أن الجهات السيادية والتموين هم فقط المعفيين من هذه الضريبة، ما يعني إمكانية طرحهم بهذه الأسعار المخفضة، عكس القطاع الخاص.# ما هي المخاوف المنتشرة حول "BRF" والردود عليها؟- على مدار السنوات اللي فاتت اتُهمت شركة "BRF" أكثر من مرة بإن منتجاتها ملوثة ومصابة ببكتيريا السالمونيلا. وقامت الشركة إثر ذلك بسحب منتجات لها من الأسواق.
- بكتيريا السالمونيلا تعيش في أمعاء الحيوان والإنسان وتخرج مع البراز. وفي حال تناول الإنسان لحم/ دجاج/ بيض/ حليب غير مبستر، يصاب بعَدوى السالمونيلا. ومن أعراضها الإسهال والحُمّى وتقلصات المعدة المؤلمة خلال مدة تتراوح بين 8 و72 ساعة من التعرُّض للبكتيريا.
- يتماثل معظم الأشخاص الأصحاء للشفاء خلال أيام قليلة دون تناول علاج محدد. لكن في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب الإسهال في الإصابة بجفاف شديد، ما يستدعي الحصول على الرعاية الطبية الفورية. كما قد تتفاقم المضاعفات لدرجة تهدد الحياة، وذلك إذا انتشرت العَدوى خارج الأمعاء.
- في عام 2018، حظر الاتحاد الأوروبي استيراد منتجات شركة "BRF"، بسبب مخاوف تتعلق بالصحة العامة، وتهرب الشركة من فحوصات سلامة الأغذية، واكتشاف بكتيريا السالمونيلا في الدجاج. وأيدت المحكمة العليا الأوروبية وقف التعامل في 2020.
- في فبراير 2019، سحبت شركة "BRF" حوالي 165 طن من الدجاج المخصص للسوق المحلي البرازيلي و300 طن آخر مخصص للسوق الدولية، بسبب مخاوف من احتمالية تلوثها ببكتيريا السالمونيلا.
- وفي 2019 أيضًا، كشفت تقارير صحفية في بريطانيا، عن تصدير البرازيل لشحنات دجاج ملوثة ببكتيريا السالمونيلا، وأكدت وزيرة الزراعة والتموين البرازيلية أن الحكومة البريطانية أعادت لها 16 حاوية دجاج مستوردة من شركتي "BRF" و"JBS"، بحسب موقع "Food Safety News".
- وفي نفس العام، وجّه ممثلو ادعاء اتحاديون برازيليون اتهامات لـ 11 شخصًا بخصوص تحقيق جنائي يتهم "BRF" بالتهرب من فحوصات للسلامة الغذائية.
- وفي الشرق الأوسط، سبق أن فَرضت السعودية في 2020 حظر استيراد جزئي على الشركة من مصنعين لها في البرازيل، بعد "مخالفات مزعومة في إنتاج الشركة للعلف". لاحقًا في 2022 عادت الشركة للتصدير إلى السعودية.
من جانبها، نفت الحكومة، في بيان رسمي، وجود أي مشاكل في الدجاج المستورد، أو إنه فاسد ومنتهي الصلاحية، وأكدت على أن "شحنات الدجاج آمنة تمامًا"، وهو ما أكّد عليه رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالجيزة سامح السيد، في تصريحات صحفية. ونقل البيان الحكومي تأكيد الهيئة القومية لسلامة الغذاء إن شحنات الدواجن المجمدة مطابقة لكافة المواصفات القياسية واللوائح الفنية الملزمة، وتخضع جميعها للفحص والرقابة من قبل الهيئة، ويتم سحب عينات منها وتحليلها بالمعامل المختصة للتأكد من سلامتها، مع رفض الشحنة بالكامل حال رصد أي عينة منتهية الصلاحية أو غير مطابقة للاشتراطات الفنية الدولية المتعلقة باشتراطات سلامة الغذاء.آخر الأخبار
