مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

كيف تحدث الزلازل؟ وهل يمكن التنبؤ بها؟

كيف تحدث الزلازل؟ وهل يمكن التنبؤ بها؟
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
Matsda2sh

الكاتب

Matsda2sh

دحض الإدعاء

فجر اليوم الاثنين، 6 فبراير 2023، ضرب زلزال مدمر بقوّة 7.8 درجات تركيا وسوريا، وللأسف أسفر عن وفاة وإصابة الآلاف وتدمير آلاف المباني ومنشآت البنية التحتية. سكان بعض دول المنطقة، زي مصر، حسوا بالزلزال لكن مر بسلام دون حدوث أضرار تذكر بحسب التصريحات الرسمية.
هنشرح في البوست ده ليه الزلازل بتحصل؟ وكيف يقيس العلماء قوتها؟ وهل يمكن التنبؤ بها؟
# كيف تحدث الزلازل؟
- كوكب الأرض هو عبارة عن 4 طبقات: القشرة وأسفلها الوشاح ثم اللب الخارجي وأخيرًا اللب الداخلي (نواة الأرض).
- تشكل القشرة والجزء العلوي من الوشاح طبقة رقيقة تسمى طبقة "الليثوسفير Lithosphere" أو غلاف الأرض الصخري، وهي الطبقة التي تحدث فيها الزلازل لأنها دائمة الحركة بسبب طبقة الصخور المنصهرة التي تقع أسفلها.
- طبقة الليثوسفير ليست قطعة واحدة، فهي مكونة من عدة قطع مثل الأحجية Puzzle، وهم في حركة دائمة ولكنها حركة بطيئة جدًا.
- تسمى قطع الأحجية "الصفائح التكتونية Tectonic plates"، وهناك صفائح رئيسية كبيرة وأخرى صغيرة، والصفائح الكبيرة هي قارات العالم.
- تتباين حركة الصفائح فقد يصطدمون ببعضهم، أو تنزلق واحدة بجانب الأخرى، أو تنزلق واحدة فوق الأخرى، أو قد يبتعدوا عن بعضهم، وحينها تتشكل على حدود الصفائح العديد من الصدوع، وتحدث معظم الزلازل حول العالم بسبب هذه الصدوع.
- وتختلف قوة الزلازل، باختلاف شدة حركة الصفائح وقوتها، فإذا كانت الحركة ضعيفة، يكون الزلزال ضعيفًا ولا نشعر به، والعكس إذا كانت قوية، فإن الزلزال قد يمتد إلى عدة دول مثلما حدث في زلزال تركيا فجر اليوم.
- في بعض الأحيان يكون للزلزال توابع هزات أرضية. هذه هي الزلازل الصغيرة التي تحدث في نفس مكان الزلزال الأكبر وتعتمد قوتها على حجم الصدمة الرئيسية، ويمكن أن تستمر هذه التوابع لأسابيع وشهور وحتى سنوات بعد الصدمة الرئيسية، وحتى الآن هناك عدة توابع لزلزال تركيا.
# لماذا تهتز الأرض عند حدوث زلزال؟
-عندما تتحرك الصفائح يكون هناك قوتين، قوة الحركة نفسها وقوة الاحتكاك بين الصفائح، الاحتكاك بين الصفائح يعطل حركة الصفائح، ودا طبعًا بينتج عنه طاقة بتفضل متخزنة فترات طويلة من الزمن إلى أن تتغلب قوة الصفائح المتحركة أخيرًا على احتكاك حواف الصفائح، فتتحرر كل الطاقة المخزنة.
- تشع الطاقة إلى الخارج من الصدع في جميع الاتجاهات على شكل موجات زلزالية مثل الموجات التي نراها عندما نلقي بحجر في بركة مياه، وتهز الموجات الزلزالية الأرض وهي تتحرك من خلالها، وعندما تصل الأمواج إلى سطح الأرض فإنها تهز الأرض وأي شيء عليها؛ نحن والمنشآت.
#كيف يقيس العلماء الزلازل ويحللون بياناتها؟
- يستخدم العلماء شبكة حول العالم بها جهاز قياس الزلازل "سيزموجراف Seismograph"، وهذا الجهاز هو الأداة الأساسية لقياس الزلازل.
- ينتج جهاز السيزموجراف (رسمًا بيانيًا رقميًا) لحركة الأرض التي تسببها الموجات الزلزالية. (في المصادر في فيديو بيوضح كيفية عمل الجهاز البدائي والمتطور بشكل سهل)، ثم يقوم العلماء بتحليل هذه الرسوم البيانية لمعرفة حجم وشدة الزلزال.
# هناك عدة قياسات وتحليلات لبيانات الموجات الزلزالية من أكثر من جانب وهي:
- حجم الزلزال: وهذا يعتمد على قياس حجم وشدة موجات الزلزال في مصدره ومدى انتشارها والمسافة التي تحركتها الألواح التكتونية وصلابة الصخور، وتعتمد قياسات حجم الزلزال على بيانات جهاز السيزموجراف.
- وأول من اخترع هذا القياس هو العالم "تشارليز فرانسيس ريختر"، ومقياس ريختر الآن يعد طريقة قديمة لأنه ليس دقيقًا في قياس الزلازل الكبيرة، ويستخدم الآن جهاز آخر يسمى "مقياس العزم الزلزالي Moment Magnitude scale".
- شدة الزلزال: هي مقياس لتقييم مستوى الأضرار الناجمة عن الزلزال في مواقع مختلفة، مثلا لم تتأثر كل المواقع في تركيا بنفس الأضرار التي وقعت في مصدر الزلزال، كما لم تتأثر البلاد الأخرى التي شعرت به مثل مصر ولم يكن هناك أضرار سواء في الأرواح أو في المنشآت.
- وتعتمد قياسات شدة الزلزال على البيانات التي يمكن ملاحظتها من آثار الزلزال بعد وقوعه، مثلا زلزال خفيف تسبب في اهتزاز الأثاث فقط، وزلزال قوي هدم المنشآت، يستخدم العلماء مقياس "ميركالي المعدل Mercalli intensity scale" لقياس شدة الزلزال.
# هل يستطيع العلماء توقع وقت ومكان الزلازل؟
- لا يمكن للعلماء حتى الآن تحديد المكان والوقت الذي ستقع فيه الزلازل بدقة. المعطيات المستقاة من أجهزة الرصد قد تدفع بعض العلماء والمراكز المتخصصة إلى ترجيح حدوث زلازل في منطقة ما، لكن تحديد مركز الزلزال أو توقيته بالتحديد ما زال أمرًا غير ممكن.
- فرانك هونغربيتس، الباحث في معهد Solar System Geometry Survey في هولندا، نشر تغريدة في حسابه عبر "تويتر" بتاريخ 3 فبراير 2023، قال فيها: "عاجلا أو آجلًا سيقع زلزال بقوة 7.5 درجة في هذه المنطقة (جنوب أو وسط تركيا، الأردن، سوريا، لبنان)".
- أثارت التغريدة تفاعلًا واسعًا بعدما حدث الزلزال (31 ألف ريتويت حتى الآن)، لكن "هونغربيتس" لم يقدم حتى الآن معلومات أكثر عن البيانات التي استند إليها في توقعه، ونعتقد أن الأيام المقبلة ستظهر فيها بيانات ومعلومات أكثر.