دحض الإدعاء

ناس كتير بعتت تسألنا عن أخبار وبوستات منتشرة بشكل كبير جدًا عن فقدان الصين السيطرة على صاروخ أطلقته لحمل أول وحدة بناء في محطتها الفضائية الجديدة، واحتمال سقوط بقايا الصاروخ على مكان مأهول، ما سيؤدي إلى دمار كبير.

هنحاول في البوست ده نقدم المعلومات الأساسية المتاحة عن الموضوع، دون تهويل أو تهوين.

##إيه اللي حصل بالظبط؟

– يوم 29 أبريل، الصين أطلقت أول وحدة من محطة فضائية جديدة دائمة تعتزم إقامتها ضمن برنامجها الفضائي الطموح.

– الوحدة حملها صاروخ “لونغ مارتش 5 بي”، وهو صاروخ صيني ضخم جدًا، يقدر وزنه بـ21 طن، وتم تصميمه خصيصًا لإطلاق وحدات محطة فضائية في مدار أرضي منخفض.

##هل الصين فقدت السيطرة على الصاروخ؟

– عادة المراحل الأولى من الصواريخ اللي بيتم إطلاقها للفضاء لا تصل إلى السرعة المدارية، وتعود إلى الغلاف الجوي لتهبط في منطقة عودة محددة مسبقًا، لضمان عدم وقوع أضرار.

– ده محصلش مع صاروخ “لونغ مارتش 5 بي”، اللي مرحلته الأساسية في المدار الأرضي حاليًا، ومن المرجح أن تقوم بالدخول بشكل غير منضبط إلى الأرض خلال الأيام المقبلة.

– الرادارات التي يستخدمها الجيش الأمريكي لتتبع المركبات والأجسام الأخرى في الفضاء اكتشفت جسمًا وصنفته على أنه المرحلة الأساسية من صاروخ “لونغ مارتش 5 بي”، ويبلغ طولها حوالي 30 مترًا وعرضها خمسة أمتار، بحسب موقع “Space News” المهتم بأخبار الفضاء والمركبات الفضائية.

##الصاروخ هيسقط فين؟

– لا يمكن التنبؤ بأين ومتى سيهبط جسم الصاروخ. السرعة العالية لجسم الصاروخ تجعله يدور حول الأرض كل 90 دقيقة تقريبًا، وبالتالي فإن تغيير بضع دقائق فقط في وقت العودة يؤدي إلى نقطة عودة على بعد آلاف الكيلومترات.

– الميل المداري لبقايا الصاروخ 41.5 درجة، ما يعني أن جسم الصاروخ يمر شمالًا بعيدًا قليلًا عن نيويورك ومدريد وبكين، وحتى جنوب تشيلي ونيوزيلندا، ويمكنه الدخول في أي نقطة داخل هذه المنطقة (تقع مصر وكافة الدول العربية داخل هذه المنطقة).

– عندما يسقط الصاروخ من المدار، قد يحترق في الغلاف الجوي للأرض، لكن قطعًا كبيرة من الحطام يمكن أن تنجو من السقوط. معظم الكوكب عبارة عن محيطات، لذلك من المرجح أن تهبط قطع الصاروخ المتساقطة في المحيطات كما حدث في حالات سابقة، لكن لا يزال من الممكن سقوطها في مناطق مأهولة بالسكان، بحسب الصحفي أندرو جونز، الذي يغطي برنامج الفضاء الصيني لصالح موقع  Space News.

– هولجر كراغ، رئيس مكتب برنامج سلامة الفضاء لوكالة الفضاء الأوروبية، يقول إنه من الصعب تحديد مقدار الكتلة اللي هتتبقى من الصاروخ وعدد الشظايا اللي هتنتج عنه دون معرفة تصميمه، لكن القاعدة العامة المعقولة هي إن هيتبقى “20 – 40% من الكتلة الجافة الأصلية”، أي في حدود 4 إلى 8 طن من وزن الصاروخ المقدر بـ21 طن.

##ليست المرة الأولى

– دي مش المرة الأولى اللي تسقط فيها أجزاء من صاروخ بشكل غير منضبط على الأرض.

– في مايو 2020، سقطت المرحلة الأساسية من نفس الصاروخ على الأرض، بعدما أطلقته الصين لاختباره، وذلك بعد 6 أيام من إطلاقه.

– سرب التحكم في الفضاء الثامن عشر، التابع لقوة الفضاء الأمريكية، قال وقتها إن الصاروخ سقط فوق المحيط الأطلسي، لكن تقارير محلية أشارت إلى سقوط أجزاء من الصاروخ على دولة ساحل العاج.

– جيم بريدنشتاين، مدير ناسا وقتها، انتقد الصين ووصف الحادث بأنه خطير، حيث أن مسار مرحلة الصاروخ مر فوق لوس أنجلوس ومناطق مأهولة بالسكان مباشرة قبل أن يسقط على الأرض.

– أكبر وأشهر حادثة إعادة دخول غير منضبط، وقعت عام 1979، عندما دخل معمل “سكاي لاب” التابع لناسا، والذي يبلغ وزنه 76 طنًا، إلى الأرض بشكل غير المنضبط، لكن لحسن الحظ تناثر الحطام عبر المحيط الهندي وغرب أستراليا، بعيدًا عن المناطق المأهولة.