مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

ما حقيقة مقطع فيديو متداول لمساعد قائد الجيش ياسر العطا يحوي «تصريحات انفصالية»؟

ما حقيقة مقطع فيديو متداول لمساعد قائد الجيش ياسر العطا يحوي «تصريحات انفصالية»؟
(توضيح - معدل- صورة معدلة- تصريح صحيح قديم- صورة صحيحة قديمة- مجتزأ- زائف جزئيًا- خادع)
Beam Reports

الكاتب

Beam Reports
للتحقق من صحة الادعاء، تواصل فريق «مرصد بيم»، مع عضو تنسيقية «تقدم» وزير مجلس شؤون الوزراء الأسبق، عمر مانيس، الذي يظهر في الصورة ضمن الوفد المرافق لحمدوك، حيث نفى مانيس صحة الادعاء، وقال “إطلاقًا لا أساس لهذا الخبر العاري من الصحة.. والدكتور مستضاف فى فندق بالمدينة.. ومنذ وصوله أجرى لقاءات عديدة مع مختلف تكوينات السودانيين من سياسية ومهنية ونسوية وفاعلين من لجان المقاومة في الحقل الإنسانى ومفكرين وكتاب والصورة واحدة من هذه اللقاءات”. وأكد مانيس أن الصورة من مقر إقامة حمدوك في فندق (ماريوت) باالعاصمة المصرية القاهرة “. ولمزيد من التحقق، تواصل فريق رصد بيم مع عضو الهيئة الإعلامية لحزب التجمع الاتحادي، هنادي عبدالرحمن، حيث نفت بدورها صحة الادعاء وأكدت أن الصورة لحمدوك في مقر إقامته في فندق (ماريوت) بالقاهرة. جاء تداول هذا الادعاء بالتزامن مع الزيارة التي قام بها حمدوك إلى جمهورية مصر العربية في رئاسته لوفد تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية «تقدم». وبحسب وسائل وسائل إعلام مصرية أن الزيارة هدفت إلى تبادل الرؤى حول الأزمة الإنسانية السودانية، كما التقي حمدوك خلال هذه الزيارة بالحكومة المصرية والأمين العام للجامعة العربية وصناع رأي ومثقفين مصريين.

الإدعاء

"ياسر العطا ينادي بانفصال جديد! منو الي تتكلم لي لسه عن الجيش القومي ؟! كاسات لسه متخيل الحرب دي زي حرب الجنوب مثلاً و كأنو هو الطرف الاقوى في الصراع الحالي لدرجة بطلب ويفرض أجندة. يا ياسر العطا لسه باقي على الانفصال 30 سنة كدا وقتها ممكن تشوف بلدك او قريتك وترجع هناك وتتمرد وتبقى راجل تثبت نفسك وتطالب بانفصال، ونوعدك حنكون لجنة تتكون منها لجنة للنظر في الموضوع دا."

دحض الإدعاء

للتحقق من صحة الادعاء، استمع فريق «مرصد بيم» إلى مقطع فيديو مدته 24:12 دقيقة ووجد أن حديث العطا اقتطع من سياقه عبر مقطع الفيديو الانتقائي المتداول. تضمن فيديو حديث العطا إلى مجموعة من السياسيين في قاعدة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان عددًا من النقاط، حيث تحدث عن جاهزية الجيش لخوض المعركة، كما تحدث عن أن هناك عددًا من الكتائب تقاتل في صف الجيش منها الإسلاميين و(غاضبون) والمقاومة الشعبية وغيرها. كما ذكر في خطابه أيضًا، أن الجيش لن يسلم الحكم إلى حكومة مدنية من دون انتخابات، وذهب إلى أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان هو من سيقود الفترة الانتقالية. وبالعودة إلى حديثه الذي تم اجتزاؤه في مقطع الفيديو المتداول، وصف العطا، الحرب السودانية بالمؤامرة، وقال إن «الدعم السريع» لديها مؤسسات موازية داخل مؤسسات الدولة في جميع الوزارت والقضاء والنيابة و الشرطة والجيش وجهاز المخابرات وغيرها. وقال « كلها كانت لديها أهداف محددة وهي ابتلاع الدولة السودانية والسيطرة عليها بقوة السلاح هي دي المؤامرة الاستهدفت تكوين دولة عربية في دارفور إذا عصي عليها استلام السودان بعرب الشتات، ثم بعد ذلك التوسع في كردفان وترحيل قبائل النوبة إلى جنوب السودان، ثم يتوسعو إلى النيل الأزرق. إذا نحن توافقنا معاهم عرب الوسط والشمال والشرق اوكي، واذا لم نتوافق معهم يفصلو دارفور وجزاء من كردفان وجبال النوبة والجزء الأكبر من الانقسنا ويكونو دولة العطاوة أو دولة الجنيد». كما ذكر العطا في خطابه عددًا من القضايا الأخرى، غير أن متداولي الفيديو قاموا بانتقاء عناصر محددة من خطاب العطا واقتطاع مقطع الفيديو بين الدقيقة 8:55 إلى الدقيقة 9:22 واستخدامه مع ادعاءات مختلفة. وتعمد متداولو المقطع، إلى إظهار عناصر محددة، من حديث العطا مع إغفال الجوانب الأخرى من الخطاب وعدم استصحاب السياق الذي ورد فيه الحديث.