دحض الإدعاء

📌 في كلمته خلال افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية بطريق العين السخنة، أدلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بتصريحات عن رواتب العاملين في مجال البرمجة وتكنولوجيا المعلومات.

◾ وقال السيسي موجهًا حديثه للشباب: "هقولك على حاجة تشتغلها وإنت قاعد في بيتك.. هتعملك 20، 30 ألف دولار في الشهر، وممكن توصل  لـ 100 ألف دولار في الشهر"، في إشارة إلى مجال البرمجة.

◾ وأثار حديث السيسي عن رواتب المبرمجين جدلًا واسعًا، وتساؤلات حول حقيقة الأرقام التي أعلنها الرئيس، والعوائق التي تواجه العاملين في المجال في مصر. 

◾ تتعارض تصريحات السيسي، مع أرقام عرضها وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت في نفس المؤتمر، بأن الشاب العامل في أعلى مستويات البرمجة (تصميم البرمجيات)، يستطيع أن يتخطى 100 ألف دولار سنويًا، وليش شهريًا كما قال الرئيس.

⭕ رواتب المبرمجين في مصر

◾ وفق حديث #متصدقش مع  المهندس محمد حسنين رئيس مجلس إدارة نقابة المبرمجين، و 3 مبرمجين آخرين يعملون لصالح شركات داخل وخارج البلاد، تختلف رواتب المبرمج في مصر حسب طبيعة العمل وجنسية الشركة.

◾ يحصل المبرمج المبتدئ الذي يعمل في شركة مصرية على راتب يتراوح بين 16 و25 ألف جنيه شهريًا، ويرتفع الراتب لمبرمج ذو خبرة 5 سنوات ليتراوح بين 30 و40 ألف جنيه، وقد يصل الراتب إلى 100 ألف جنيه في حال كان متميزًا ويمتلك خبرة كبيرة ويعمل في شركة خاصة كبيرة.

◾ في حال كان المبرمج يعمل من مصر مع شركة خارج البلاد، فإن الراتب يتراوح بين 800 و3000 آلاف دولار في أفضل الأحوال، ويعتمد الأمر على مستوى المبرمج وخبرته وحجم الشركة، أما شركات "TOP LEVEL" فعادة لا توظف مبرمجين يعملون من مصر،  إذ تشترط وجود الشخص في دولة تابعة للاتحاد الأوروبي أو أمريكا، حتى يتسنى لهم الوصول إليه، نظرًا لأن له صلاحية الوصول إلى بيانات سرية خاصة بالشركة، بحسب مبرمجين اثنين تحدثا إلى #متصدقش.

◾ وأكد المهندس محمد حسنين، في تصريحات لـ #متصدقش، أن راتب 20 ألف أو 30 ألف دولار في الشهر، هو رقم مبالغ فيه حتى بالنسبة للمبرمجين العاملين خارج مصر، إذ تتراوح الرواتب خارج مصر بين 3 أو 4 آلاف دولار شهريًا، بما يعادل 50 ألف دولار في السنة، وفي الولايات المتحدة تصل إلى 5 إلى 6 آلاف دولار في الشهر، بما يعادل 70 ألف دولار سنويًا.

◾ واتفقت جميع المصادر التي تحدثنا إليها على أنه "لا يوجد مبرمج يعمل في مصر ويحصل على 20 آلاف دولار في الشهر، فضلًا عن 100 ألف".

◾ وذكرت دراسة صادرة عن نقابة المبرمجين (نقابة مستقلة تأسست في 2011)، أُجريت في أواخر 2021 (سعر الدولار = 15.7 جنيه)، أن متوسط راتب المبرمج الذي يعمل في وظيفة مدير المشروع "project manager" تتجاوز 32 ألف جنيه شهريًا، تلتها وظيفة "software team leader" بمتوسط يبلغ 23 ألف جنيه، ثم "software senior developer " بمرتب يبلغ نحو 18 ألف جنيه.

◾ وبحسب تقرير لجوجل في عام 2022، عن عمل المبرمجين في القارة الإفريقية، بلغ دخل المطورين رفيعي المستوى في القارة  -وبينهم مصر- نحو 55 ألف دولار سنويًا في 2021 بينما بلغ دخل المبرمجين متوسطي المستوى نحو 25 ألف دولار (سعر صرف الدولار حينها كان 15.7 جنيه).

◾ وفي 2021، احتلت مصر المركز الثاني إفريقيًا من حيث عدد مطوري البرمجيات، بنحو 89 ألف مطور، بينما جاءت جنوب أفريقيا في المرتبة الأولى من حيث عدد المطورين بنحو 121 ألف مطور، وفقًا لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، بينما تتراوح تقديرات نقابة المبرمجين ما بين 100 إلى 120 ألف مبرمج.

⭕ متوسط الرواتب عالميًا

◾ لم يصل متوسط الراتب الشهري العالمي للعاملين في البرمجة بمختلف تخصصاتها إلى 100 ألف دولار، علمًا بأن الرواتب في الدول المتقدمة تفوق مثيلاتها بالدول النامية ومنها مصر.

◾ تراوح متوسط الرواتب السنوية لمطوري البرمجيات في جميع أنحاء العالم في عام 2023، بين 47 ألف دولار و 90 ألف دولار في العام، أي أنه في أحسن الأحوال لا يتجاوز الراتب الشهري 8 آلاف دولار، بحسب بيانات موقع "ستاتيستا" الألماني المتخصص في الإحصاءات وبيانات سوق العمل.

◾ في سويسرا، كان متوسط الراتب السنوي 90 ألف دولار في السنة، بينما كان في الولايات المتحدة 77 ألف دولار، والدنمارك 63 ألف دولار، وألمانيا 54 ألف دولار، والنرويج 53 ألف دولار، وأستراليا 47 ألف دولار، وهولندا 47 ألف دولار.

◾ ووفق استطلاع شارك فيه نحو 90 ألف مبرمج حول العالم، أجرته منصة "Stack Overflow" التي تُعد أكبر مجتمع للمبرمجين عبر الإنترنت، فإن متوسط الرواتب السنوية للمديرين التنفيذيين في المجال بلغت نحو 124 ألف دولار في عام 2023، فيما بلغ متوسط رواتب المطورين أصحاب الخبرة نحو 107 ألف دولار في السنة، ولمديري المشروعات 63 ألف دولار سنويًا، والمصمم نحو 60 ألف دولار سنويًا.

◾ يقول أحد المصريين العاملين في مجال برمجة الحوسبة السحابية بالولايات المتحدة الأمريكية لـ #متصدقش حى، إن الراتب السنوي للمبرمجين المبتدئين يتراوح بين 65 ألف و70 ألف دولارسنويًا، أي أن الراتب الشهري يتراوح ما بين 5.8 آلاف دولار و 6 آلاف دولار، ويرتفع الراتب ما زيادة الخبرة، حتى يكسر حاجز 100 ألف دولار في السنة للمدير أو "senior" وفقًا لسنوات الخبرة.

◾ وأوضح أنه لا يوجد مبرمج يحصل على 100 ألف دولار في الشهر: "حتى 20 ألف أو 30 ألف دولار في الشهر ده رقم كبير جدًا.. أقصى شيء يتراوح ما بين 7 آلاف إلى 10 آلاف في الشهر"، مضيفًا أن بيئة عمل المبرمجين في مصر صعبة، نظرًا لانقطاع الكهرباء المتكرر وهو ما يؤخر تسليم المهام في موعدها، فضلًا عن صعوبات تلقي تحويلات عبر البنوك.

⭕ الكهرباء والانترنت أزمات تواجه المبرمجين

◾ وتحدث محمد حسنين رئيس مجلس إدارة نقابة المبرمجين، عن المشاكل التي تواجه المبرمجين في مصر، منها عدم اعتماد مهنهم في البطاقة، ومعوقات تواجه العمل النقابي للمبرمجين، وضعف الاهتمام الكامل للمبرمجين كمهنة.

◾ وقال إنه منذ عام 2021، اشترط السجل المدني ختم مديرية القوى العاملة بالإضافة إلى ختم النقابة لاستخراج بطاقة شخصية للمبرمج مدون فيها مهنته، لكن مديرية القوى العاملة رفضت الختم بدعوى أنها "متعرفش يعني إيه مبرمج"، مضيفًا أن هذا نوع من أنواع التعقيد، حيث يكتفي المبرمج حاليًا بكتابة مؤهله الدراسي في خانة الوظيفة.

◾ وأضاف "حسنين" أنه لا توجد استراتيجية واضحة للنهوض بمجال البرمجة في مصر، ورغم وجود اهتمام بكليات الحاسبات لكن لا يوجد اهتمام لما بعد التخرج، مضيفًا أنه بسبب ضعف رواتب المبرمجين في مصر، فقد زاد أعداد المسافرين من ذوي الخبرة إلى الخارج، خصوصًا مع تفاوت سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية.

◾ وأكد أن أحد أبرز المعوقات التي تواجه المبرمجين هي انقطاع الكهرباء المتكرر: "الناس اللي بتشتغل عن بعد مبتعرفش تشتغل، لو أنت شغال في مصر مع شركة أمريكية لها مواعيد، والكهرباء قطعت ساعتين يوميًا، ده بيعادل ربع مواعيد العمل، والشركة مش هتستنى المبرمج ولا تتفهم هذه المشكلة".

◾ وتحدث عن مشكلة واجهته شخصيًا في عام 2018، عندما ترك عمله مع شركة أجنبية، بسبب انقطاعات الإنترنت في مصر.

◾ بالإضافة إلى مشكلة الانترنت والكهرباء، يواجه المبرمجون خاصة من يعملون منهم بشكل حر مشاكل في فتح حسابات بنكية يمكنهم استلام مستحقاتهم عبرها، إذ ترفض البنوك فتح حسابات بنكية دون وجود خطابات من جهات عملهم. كما واجهوا خلال الفترة الماضية مشاكل في الدفع بالدولار عبر الفيزا بسبب أزمة شح النقد الأجنبي.

◾إضافة إلى ذلك، يواجه بعض العاملين عن بُعد، مشاكل تقنية بسبب إغلاق أداة "VPN" في مصر، إذ يتطلب عمل الشركات الأجنبية فتح "VPN"بطريقة معينة لا تسمح بمراقبة بياناتها، لذلك اتجهت بعض شركات البرمجة الأجنبية إلى عدم توظيف مصريين عن بُعد من داخل مصر بسبب غلق "VPN" في مصر لأنه يمكِّن الحكومة من مراقبة بياناتها، ما يمثل خطرًا على بيانات الشركة، وفقًا لمبرمج ويب لـ #متصدقش، وتغريدات كتبها مبرمجين على مواقع التواصل.