مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

مرضى يعانون وأطباء يشتكون.. نقص المستلزمات الطبية والدولار يزيدان آلام مرضى "الأسنان" (شهادات)

مرضى يعانون وأطباء يشتكون..  نقص المستلزمات الطبية والدولار يزيدان آلام مرضى "الأسنان" (شهادات)
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
Matsda2sh

الكاتب

Matsda2sh

دحض الإدعاء

📌 على مدار الأسابيع الماضية، رصدنا شكاوى متعددة من ارتفاع أسعار الخدمات في عيادات الأسنان الخاصة، ووجود قوائم انتظار طويلة في المستشفيات الحكومية بسبب نقص المستلزمات الطبية.

◾ يرصد فريق #متصدقش في هذا التقرير كيف تسببت أزمة الدولار في مفاقمة آلام مرضى "الأسنان"، والإضرار بالعيادات الصغيرة التي تراجع عدد مرتاديها بشكل كبير، وفق شهادات مرضى وأطباء تحدثوا معنا.

⭕️ قوائم انتظار في المستشفيات الحكومية

◾ استقبلت شيماء* عام 2024 بآلام مفاجئة في الأسنان، ولجأت لأحد العيادات المتخصصة في منطقة الدقي، فقررت الطبيبة أنها تحتاج حشو 3 ضروس، بتكلفة 5 آلاف جنيه تقريبًا. 

◾ بحثًا عن بديل أرخص، قررت شيماء التوجه لمستشفى طب الأسنان التابعة لكلية طب قصر العيني. قالت: "كان الكشف مجاني في القصر العيني، وأقرت الطبيبة أنني أحتاج لعدة إجراءات في ضروسي، ولكن علي أن انتظر لشهر أو شهرين حتى يأتي دوري في قائمة الانتظار، وسجلت الطبيبة بياناتي في القائمة، وقالت لي هنتصل بيكي لما يجي دورك، وفات شهرين تقريبا ولسه محدش كلمني".

◾ ووصلت أصداء أزمة قوائم الانتظار في المستشفيات إلى البرلمان، حيث تقدم النائب هشام حسين، في فبراير 2024، بطلب إحاطة موجه إلى وزير الصحة، بشأن نقص المستلزمات الطبية بالمستشفيات وتراكم قوائم الانتظار في المستشفيات، مؤكدًا تلقيه عدد كبير من الشكاوى بشأن تأخر إجراء العمليات الجراحية وعمليات الأسنان لمدة تعدت 6 شهور حتى الآن.

◾ ورغم الارتفاع الكبير في أسعار خدمات عيادات الأسنان، لا زال محمد عبد الحليم يفضل الذهاب إليها على التعامل مع المستشفيات الحكومية التي يقول إن "جودة خدماتها سيئة ولا يوجد بها اهتمام"، ويضيف: "الأسعار زادت أوي طبعا، بس بحاول أتحايل على ده بإني أدفع تمن العلاج على أقساط. اتفقت مع العيادة اللي بتعامل معاها على إني أدفع كل شهر 1000 جنيه وأحشي ضرس ولا أركب طربوش".

⭕️ الأطباء يشتكون أيضًا 

◾ تؤكد رنا محمود*، طبيبة أسنان تمتلك عيادة في منطقة الهرم بالجيزة، أن ارتفاع أسعار الخدمات ليس بيدها، وأن كل الأطباء متضررين مما يحدث. 

◾ وتضيف في حديثها مع #متصدقش: "كل المستلزمات ارتفع سعرها 3 أضعاف أو أكثر،  أبسط حاجة علبة الجوانتي كانت بـ 90 جنيه حاليًا بـ 340 جنيه، ومستحيل أشتغل من غيره، وسعر علبة البنج ارتفع من 200 إلى 540 - 570 جنيه، وارتفع سعر ورق تنشيف قنوات الأعصاب من 40 جنيهًا إلى 200 جنيه، ونقدر نقيس على الأسعار باقي المستلزمات للحشو والتركيبات".  

◾ نفس الكلام قاله الدكتور إبراهيم مختار*، وهو طبيب أسنان لديه عيادة في طنطا، واصفًا زيادة أسعار المستلزمات الطبية بأنها "خيالية". 

◾ ويضيف إبراهيم: "أصبح جلوس المريض على كرسي الأسنان مكلف في حد ذاته، في حاجات زمان مكنتش بحسب تكلفتها وكنت بعتبرها من الرفايع، زي مثلا تعقيم الأدوات، وصيانة الأجهزة، حاليًا بحط إيدي على قلبي لو جهاز عطل، عشان لو احتاج قطع غيار، ناهيك عن ارتفاع فواتير المياه والكهرباء، وتكلفة الإيجار ورواتب الأطباء والمساعدين". 

◾ ويؤكد كلًا من رنا وإبراهيم، في حديثهما لـ #متصدقش، أنهما لم يرفعا الأسعار إلا لتفادي الخسائر وإغلاق العيادة. تقول رنا: "للأسف اضطررت لرفع أسعار الخدمات، فقط لأعوض فرق الأسعار في المستلزمات. أنا حاليًا بس بحاول أمشي الأمور عشان مقفلش العيادة وأحيانًا بدفع من جيبي، وطبعًا عدد المرضى انخفض جدًا، وناس كتير حاليًا بتلجأ للمستشفيات الحكومية لخلع الضروس بدلًا من علاجها، يعني أكيد الأكل والشرب أولى بالنسبة لهم". 

◾ لم تتضرر عيادات الأسنان في المناطق الشعبية والمحافظات فحسب، وإنما اشتكى لـ #متصدقش أطباء لديهم عيادات في المدن الجديدة، قال مصطفى محمد*، وهو طبيب أسنان لديه عيادة في التجمع الخامس: "إن عدد المرضى انخفض جدًا، ومتوسط الدخل في العيادة انخفض بالتبعية. المشكلة الأهم أن هناك نقصًا في بعض المستلزمات الأوروبية عالية الجودة، وتوفر لها بدائل ولكن صيني أو هندي. للأسف مضطر استخدمها ولسه معرفش نتايجهم في الشغل هتكون ايه خصوصًا اني بقدم خدمة بمستوى معين للمرضى".

⭕️ الدولار وأزمة الاستيراد

◾ بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، استوردت مصر في الفترة من يناير إلى نوفمبر 2023، مستلزمات طبية (بينها مستلزمات علاج الأسنان) وأدوات جراحية بـ 317 مليون دولار، مقارنة بـ 427 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2022، بتراجع قدره 25%، ومقارنة بـ 443.6 مليون دولار خلال نفس الفترة في 2021، بتراجع قدره 28.5%.

◾ تكشف هذه البيانات بُعدًا من أبعاد الأزمة، وهو نقص المعروض من المستلزمات الطبية، فيما بُعدها الآخر هو ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه إلى مستويات قياسية، وهو ما يؤثر بالطبع على أسعار الخدمات الطبية.

◾ ويشتكي عماد محمد*، مندوب لشركة توزيع مستلزمات أسنان في منطقة القصر العيني، في حديث مع "متصدقش"، إن "هناك أصناف كثيرة جدًا ناقصة في السوق بسبب تراكم البضائع في الجمارك، مثل أقراص تحميض أفلام الأشعة، وكبسولات لصق الطرابيش".

◾ ويدعم حديث عماد ما سبق وذكره أطباء من تراجع أعداد المرضى، إذ يقول: "مستوى المبيعات للمراكز والعيادات انخفض للنصف تقريبًا. كان في مراكز بتعمل فواتير من عندنا ب 25 ألف مثلًا، ويشتروا مخزون يكفيهم كذا شهر، حاليًا أعلى فاتورة بـ 12 ألف، وأغلب المراكز تطلب الكميات التي تكفيها لمدة شهر كحد أقصى، وللأسف أكتر المراكز التي تضررت هي المراكز الموجودة في المناطق الشعبية والمحافظات لأن هامش ربحها في الأصل ضئيل". 

◾ وقال الدكتور محمد إسماعيل عبده، رئيس شعبة المستلزمات الطبية، في تصريحات لـ"متصدقش" إن "حجم المستلزمات الطبية الموجودة حاليا في الجمارك تتراوح بين 30-40 مليون دولار تقريبًا. منذ ثلاثة أشهر تقريبًا أفرجنا عن مستلزمات بقيمة 110 مليون دولار، وقد بدأت بالفعل إجراءات الإفراجات الجمركية بعد تحرير سعر الصرف، ونأمل أن تسير عمليات الافراجات الجمركية بسلاسة مثل ذي قبل حتى لا تحدث أزمات". 

◾ وبحسب عماد، لم تحدث انفراجة حتى الآن في توافر مستلزمات علاج الأسنان ولم تتراجع الأسعار: "للأسف لم تنخفض الأسعار بعد انخفاض سعر الصرف في السوق الموازية، كل يومين الوكلاء بيبعتوا لنا قايمة أسعار جديدة نتعامل بها مع المراكز والعيادات".