دحض الإدعاء

📌 على مدار الأيام الماضية انتشرت شكاوى واستغاثات لمزارعي القطن من محافظات وجه بحري، مما وصفوه بالتسعير غير العادل لقنطار القطن في المزاد الأخير الذي نظمته منظومة تداول وتجارة القطن التابعة للحكومة يوم 4 مارس 2024.

◼️ على إثر ذلك، سحب الفلاحون الأقطان التي وَردوها لمراكز تجميع القطن، لعدم اقتناعهم بالسعر المعروض عليهم. 

◼️ تحدث فريق #متصدقش مع 6 مزارعون قطن في 3 محافظات مختلفة ونقيب الفلاحين، وفي التقرير التالي، نشرح آلية تسعير القطن، وسبب امتناع الفلاحين عن بيع القطن مؤخرًا بعدما باعوه في أول الموسم، والأثر المتوقع لما حدث؟ ⬇️⬇️

❓❓ كيف يتم تسعير وبيع القطن؟

◼️ حتى عام 2020 كان الفلاحين يبيعون للتجار القطن، من خلال حلقات تجميع مختلفة ينظمها تجار الأقطان، وذلك قبل أن تبدأ مصر تجريبيًا في 2019، منظومة جديدة لتداول وتجارة القطن تحت إشراف شركة لتجارة وخليج الأقطان التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام.

◼️ بدأت المنظومة تجريبيًا في محافظتي الفيوم وبني سويف في موسم 2020/2019، قبل أن تنتشر في باقي المواسم لاحقًا في المواسم التالية. 

◼️ تقوم المنظومة باستلام الأقطان مباشرة من الفلاحين دون وسطاء (تجار)، في مراكز تجميع مختلفة، وتطبيق نظام المزايدة العلنية على الأقطان، مع ربط سعر فتح المزاد بالسعر العالمي.

 ◼️ تشتري شركات قطاع الأعمال العام، وشركات القطاع الخاص، الأقطان وفقًا للسعر الذي انتهى إليه المزاد. وتُعقد تلك المزادات على عدد من المرات، منذ بدء موسم حصاد الأقطان في سبتمبر من كل عام، وفقًا لهاني بحوت مُزارع قطن بمحافظة كفر الشيخ لـ#متصدقش، موضحًا أن السعر يختلف حسب تصنيف جودة القطن.

◼️ تُحدد الحكومة سنويًا، سعر ضمان لبيع قنطار القطن، بحيث يضمن الفلاحون ألا يقل سعر بيع القنطار عن ذلك السعر المحدد من الحكومة، لكي تُشجعهم على زراعته. 

◼️ في الموسم الحالي 2024/2025، حددت الحكومة 12000 جنيه سعر ضمان قنطار القطن طويل التيلة (وجه بحري) و10 آلاف جنيه لمتوسط التيلة، ارتفاعًا من 5500 جنيه لطويل التيلة و4500 جنيه لمتوسط التيلة في موسم 2024/2023.

❓❓ لماذا امتنع الفلاحون عن البيع مؤخرًا؟

◼️ سحب الفلاحون محصولهم من الأقطان مرة أخرى، بعدما أرسلوه لمراكز التجميع في بداية مارس الجاري 2024، لبيعه في المزاد الأخير لشراء الأقطان التي نظمته منظومة تداول وتجارة الأقطان، في 4 مارس 2024.

◼️ ورغم أن الفلاحين ارتضوا بيعه في المزادات المختلفة التي نظمتها المنظومة منذ سبتمبر 2023، إلا أنهم اعترضوا تلك المرة على: 1- انخفاض السعر للقنطار مقارنًة بالمزادات السابقة. 2- عدم تغطية السعر الأخير لتكاليف زراعة القطن. 3- ضم مزادين في مزاد واحد، ما أدى لزيادة  المعروض وانخفاض السعر.

— انخفاض سعر القنطار مقارنةً بالمزادات السابقة:

 جمع "بحوت" محصوله على 4 مراحل منذ سبتمبر 2023 حتى يناير 2024. باع من محصوله من القطن طويل التيلة بـ 18 ألف جنيه للقنطار، في ديسمبر 2024، في المزاد التالي كان سعره 12 ألف و600 جنيه، فباع جزء وقرر الانتظار لمزاد تالي يصل فيه القنطار إلى 18 ألف جنيه مرة أخرى.

◼️ لم يحدث ذلك، ورغم ارتفاع سعر القنطار ووصوله إلى 14 ألف و500 جنيه، في مزاد يوم 15 فبراير 2024، إلا أن "بحوت" انتظر حتى يصل السعر إلى 18 ألف جنيه أو يقترب منه.

◼️ مبررًا: "الحاجة بتغلى دلوقتي مش بتنزل كنا متعشمين يرتفع". فوجئ المزارع بتراوح الأسعار في المزاد الأخير في 4 مارس 2024، بين 10 آلاف و10 آلاف و700 جنيه، ما دعاه لاسترجاع قناطير القطن الذي أرسلها لمركز التجميع مرة أخرى.

◼️ استرجع جمال منصور مزارع قطن من محافظة كفر الشيخ أيضًا، الاثنين الماضي 11 مارس 2024، الأقطان التي أرسلها لمركز التجميع، اعتراضًا على تسعيره: "تخيل أول مزاد بعت فيه كان بـ 15.. 16 ألف، ودلوقتي 10.. الشركات لما ييجي بيلاقوا قطن كتير يقللوا السعر ولما العدد قليل يعلوا السعر، ولما بدأ يطلع لـ 18 ألف، لَغوه".

◼️ ويوضح لـ#متصدقش مصطفى يونس مُزارع قطن من محافظة كفر الشيخ، الذي استرجع الأقطان الخاصة به مرة أخرى أيضًا، موقف الفلاحين: "لما وصل الدولار بـ 70 جنيه قالوا مالناش دعوة بسعر السوق السودا، بنسعر على أساس البنك، طيب إزاي نبيع بسعر أقل والتعويم حصل بعد يومين من المزاد؟".

— عدم تغطية السعر الأخير لتكاليف زراعة القطن: "السنة اللي فاتت شيكارة الكيماوي كنت بجيبها بـ 300 جنيه، بقت بـ 800. رَشة القطن كانت بتكلفي 150 جنيه، دلوقتي 1000 جنيه، النفر يوميته كانت 70 و80 جنيه، دلوقتي 250 جنيه"، يقول صلاح غانم، مُزارع قطن من محافظة الشرقية لـ#متصدقش.

◼️ ويُضيف عماد مزارع قطن من محافظة كفر الشيخ لـ#متصدقش: "تكاليف حَرت الأرض وتجهيز الخدمة رفعت عليا.. تجهيز الفدان كان بيكلف 500 دلوقتي 2500 جنيه"، ويُشير عماد لعدم تناسب زيادة سعر المزاد الأخير مع المزاد الأخير في موسم 2024/2023، "السنة اللي فاتت آخر الموسم المزاد وصل لـ 7 آلاف جنيه".

 ◼️ ويرتفع سعر بيع قنطار القطن في المزاد الأخير بتاريخ 4 مارس 2024 نحو 50% عما أُغلق عليه السعر في الموسم الماضي.

— ضم مزادين في مزاد واحد، ما أدى لزيادة المعروض وانخفاض السعر: يشير عماد، إلى أن أحد أسباب انخفاض سعر قنطار القطن في المزاد الأخير يوم 4 مارس 2024، إلى ضم ميعاد مزادين في مزاد واحد ما أدى إلى زيادة المعروض وانخفاض سعر القنطار. 

◼️ "أعلنوا يوم 15/2 هيبقى في مزاد 29/2 وفي مزاد بعده يوم 4 مارس، وفي ناس قالت هتودي المزاد ده وفي مزاد تاني في مارس. جم حوالي يوم 25 و26، قالوا نضم المزادين على بعض"، يقول عماد.

⭕️ تضرر الفلاحين من عدم البيع 

◼️ أتفق المزارعون في حديثهم مع #متصدقش، على عدم وجود خطة لديهم للتصرف في المتبقي من محصولهم من الأقطان التي استرجعوها مرة أخرى، مؤكدين في الوقت نفسه على أنهم لن يبيعوه إلا بسعر عادل، "حتى لو بات للسنة الجاية لكن مبيعهوش بخسارة"، حسبما يقول مُزارع القطن محمد لطفي من محافظة كفر الشيخ لـ#متصدقش.

◼️ يقول صلاح: "بعد ما سحبت القناطير هخليها في البيت لو مجاليش سعر عادل مش هبيعها"، مُشيرًا إلى أن المتاح هو بيعها في السوق غير رسمية التي تشتري بسعر أقل. 

◼️ ويُضيف: "الدواليب الخاصة هي بتشتري القطن بره المنظومة.. حاجة مالهاش شهادة ميلاد شغل من تحت لتحت ممنوع لأن رسميًا مينفعش تبيع قطن شعر، إلا لما تعرف اتحلج فين.. بيبقوا أهالي بيجيبوا 5.. 6 ماكينات لحلج القطن ويشتغلوا".

◼️ ويلفت أحمد منير مزارع قطن من محافظة دمياط لـ#متصدقش، إلى أن استرجاع الفلاحين للقطن مرة أخرى يضر المحصول.

◼️ موضحًا: "طبعا القطن بيتبهدل، الأكياس بتتفتح، وتترمى منها على الأرض وتخس. القطن عامل زي ما يكون فانلة حاطتها في الشمس بعد ما كانت مبلولة نشفت، الوزن اللي فيه قل بسبب المياه اتبخرت اللي فيه، ده غير الأكياس اتفتحت، لأن بيتقيم درجات حسب العفش (الشوائب) اللي فيه ودرجة جودته".

⭕️ تخوف من الإحجام عن الزراعة في الموسم الجديد

◼️ تسعير الأقطان حسب "المزاد" ما يخلق تسعيرة مختلفة من مزاد لآخر وفقًا للعرض والطلب وسعر الصرف (بسبب تعاقدات التصدير)، والطلب العالمي، قد لا يكون النظام الأنسب للفلاحين، وكذلك لاستفادة الدولة من ذلك المحصول الهام، حسبما يقول نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، والمزارعين لـ#متصدقش.

◼️ يشير أبو صدام أن ما يُركز عليه الفلاح أن هناك مزاد بلغ فيه قنطار القطن 18 ألف جنيه، وبالتالي يجب أن يزيد السعر في المزاد التالي، ولن يشغل باله كثيرًا بالمحددات الأخرى التي تُغير السعر من مزاد لآخر. وفي الوقت ذاته لا أحد ينظر لتكاليف الإنتاج على الفلاح.

◼️ ولذا يطالب أبو صدام، بتحديد سعر توريد ثابت للقطن مثلما يحدث في القمح وبنجر السكر، ويُضيف: "الكلام بتاع الفلاحين لو حتى التكلفة زائدة، محدش بيبص على ده، بيبص على العرض والطلب، زي الطماطم لو كتيرة وبقت بـ 10 جنيه وتكلفتها 11 هتتباع بـ 11 محدش بيبص للتكلفة".

◼️ موضحًا أهمية طلبه: "بحيث القطن إنه يبقى محصول استراتيجي منسيبوش للعرض والطلب، لأن النظام ده اعترضنا عليه في البداية، طبعًا بياخد متوسط السعر حسب العالمي، فممكن ينخفض أو يرتفع، ممكن يؤدي لانخفاض مساحات القطن في المستقبل، لو الفلاحين مابقاش مُجزي ليهم".

◼️ وبلغ إجمالي الموزع من القطن (كمية القطن المنتجة التي تم رصدها إحصائيًا) في موسم 2021/ 2022، 1.2 مليون قنطار متري، بانخفاض نسبته 34.2% عن موسم 2021/2020، الذي وصل فيه الإنتاج إلى 1.9 قنطار متري، وفقًا لأحدث البيانات المتاحة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

◼️ مَثلت نسبة الصادرات من الإنتاج 87.8 %، فيما تذهب نسبة 12.2 للاستهلاك المحلي، بحسب "المركزي للتعبئة والإحصاء".

◼️ "القطن لازم يتحط له سعر مُجزي حتى لو أعلى من العالمي بحيث نشجع الفلاحين على زراعة القطن"، يقول أبو صدام.