– متابعين كتير بعتوا يسألونا عن صحة وقوع “انفجار نووي” في روسيا، وهل في تسرب إشعاعي ولا لأ؟ فقررنا نقطع أجازة العيد ونرد على أسئلتكم ⬇️⬇️
** إيه اللي حصل؟
– يوم الخميس اللي فات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 2 وإصابة 6 آخرين، بعد وقوع انفجار خلال إجراء تجربة صاروخية في مركز للاختبارات العسكرية بشمال روسيا (قاعدة نيونوكسا).
– الوزارة أكدت إن الانفجار لم يطلق أي مواد خطرة في الجو، وأن مستويات الإشعاع ظلت في معدلاتها الطبيعية بعد الانفجار.
– الكلام ده يتناقض مع اللي أعلنته مدينة سيفردوفينسك القريبة من موقع الانفجار، على موقعها الإلكتروني، عن ارتفاع مستوى الإشعاع لمدة 40 دقيقة قبل أن يعود إلى طبيعته.
– بيان مدينة سيفردوفينسك اتحذف من على موقعها الإلكتروني، ولما اتسأل المسؤولين عن سبب حذفه، قالوا إن الموضوع “يقع تحت سلطة وزارة الدفاع”.
– بحسب مسؤول في الدفاع المدني المحلي بمدينة سيفيرودفينسك، فمستوى الإشعاع ارتفع إلى 2.0 ميكروسيفيرت في الساعة لمدة ثلاثين دقيقة، وأشار إلى أن الحد الأقصى المقبول للتعرض للنشاط الإشعاعي هو 0.6 ميكروسيفيرت في الساعة.
– منظمة “غرينبيس روسيا” المدافعة عن البيئة، نشرت رسالة من مسؤولين في مركز للأبحاث النووية أعطوا فيها الرقم نفسه، لكنهم أكدوا أن الإشعاع استمر أقل من ساعة واحدة، من دون أن تكون له أية مخاطر على الصحة.
** إجراءات حكومية وذعر بين السكان
– بالتزامن مع الانفجار، تم إيقاف عمليات الشحن في خليج دفينا القريب من موقع الانفجار، والواقع على البحر الأبيض، لمدة شهر. البعض ربط ده بالانفجار، لكن “بي بي سي” نقلت عن مسؤول إن الإغلاق كان مقرر قبل الإعلان عن الانفجار.
– يوم الجمعة اللي فات، ذكرت وسائل إعلام روسية أن سفينة متخصصة في جمع وتخزين النفايات النووية السائلة أبحرت إلى المنطقة.
– في نفس الوقت، بدأت تظهر فيديوهات للانفجار وأثارت ذعر ومخاوف ناس كتير، وفي مواقع نشرت مقطع فيديو قالت إنه بيظهر سيارات إسعاف تنقل المصابين إلى مستشفى موسكو. وإنه تم غلق أبواب السيارة بأغطية بلاستيكية لمنع خروج أي تلوث من أجساد المصابين. وإن السائقين كانوا لابسين بذلات واقية للحماية الكيميائية والنووية.
– بدأت كمان تقارير تتكلم عن توافد الناس على الصيدليات في مدينتي سيفردوفينسك وأرخانجيلسك لشراء أقراص اليود واللي بتستخدم لحماية الغدة الدرقية عند حدوث تسرب إشعاعي.
**روسيا تعترف
– أخيرًا، اعترفت السلطات الروسية إمبارح، بمقتل 5 علماء نوويين وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة الشدة، أثناء تقديم الدعم الهندسي والتقني المتعلق بالوقود المستخدم في محرك الصواريخ. واتقال إن القتلى من صفوة أعضاء المركز النووي الاتحادي الروسي، ويجري حاليًا بحث منحهم أوسمة وطنية. وتم التاكيد على الاستمرار في تطوير أسلحة جديدة.
– خبراء نوويين مقيمين في أمريكا بيشتبهوا في إن التجربة الفاشلة لاختبار صاروخ بورفستنيك الذي يعمل بالطاقة النووية، والصاروخ ده واحد من مجموعة من الأسلحة الاستراتيجية الجديدة التي روج لها الرئيس الروسي بوتين العام الماضي.
** إيه هي مستويات الإشعاع الخطر؟
– رغم الكلام اللي نشرته وسائل إعلام نقلًا عن مسؤول في الدفاع المدني المحلي بمدينة سيفيرودفينسك، من إن مستوى الإشعاع ارتفع إلى 2.0 ميكروسيفيرت في الساعة لمدة ثلاثين دقيقة، وإن الحد الأقصى المقبول للتعرض للنشاط الإشعاعي هو 0.6 ميكروسيفيرت في الساعة، إلا إن الكلام ده غير دقيق.
– يتم قياس الإشعاع باستخدام وحدة سيفرت، واللي بتحدد الكمية التي تمتصها الأنسجة البشرية من الإشعاع. 1 سيفرت = 1000 مللي سيفرت و1 مليون ميكروسيفرت.
– طول ما مستوى الإشعاع في مستوى ميكروسيفرت أو مستويات منخفضة من المللي سيفرت، فمش هيكون فيه مشاكل صحية له. عشان كده مفيش داعي للقلق ولا تهويل الأمر.
– طول الوقت البشر بيتعرضوا للإشعاع عن طريق الأكل أو الجلوس في الطائرات أو الأشاعة المقطعية، لكنه إشعاع بكميات بسيطة جدًا. على سبيل المثال لو إنت ركبت طيارة من طوكو لنيويورك فإنت هتتعرض لما يصل إلى 7 ميكروسيفرت في الساعة من الإشعاع الكوني، يعني أكتر من المعدلات المرصودة في محيط المنطقة اللي رصد فيها الانفجار!
– كمان إذا كانت الحكومة الروسية بتكذب ومستويات الإشعاع أعلى من كده بكتير، فأكيد كان هيتم رصدها في الدول المجاورة في أوروبا، لكن هيئة حماية الإشعاع النرويجية قالت إنها لم تكتشف شيئًا غير عادي حتى الآن، وشبكة مراقبة الإشعاع في بريطانيا أعلنت كذلك إنه ليس لديها تقارير عن تسجيل دول أخرى زيادات في مستويات الإشعاع. في حين قالت الأكاديمية الوطنية للعلوم في أوكرانيا إن “تركيزات صغيرة فقط من الإشعاع قد تصل إلى أوكرانيا”.
– في النهاية يبدو إن اللي أثار كل الضجة دي هو تأخر الحكومة الروسية على إعلان أسباب الانفجار وعدد الضحايا، وعدم وضوح البيانات اللي أصدرتها بالشكل الكافي. ده بجانب إن الناس لسه متفرجة على مسلسل تشيرنوبل والموضوع معلق في دماغها بشكل كبير.