مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

حقيقة تسريب هشام قنديل معلومات سرية للشركة المصممة لسد النهضة

حقيقة تسريب هشام قنديل معلومات سرية للشركة المصممة لسد النهضة
تتضمن (زائف- مفبرك- بوست غير صحيح- خبر غير صحيح- تصريح غير دقيق- تصريح كاذب- صورة مزيفة- مضلل- فيديو مضلل- بوست مضلل- خبر مضلل- عنوان مضلل)
Matsda2sh

الكاتب

Matsda2sh
- أحمد موسى استعرض في حلقة امبارح من برنامج "على مسؤوليتي" على قناة "صدى البلد"، خبر نشره موقع "الوطن" في يونيو 2013، بينقل عن هشام النشوى، كبير مهندسي وزارة الري، اتهامه لرئيس الوزراء حينها هشام قنديل بإمداد "شركة (بلبادس) الهولندية، التى وضعت تصميم سد النهضة الإثيوبى، بمعلومات وبيانات سرية عن إيرادات النهر والفيضان فى مصر، أثناء توليه وزارة الري في عام 2011، ما ساعد الشركة، المملوكة لشخصيات يهودية، في إنجاز التصميم". موسى قال نصًا: "آدي هشام قنديل، مش قولت لكم الوطن نشرت وهو رئيس وزراء ومنفاش.. مش قولت لكم هشام قنديل باع وسلم؟ الوطن نشرت أهي (الوطن تكشف: قنديل منح شركة بناء السد الإثيوبي معلومات سرية في 2011) … نشر في الوطن والإخوان يحكموا وهشام قنديل رئيس وزارة. طلع نفى هشام قنديل؟.. مطلعش كذب وهو رئيس وزراء.. سلموا البلد. خانوا وباعوا وهما السبب في المصيبة اللي إحنا فيها النهارده".

دحض الإدعاء

الكلام ده غير صحيح لعدة أسباب:
أولًا: مجلس الوزراء، نفى وقتها الكلام ده رسميا وقال إن ما نشرته الصحيفة “لا تمُت إلى الحقيقة، وتعتمد على وحي الخيال”، مش زي ما موسى قال إن هشام قنديل منفاش الكلام ده وقتها.

– هشام قنديل تقدم ببلاغ ضد مجدي الجلاد، بصفته رئيس تحرير جريدة الوطن حينها، وضد المهندس هشام النشوي. والنائب العام وقتها أمر بالتحقيق في البلاغ لكن بعدها مفيش أي أخبار عن نتيجة التحقيق ده.

ثانيًا: اسم الشركة الهولندية “دلتارس” مش “بلبادس” زي ما نشرت الوطن. وشركة “دلتارس” لم تضع تصميم سد النهضة، ولم تشارك في مشروع السد. ومتاح على موقعها المشاريع اللي شاركت فيها في كل بلد، ولم تشارك أصلا في مشاريع في أثيوبيا.

– الشركة المسؤولة عن تصميم وبناء سد النهضة بشكل رئيسي، هي شركة “ساليني إمبريجيلو” الإيطالية، وده مذكور على موقع الشركة الإلكتروني. وفي كمان شركات فرنسية وصينية مشاركة في مشروع السد.

– دليل آخر إن شركة “دلتارس” ملهاش علاقة ببناء السد؛ مصر وافقت سنة 2015 إن “دلتارس” نفسها وشركة أخرى فرنسية يكونوا مسؤولين عن الدراسات الفنية حول السد، لكن “دلتارس” انسحبت من المشروع وقالت إن السبب هو فرض شروط عليها لا تضمن “إجراء دراسة مستقلة عالية الجودة”.

– دليل إضافي على عدم علاقة شركة “دلتارس” بمشروع السد، هو اجتماع نائب وزير الخارجية المصري، مع سفراء دول إيطاليا وفرنسا والصين، في أكتوبر الماضي، للاحتجاج على استمرار عمل شركات من الدول دي في عمليات إنشاء السد رغم الخلاف المصري الإثيوبي حواليه، فلو كانت “دلتارس” مشاركة في المشروع، كان هيتم الاجتماع مع السفير الهولندي كمان. 

ثالثًا: أحمد موسى مش أول واحد يشوف خبر جريدة الوطن ده، بالفعل تم تقديم بلاغات رسمية إلى النائب العام، ضد رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل سنة 2013 و2014 وآخرها سنة 2019، بتهمة تسريب معلومات سرية ساعدت في تصميم سد النهضة، لكن لم يتم القبض على قنديل خلال كل هذه السنوات أو توجيه أي تهم إليه، وبالتالي واضح ان التحقيقات لم تصل لوجود أي صحة للكلام ده.

– قنديل اتحاكم فقط في قضية “الامتناع عن تنفيذ حكم قضائي بإلغاء خصخصة شركة النيل لحلج الأقطان”، وبعد الحكم عليه بالسجن سنة، تم تبرئته في النقض وخرج من السجن في يوليو 2014، ومن وقتها بيمارس حياته بشكل طبيعي داخل مصر 

رابعًا: الاتفاقية اللي فعلا عملتها الشركة الهولندية والمذكورة في في خبر الوطن المقصود بيها اتفاقية “تحسين الإنذار المبكر بالجفاف بأفريقيا (ديفورا)”، وهي مشروع مدعوم من الاتحاد الأوروبي لتحسين الإنذار المبكر والاستجابة للتخفيف من أثر الجفاف في أفريقيا، وتتولى شركة “دلتارس” تنسيقه، ومصر مشاركة في المشروع حصلت على تمويل منه قدره 213 ألف يورو، أما إثيوبيا غير مشاركة فيه، بحسب الموقع الرسمي للمفوضية الأوروبية المذكور فيه المشاركين.