– جريدة اليوم السابع اليوم السابع نشرت تقرير مطول من جزئين عن واقعة القبض على شخصيات سياسية تالت أيام العيد (السفير معصوم مرزوق، والباحث الاقتصادي رائد سلامة، والدكتور يحيي قزاز، استاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، وغيرهم) وبيحكو ان دول بيشتغلو لتنفيذ خطة من الإخوان المسلمين وعزمي بشارة بعد اجتماع في تركيا، بناء عليه اتبعتت التكليفات والتمويل للسفير معصوم مرزوق ليعلن مبادرته اللي كتبهاله الإخوان بغرض عمل مظاهرات واعتصام في ميدان التحرير يوم 31 أغسطس.. واختيار السفير مرزوق تم بعد ضمان “ولاؤه الكامل” للإخوان، و”من خلفه كان يقف أساتذته فى العمل السياسى، خاصة حمدين صباحى”.
***
الكلام ده بعيد تماماً عن الصحة للأسباب التالية⬇️⬇️:
1- اليوم السابع والمواقع اللي نقلت عنها بعدها ناشرة التقارير دي بدون أي مصادر، ولا حتى بيقولو ان ده مصدر أمني أو تحريات (مع ان ده ميخليهاش حقيقية) لكن هما حتى مكلفوش نفسهم يقولو كده.
وده غير ان أصلاً مفيش لسه تحقيقات نيابة لأنه بعد التحقيق المبدئي أول يوم تم تأجيل التحقيقات إلى يوميّ الأحد والاتنين، فازاي صحفي لوحده يعرف كل السيناريوهات دي قبل النيابة؟!
2- في التقرير جايبين سيرة أسماء زي عمار علي حسن وحمدين صباحي اللي بيقولو انه كان واقف ورا السفير معصوم في خطته، رغم ان الناس دي محدش قبض عليها ولا جاب سيرتها لا النيابة ولا الداخلية!
3- مستحيل يكون السفير معصوم عنده “ولاء كامل للإخوان” زي ما اليوم السابع بتوصفه من واقع حياته ومواقفه هوا واللي معاه:
– السفير معصوم كان ظابط صاعقة بالقوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وحصل على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى، وبعدها اشتغل دبلوماسي 30 سنة ممثلاً لمصر في الإكوادور ونيويورك والأردن أوغندا وفنلندا وإستونيا.
– في 2012 كان السفير معصوم في حملة حمدين صباحي ضد مرشح الإخوان محمد مرسي، وبعدها كان فاعل جداً في جبهة الانقاذ ضد حكم الإخوان، وكان من المشاركين بالدعوة إلى 30 يونيو.
– الدكتور رائد سلامة عضو الهيئة العليا بحزب تيار الكرامة، مسئول البرنامج الاقتصادي للمرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي، وبرضه كان في جبهة الإنقاذ المعارضة للإخوان.
– د.يحيي القزاز، كان أول الموقعين على بيان تمرد، وموقفه كان دايماً معارض جداً للإخوان، لدرجة إنه كتب في سبتمبر 2016 “بالرغم من رفضى للجنرال السيسي حاكما لمصر إلا ان إزاحته لحكم الإخوان من مصر يوم 3 يوليو 2013 هو يوم تاريخي مشهود، ومن اعظم أعماله… ومهما يتجاوز السيسي ويرتكب من خطايا إلا أن هذا اليوم سيظل شاهدا على عظمة فعله ومحسوبًا له”
يعني دول وغيرهم ناس تاريخهم ومواقفهم من الاخوان معروفة، وأفعال مش مجرد كلام عشان حد يقول خداع.
4- السفير معصوم أصلاً مكانش بيدعو للتظاهر والاعتصام وثورة جديدة يوم 31 ، في نص مبادرته بعد ما شرح بنود منها التحصين القضائي لكل من بالسلطة مقابل عقد استفتاء على الرئيس، كل اللي قاله لو مفيش استجابة أدعو “لمؤتمر” في التحرير من بعد الظهر إلى التاسعة مساءا، وده “تنسق له لجنة يتم تشكيلها من أحزاب المعارضة المصرية، وتكون سلطات الأمن مسؤولة عن توفير التأمين والحماية”، واللي حصل ان الأحزاب مستجابتش فآدي أول شرط للمؤتمر مش موجود، وحسب كلام ميسرة بنته هوا كان بيجهز اوراق التقدم بطلب رسمي للداخلية للتأمين لأنه ملتزم بكل القوانين، ومتوقع الرفض طبعا، وبالتالي واضح انه مكانش هيتعمل المؤتمر اصلا.
**رغم أننا هنا بنناقش كلام تقرير صحفي، لكن مهم ننوه إنه حتى لو ظهر بعدين جزء من هذا الكلام في صورة تحريات مقدمة من الداخلية للنيابة ده لا يجعلها حقيقة بنص حكم محكمة النقض أعلى محكمة مصرية اللي قالت :”إن تحريات الشرطه ليست كلها صحيحه ..وأن تحريات الشرطه لا تصلح وحدها أن تكون قرينه معينه أو دليلا أساسيا على ثبوت الجريمة”، وقالت كمان انه يجب على الضابط انه يقول مصدر تحرياته وإلا يبقى التحريات “مجرد رأى لصاحبها يخضع لاحتمالات الصدق والكذب”.
** ومهم كمان نشير إن السياق كله في القضية دي غير عادي لإنه مرتبط بشأن سياسي، والقضية مراحتش قضاء مدني أو حتى عسكري دي راحت نيابة أمن الدولة العليا، اللي بتحول المتهمين إلى “محكمة أمن الدولة طواريء”، ودي حسب المادة 11 من قانون الطواريء رئيس الجمهورية اللي بيعين قضاتها من 3 مستشارين استئناف، ويحق له كمان يضيف لهم ضباط، والحاكم العسكري (رئيس الجمهورية أو من يختاره) يصدق على الحكم، وهو فقط له حق تخفيفه أو الغاؤه.
** الكلام ده كله مش انحياز مننا لأي شخص أو طرف سياسي، رغم انه صعب جدا الكلام في القضايا المعقدة دي بحيادية، لكن احنا هنا اكتفينا بعرض المعلومات عن الأشخاص والقضية، وده ملوش علاقة بكل واحد رأيه ايه.