دحض الإدعاء
خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 27"، المنعقدة في شرم الشيخ في مصر، تزايد الحديث عن علاقة حقوق الإنسان بالتغير المناخي، والتأثيرات الكبيرة للتغيرات المناخية على الشعوب والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
التغيرات المناخية، تؤثر على حقوق البشر الأساسية، وحرياتهم، لأنها بتهدد كافة نواحي الحياة بداية من ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض، والفيضانات، والتصحر، ونقص المياه، والجفاف، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتعرض بعض الحيوانات للانقراض،
وكلها آثار تهدد الحياة البشرية.
عشان كدة حقوق الإنسان تتأثر نتيجة لتغير المناخ، وعلى المجتمع الدولي أن يضع في عين الاعتبار حقوق الإنسان في مواجهة تغير المناخ، بحسب الأمم المتحدة.
في هذا التقرير سنعرض أثر تغير المناخ على هذه حقوق الإنسان:
# ما هي حقوق الإنسان الأكثر تأثرا بتغير المناخ؟
يهدد تغير المناخ كافة الحقوق الإنسان الأساسية: مثل الحق في الغذاء، والحق في الصحة، والحق في العمل، والحق في السكن، والحق في الأمن (حيث تؤدي الظواهر البيئية إلى تفجر النزاعات وتدفع إلى الهجرة والنزوح نتيجة انهيار مقومات الحياة من منطقة لأخرى)، والحق في إيجاد مياه نظيفة.
# الحق في الصحة
-يؤثر تغير المناخ على أساسيات صحة الإنسان مثل الهواء النقي ومياه الشرب النظيفة والغذاء الكافي.
- تشمل المشاكل الصحية الرئيسية التي يتسبب بها تغير المناخ: اشتداد موجات الحر وارتفاع درجات الحرارة، والحرائق، وتفشي الأمراض المنقولة بالحشرات مثل الملاريا التي ينقلها البعوض للبشر.
كما يزيد من احتمال الإصابة بنقص التغذية، وفقدان السكان الضعفاء قدرتهم على العمل، ويؤدي إلى التهابات الجهاز التنفسي، والإسهال، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.
- منظمة الصحة العالمية تتوقع أن يتسبب تغير المناخ في موت 250 ألف شخص إضافي كل عام بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد بسبب ارتفاع الحرارة٫ بين عامي 2030 و 2050 .
# الحق في الغذاء
تغير المناخ يشكل تهديداً خطيراً للتمتع بالحق في الغذاء ويهدد جميع جوانب الأمن الغذائي، إذ يُحتمل أن يتعرض 600 مليون شخص إضافي لسوء التغذية بحلول عام 2080.
والأثر السلبي لتغير المناخ، مثل الاحترار العالمي، يؤثر على المحاصيل وتربية الماشية ومصائد الأسماك.
-ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، يتسبب تغير المناخ في حدوث جفاف وفيضانات وكوارث أخرى تحرم ملايين الناس في جميع أنحاء العالم من الحياة.
بلاد زي في نيجيريا وباكستان، حصل فيها فيضانات العام الماضي٫ والصومال شهدت جفاف شديد٫ وده أدي إلي تأثر ملايين الأشخاص.
ويتضرر من هذه الكوارث البيئية تقريبا 78% من فقراء العالم وأغلبهم يعيشون في الريف ويعتمدون على الزراعة وصيد الأسماك للبقاء على قيد الحياة.
# الحق في المياه
- من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى نقص في موارد المياه السطحية (الأنهار والبحيرات) والمياه الجوفية، والنقص في موارد المياه قد يتسبب في تنافس بين الناس للحصول على الماء؛ أي صراعات عنيفة قد تصل إلى حروب من أجل الماء بسبب احتياجه في الزراعة والصناعة وإنتاج الطاقة.
-ويعيش حالياً أكثر من 2 مليار شخص في بلدان تعاني من مشاكل في المياه.
وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة " يونيسف"٫ أنَّ طفلاً واحداً من كل أربعة أطفال – قرابة 600 مليون طفل – سيعيش في مناطق تعاني من مشاكل في المياه في عام 2040.
# الحق في سكن آمن ولائق
- تغير المناخ يتسبب في ظواهر طبيعية صعبة (مثل الجفاف والفيضانات) قد يدمر المنازل ويشرد الملايين من الناس٫ ما يؤثر عن حق الحصول على سكن لائق لكل إنسان.
عام 2018 الظواهر الجوية٫ أدت إلى نزوح مليون شخص.
خلال قمة المناخ COP26 العام الماضي 2021، المفوضيّة السامية للأمم المتّحدة نشرت تقريرا ركز على مناطق في أفريقيا (موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو والكاميرون والسنغال وغامبيا وغينيا وتشاد).
وأشار التقرير إلى أنّ درجات الحرارة في المنطقة ترتفع بمعدل 1.5 مرة أسرع من المتوسط العالمي. وصارت الفيضانات من الظواهر الطبيعية المتكرّرة، ويضطر الكثير من الناس إلى الرحيل والهجرة من منازلهم ولا يقدر بعض الناس على الهجرة، ما يؤدّي إلى ازدياد حالة الضعف التي يعيشونها أصلاً.
-كما أكد التقرير أنّ عواقب تغير المناخ والهجرة المرتبطة به على حقوق الإنسان في هذه الدول ليست مشكلة ستحدث في المستقبل، فهي تحدث بالفعل حاليا وتتطلب إجراءات فورية.
لماذا العدالة المناخية مهمة؟
العدالة المناخية في تعريفها البسيط، هي أن آثار المناخ يجب تحملها بشكل متساوٍ أو عادل، بين الأغنياء والفقراء، والنساء والرجال" ، والأجيال الأكبر سنًا والشباب.
كما هو واضح عبء تغير المناخ، يقع بشكل أكبر على سكان الدول النامية والفقيرة، في حين أن الدول الصناعية الكبرى، ومنتجي النفط والغاز هما أكثر المتسببين في كثير من الآثار السلبية على المناخ.
تشير دراسة حديثة أجرتها جامعة ستانفورد إلى أن فجوة الثروة بين أغنى دول العالم وأفقرها هي 25 ٪ أكبر مما كان يمكن أن يكون بدون تغير المناخ.
كمان تفتقر المجتمعات منخفضة الدخل إلى البنية التحتية الملائمة للصحة والسلامة للاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ المناخية.
من خلال العدالة المناخية، يشترط تركيز حول تغير المناخ على توزيع الموارد بشكل منصف على السكان الذين سيعانون أكثر من غيرهم.