مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

"ترامب يصنف الحكومة السورية الجديدة إرهابية"..أبرز المعلومات المضللة خلال الأسبوع

"ترامب يصنف الحكومة السورية الجديدة إرهابية"..أبرز المعلومات المضللة خلال الأسبوع

 

 تصدر هذه النشرة بالتعاون بين مجتمع التحقق العربي (AFH) و منصة رصيف22

 

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

 

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

ما بين إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحكومة السورية الانتقالية "إرهابية"، وصور مولدة بالذكاء الاصطناعي يدعي ناشروها أنها لهجوم حيوان الوشق المصري على جنود إسرائيليين قرب الحدود المصرية، وصولاً إلى معلومات مضللة انتشرت بشأن الاحتجاجات في تركيا، تعددت المعلومات الخطأ والمضللة التي راجت عربياً هذا الأسبوع، وفندتها منصات تدقيق معلومات عربية.

 

موقف الإدارة الأمريكية من النظام السوري الانتقالي 

ادعت حسابات وصفحات على منصة "إكس" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن الحكومة السورية الانتقالية "حكومة إرهابية".

دققت منصة "ترو بلاتفورم" السورية المتخصصة في تدقيق المعلومات التصريحات المنسوبة لترامب، وتوصلت إلى عدم وجود مصادر موثوقة نقلت هكذا تصريحات، فضلاً عن أن حسابات الرئيس الأمريكي لم تحتو على ما يدعم هذه المزاعم. 

 

وانتشرت هذه التصريحات المضللة عقب نشر قناة العربية تقريراً يشير إلى إعراب الإدارة الأمريكية عن قلقها إزاء تصرفات الحكومة السورية الجديدة. 

وفي سياق متصل، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تقريراً مرئياً يتضمن زعم مفاده أن أمريكا تعتزم وضع الساحل السوري تحت الحماية الدولية، تمهيداً لتقسيمه. 

تحققت "ترو بلاتفورم" من هذا الادعاء ووجدت أن التقرير المرئي يستند إلى منشور للكاتب والمحلل الأمريكي من أصول لبنانية، وليد فارس، الذي قُدم في التقرير على أنه "مستشار مقرب من ترامب". يشير المنشور إلى تداول مقترح في واشنطن وبروكسل حول تسمية الساحل السوري والمناطق الجبلية العلوية بـ"سوريا الغربية"، مع الادعاء بأن "المجازر الأخيرة هناك" قد تؤدي إلى استفتاء يحدد مستقبل هذه المناطق داخل الدولة السورية أو خارجها.

 

ونشر هذا التقرير بتاريخ 22 آذار/مارس 2025، على حسب XMedia؛ وهو حساب أنشأ قبل شهر على "فيسبوك"، ولا تعود ملكيته إلى أية وسيلة إعلامية رسمية أو موثوق بها.

كما أن فارس لم يعد يشغل منصب مستشار العلاقات الخارجية للرئيس الأمريكي، ويعرف نفسه في مقابلته الأخيرة بـ "خبير السياسة الخارجية". وبالعودة إلى منشوره، وجدت "ترو بلاتفورم" أنها محض توقعات من فارس، ولا تعكس أية تحركات رسمية أمريكية، على عكس ما تضمنه التقرير المرئي.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن تراقب تصرفات السلطات السورية المؤقتة في عدد من القضايا، قبل تحديد السياسة الأمريكية المستقبلية تجاه سوريا، داعية إلى تشكيل حكومة شاملة بقيادة مدنية يمكنها ضمان فعالية المؤسسات الوطنية واستجابتها وتمثيلها، ولم تتضمن هذه التصريحات أية خطط لتقسيم سوريا. 

 

"فواخرجي" تدافع عن الأسد


دافعت الممثلة السورية سُلاف فواخرجي، أثناء ظهورها في برنامج "أسرار" المذاع على قناة "النهار"،  عن نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، مدلية -في هذا السياق- بعدد من المعلومات الخاطئة والمضللة بشن سجن صيدنايا، ونظام الأسد.



 
 
 

دافعت الممثلة السورية سُلاف فواخرجي، أثناء ظهورها في برنامج "أسرار" المذاع على قناة "النهار"،  عن نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، مدلية -في هذا السياق- بعدد من المعلومات الخاطئة والمضللة بشن سجن صيدنايا، ونظام الأسد.

ادعت الفنانة السورية أنه لم يكن أحد يعرف قبل سقوط النظام ما يدور داخل سجن صيدنايا، غير أن منصة "متصدقش" المصرية المتخصصة في تدقيق  المعلومات نفت هذا الادعاء، مشيرة إلى تقارير حقوقية وشهادات ناجين وثقت على مدار الـ24 عاماً الماضية الانتهاكات التي تجري داخل "صيدنايا".

وقالت فواخرجي أن مسجونين بسجون "درعا" زعموا أن الأحداث التي أدت إلى اندلاع المظاهرات بها في 2011 كانت مفبركة، وهو ما بينت "متصدقش" زيفه، إذ أدى اعتقال وتعذيب عدد من الأطفال في درعا بسبب كتابتهم عبارات مناهضة للأسد إلى اندلاع المظاهرات بالمحافظة الجنوبية. وقابل الأمن السوري تظاهرات الأهالي المطالبة الإفراج عن الأطفال المعتقلين بالرصاص الحي، ما ادى إلى سقوط عشرات الضحايا.

ودافعت الممثلة المعروفة بتأييدها للنظام السابق عن الأسد، قائلة إنه كان يرفض وضع صور له في الشوارع، في حين أن المواطنين هم من وضعوا هذه الصور، وهو ما يتناقض مع وقائع أشارت إليها "متصدقش"؛ أهمها إجبار مواطنين على السجود لصورة الأسد، كما اعتقلت عناصر أمن طفلاً في آذار/مارس 2024، لتشويهه صورة الأسد الموجودة في كتاب مادة الاجتماعيات. 

كما ادعت فواخرجي أن جراج السيارات الفاخرة الذي تم تصويره عقب سقوط النظام تعود ملكيته لرجل أعمال وليس للأسد، وهو ما لم ينقل عبر أية وسيلة إعلام موثوق بها، على العكس من هذا، نقلت وسائل الإعلام فيديو الجراج، مشيرة إلى أنه التقط داخل القصر الرئاسي بدمشق عقب هروب الأسد منه في كانون الأول/ديسمبر 2024. 

 

الوشق المصري ينقض على جنود إسرائيليين


نشرت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور مدعين أنها لهجوم الوشق المصري على جنود إسرائيليين قرب الحدود المصرية.



 
 
 

نشرت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور مدعين أنها لهجوم الوشق المصري على جنود إسرائيليين قرب الحدود المصرية.

ورغم صحة واقعة هجوم الوشق على جنود إسرائيليين في قطاع غزة، إلا أن "صحيح مصر"، ومنصة "كاشف" الفلسطينية توصلا إلى أن الصور المتداولة مولدة بالذكاء الاصطناعي، وليست صور حقيقة.

ويظهر الوشق في الصور بحجم يقارب حجم النمر، في حين أن طول أنثى الوشق لا يتجاوز 65 سنتيمتراً، ويزن نحو 11 كيلوجراماً، بحسب مقال للدكتور عاطف كامل، الاستاذ بكلية الطب البطري.

 

كما كشفت أدوات فحص الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي؛ مثل: AI OR NOT وSIGHT ENGINE أنها صور الوشق المتداولة مولدة بالذكاء الاصطناعي. 

ونشر موقع Israel Hayum العبري مقطع فيديو لأنثى الوشق التي تتحفظ عليها السلطات الإسرائيلية عقب هجومها على الجنود. ويظهر المقطع اختلافات بين الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والصور الحقيقية للوشق الذي هاجم الجنود. 

 

حملة تضليل ممنهجة بشأن الاحتجاجات بتركيا

اندلعت في 19 آذار/مارس 2025 احتجاجات شعبية في تركيا على خلفية التحقيقات التي تطال رئيس بلديتها أكرم إمام أوغلو، في الوقت نفسه انطلقت حملة منسقة على وسم "#تركيا-تنتفض" تتنبأ بسقوط نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

كشف "مجتمع التحقق العربي" أن الحملة تتخللها معلومات مضللة، سواء من خلال نشر أخبار زائفة، أو تداول صور وفيديوهات خارجة عن سياقها، أو عبر التلاعب بالأوصاف والمصطلحات.

 

في مقدمة المعلومات المضللة، جاء منشور على عدة حسابات، يزعم أن "متظاهرين قاموا بإحراق القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول"، وهتفوا ضد إسرائيل وأمريكا. 

هذه المعلومة غير صحيحة، ولم ترد في أي مصدر إعلامي موثوق، لكن تم تداولها على نطاق واسع، وحققت نحو خمسة آلاف إعادة نشر.

كما نشرت حسابات مقطع فيديو يُزعم أنه يُظهر "مظاهرات ضخمة تحدث في إسطنبول"، مع تعليق يشير إلى أن "قنوات الجزيرة والعربية والشرقية لا تنقل ما يحدث". لكن بعد التحقق باستخدام أداة InVID وإلى جانب ما نقلته وكالة فرانس برس (AFP)، تبين أن المقطع يعود إلى زيارة البابا فرانسيس إلى دولة تيمور الشرقية في أيلول/سبتمبر 2024، وليس له أي علاقة بالأحداث في تركيا أو إسطنبول. بل تم تداول نفس الفيديو سابقاً في سياقات مضللة أخرى.