مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت وسائل إعلام كردية في سوريا والعراق، إلى جانب نشطاء وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، في 15 و16 من نيسانأبريل 2023، خبراً يفيد بإطلاق اسم كردستان على شارع في بلدة بمقاطعة كاتالونيا الإسبانية، دون ذكر المصدر أو تفاصيل شاملة. ونشرت الجهات التي تداولت الخبر، أكثر من صورة مرفقة ليافطة تحمل عبارة مكتوبة باللغة الكتالانية، نقلتها بعض وسائل الإعلام إلى العربية، بما معناه: شارع كردستان، شعب في جنوب غرب آسيا، لغته من أصول هندأوربية، مقسم بين تركيا وإيران والعراق وسوريا وأرمينيا، ومستمرون في نضالهم من أجل الاستقلال. لكن صحفيين شككوا في أن يكون الحدث جديداً، وأن رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوه عام 2012. فهل صحيح أن الخبر يعود لوقت سابق؟ وكيف أعادت وسائل إعلام نشر الصورةالخبر دون معلومات وافية؟ تحرى فريق  حقيقة الأمر، فأظهرت نتائج البحث أن الصورة صحيحة، وأن هناك شارعاً باسم كردستان يقع في بلدة ساباديل الإسبانية، كما أن ناشطاً كردياً عراقياً، نشر تسجيلاً مصوراً عن الشارع على قناته في موقع يوتيوب. وعبر استخدام تقنية البحث العكسي عن الصورة، كانت أقدم نتيجة، توصل إليها الفريق، لتداول الخبر على موقع فيسبوك، تعود لتاريخ 25 آبأغسطس 2012، على الرابط التالي:  كما أظهر البحث أن الخبر متداول باللغة التركية، وبالصيغة ذاتها التي تداولتها وسائل الإعلام الكردية.  لكن رغم التداول الواسع للخبر والصورة المرفقة، مؤخراً وفي العامين 2017 و 2012، إلا أن الخبر والمنشورات لم تكن توضح متى كانت التسمية؟، ومن الجهة المباشرة التي اسمت الشارع، و ما سبب  إطلاقها لهذه التسمية؟ بمتابعة البحث عبر استخدام اللغة الإسبانية، تبين أن صحيفة   الرائدة في كتلانيا، نشرت خبراً  على موقعها الإلكتروني، بتاريخ 27 آذارمارس 2017، يتمحور حول سبب اهتمام فضائية كردية بتسمية شارع في بلدة ساباديل باسم كردستان. ويشير الموقع إلى أن الشارع يقع في حي يسمى كان كامبوس ú ، وهو حي يضم شوارع أخرى سميت بأسماء مناطق، كالتيبت والصحراء الغربية. ويكشف الموقع أن المصادقة على خارطة شارع كردستان تمت في 28 حزيران 2000 في إطار تمدين هذا الحي الواقع غربي البلدة. وينقل الموقع عن مستشارة الثقافة في ساباديل، مونتسيرات شاكون قولها إن تسمية الشوارع بهذه الأسماء هو انعكاس ليس فقط لتاريخ وثقافة وتقاليد المدينة، ولكن هي أيضاً مساحة للتعبير عن رغباتنا واهتماماتنا وقيمنا. وتضيف شاكون: ليس من المستغرب أن يكون لبلدية ساباديل الكاتالونية شارع مخصص باسم كردستان، في وقت نتشارك فيه مع الكرد، الافتقار إلى دولتنا مستقلة. ويشير موقع الصحيفة إلى أن معجم التسميات في بلدة ساباديل يضم أسماء مناطق وبلدان أخرى أو حتى شخصيات دافعت عن الحرية والكرامة الإنسانية. استعان فريق  أيضاً بمصدر كردي سوري، كان مقيماً في إسبانيا لـ 8 سنوات، للتحقق أكثر من المعلومات، فأضاف أن الشارع لا يعد من الشوارع الرئيسية في البلدة، التي تضم أسماء لمناطق وشعوب تطالب بحقها في تقرير المصير، وأن أول انتشار لصورة يافطة الشارع، على مواقع التواصل الاجتماعي يعود إلى عام 2012، وأن إعادة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وتحولها إلى ترند، يتم بين فترة وأخرى. في المحصلة توصل فريق إلى جملة من النتائج: تعود تسمية شارعٍ باسم كردستان في بلدة ساباديل الإسبانية إلى عام 2000. جاء ذلك في إطار مخطط لتوسيع البلدة التي تقع شمال غرب مدينة برشلونة الإسبانية. بلدية ساباديل اسمت الشارع باسم كردستان في وجه للتضامن الرمزي مع الشعب الكردي، على اعتبار أن الكتالان يمتلكون أيضاً نزوعاً لإنشاء كيان مستقل. شارع كردستان من الشوارع الفرعية في حي غرب البلدة، يضم شوارع أخرى مماثلة تحمل أسماء بلدان ومناطق كالتيبت والصحراء الغربية. لم تشر غالبية المصادر التي تداولت الخبر والصورة المرفقة إلى المصادر التي اعتمدتها في النشر، وهو ما يعد إغفالاً للمصدر.  نشرت وسائل الإعلام الكردية الخبر والصورة، على أساس أن الحدث جديد، معتمدة على وسائل التواصل الاجتماعي دون التحقق من صحته أو مصدره، أو حتى الإجابة بما يكفي عن الأسئلة الستة التي يحتاجها تحرير الخبر ليغدو مكتملاً وأكثر قابلية للنشر، بالتالي نجد أن الخبر غير مكتمل السياق وأن نشره يعد ضرباً من التضليل.
نشر الكاتب والناشط السياسي السوري، نبراس دلول، في 26 آذارمارس 2023 على حسابه في موقع فيسبوك منشوراً يبدي فيه رأيه حول ما شهده لبنان من حالة اصطفاف طائفي على خلفية  قرار الحكومة اللبنانية تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي مدة 25 يوماً، بداعي مراعاة الصائمين في شهر رمضان. الرابط وقال دلول: كان الله في عون المسلمين في لبنان على غلاظة وسماجة وثقل دم المسيحيين هناك. فمسألة التوقيت عدا عن أنها مسألة سيادية بحتة، هي مسألة تقنية، .. الرابط وكان القرار قد لاقى اعتراضاً من جانب الكنيسة المارونية، والتيار الوطني الحر، وحزب القوات اللبنانية، أبرز الأحزاب المسيحية، إضافة إلى وسائل إعلام لبنانية، كما تسبب بإثارة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وصل إلى حدّ التحريض الطائفي أحياناً، ما دفع الحكومة اللبنانية إلى التراجع عن القرار بعد نحو 48 ساعة من إصداره. الرابط وأضاف الكاتب: العقل المسيحي اللبناني عقل مريض كما هي جماعات هذا الشرق عموماً مسلمة ومسيحية.. فهل يتضمن المنشور خطاب كراهية؟ يصف الكاتب في بداية منشوره المسيحيين في لبنان بـالغلاظة والسماجة وثقل الدم، وفيه تعميم واضح، لأنه يضعهم كمجموعة دينية في مقابل المسلمين، بالقول: كان الله في عون المسلمين في لبنان.. وغفل المنشور عما يشكله المسيحيون في لبنان من مجموعة كبيرة متنوعة من الطوائف والأحزاب والتيارات السياسية والفكرية والثقافية، وقد يكون من بينهم من لا يصنفون أنفسهم على أساس طائفي أو ديني. ورغم أن المنشور ينتقد العقل الجمعي في فقرته اللاحقة لـجماعات المشرق مسلمة ومسيحية، إلا أن ذلك لا يعفي الكاتب من الازدراء والتعميم في مقدمة المنشور ولغته التي تهين شريحة كبيرة من اللبنانيين. ولم يلقَ المنشور سوى 22 تفاعلاً وأربعة تعليقات، وهو ما يخفف من تأثيره في إثارة الكراهية، إلا أن استخدام هذا الخطاب من جانب كتاب ونشطاء سياسيين وفاعلين في الشأن العام، قد يساهم في تقويض التماسك الاجتماعي ويرسي أسساً للعنف و إثارة الكراهية أو الطائفية التي عانت منها لبنان كما سوريا وعموم المنطقة، والتي تلقى رواجاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.  في النتيجة يمكن تصنيف المنشور ضمن خانة خطاب الكراهية وفق معايير فريق  .