مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

العالم يحتفي باليوم العالمي لتدقيق الحقائق

العالم يحتفي باليوم العالمي لتدقيق الحقائق
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr
تقرير لصحيح مصر عن اليوم العالم لتدقيق الحقائق

الإدعاء

تقرير لصحيح مصر عن اليوم العالم لتدقيق الحقائق

دحض الإدعاء

كان الأمر في البداية مجرد دعابة، يحل الأول من أبريل ومعه "كذبة جديدة"، سرعان ما تنتشر بين الناس، وفي نهاية اليوم يفصح مطلقها عن الحقيقة، ولكن الأكاذيب والشائعات لم تعد مجرد مزحة عابرة تأتينا من عام لآخر، بل باتت "صناعة متنامية في القرن الـ21" بحسب وصف صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير نشرته قبل شهر واحد [1]، وخُصص لمجابهتها يومًا دوليًا في 2 أبريل من كل عام [2]. ✅ أحدث الأمثلة على أن الأكاذيب أخطر مما قد يعتقد البعض، كانت مأساة جائحة كورونا التي ضربت العالم قبل حوالي ثلاثة أعوام، إذ صاحب الجائحة الكثير من الأكاذيب والادعاءات المُضللة. في ذروتها نددت منظمة الصحة العالمية بأننا "لا نحارب وباء فقط، بل نحارب المعلومات الوهمية عن الوباء كذلك" [3]، في إشارة إلى الأخبار المزيفة التي انتشرت "بسرعة وسهولة أكثر من هذا الفيروس"، حد أن أفاد 80% من المستهلكين الأمريكيين بتعرضهم لأخبار مزيفة عن الوباء كادت أن تعرض حياتهم للخطر، وحياة البشر جميعًا. [4] ✅ قبل حلول كورونا بحوالي 100 عام، وبالتحديد في مطلع القرن العشرين، زاد الوعي بضرورة مجابهة الأخبار المضللة والكاذبة، عبر التحقق منها ودحضها، ولكن لم يكن وقتها ظهرت وظيفة مدقق الحقائق [5]. ✅ تعود جذور هذا الوعي بالتدقيق إلى عصر سمي بـ"الصحافة الصفراء" الأمريكية، حيث تراجعت الحقيقة لحساب موضوعات الفضائح والإثارة، بغية تحقيق ملاك تلك الصحف لأرباح هائلة، قبل أن يكتسب علم تدقيق الحقائق شرعيته كمهنة لها احترامها، مع توظيف مجلة "تايم" محررين مختصين في مراجعة المقالات وتدقيقها قبل النشر [5]. 📌 لكن مع سطوة وسائل التواصل الاجتماعي في القرن الواحد والعشرين، ومساهمتها الكبيرة في انتشار الأخبار المزيفة، تضاعفت أهمية تلك المهنة وأهمية التعريف بها. ✅ في العام 2014، طُرحت لأول مرة فكرة إنشاء يوم دولي للتوعية بأهمية تقصي الحقائق، في مؤتمر للصحفيين ومدققي الحقائق المحترفين في كلية لندن للاقتصاد، إدراكًا منهم للخطر الذي باتت تشكله ظاهرة التضليل على مستقبل البشر. 📌 فيما زاد انتشار الأخبار الزائفة حول الانتخابات الأمريكية في 2016 من زخم الفكرة، ليتم تدشين أول احتفال رسمي باليوم الدولي لتقصي الحقائق في 2 أبريل 2017. ✅ والتاريخ لم يأت من قبيل المصادفة، بل كان به من الرمزية بغية إنجاح الفكرة، فإذا كان العالم قد اختار 1 أبريل للاحتفال بالكذب، بات عليه أن يُلحقه في اليوم التالي بآخر لتقصي الحقائق. ✅ تأتي أهمية اليوم الدولي لتقصي الحقائق، من سعيه للتوعية بأهمية التعامل مع الأخبار بالطريقة الصحيحة، ووقف انتشار المعلومات الخاطئة، لاجتثاث الفساد والدعاية التي قد تكون ضارة. ✅ والدور الأكبر يقع على عاتقك، فخطوتك الأولى على طريق الوعي، هو أن تجرب إجراء فحصًا للحقائق بنفسك، والأمر ليس بالصعب أبدًا، وعليك اختبار ذلك، فما عليك إلا أن تستخدم بعض الأدوات البسيطة للتحقق من المعلومة المقصودة، مثل البحث عبر جوجل. ✅ دور آخر لا يقل أهمية، يتمثل في دعمك لمنظمات تدقيق الحقائق، عبر المساهمة في التعريف بمجهوداتهم ونشر أعمالهم على أوسع نطاق. ✅ فنحن على سبيل المثال في صحيح مصر نعمل على تدقيق تصريحات المسؤولين والسياسيين وصناع القرارات المؤثرة على حياتنا جميعًا، ولا نهدف من وراء القصد إلا البحث عن الحقائق وكشف الأكاذيب، وأنت أيضًا دورك لا يقل أهمية عنّا.