مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

الأسبرتام قد تسبب السرطان

الأسبرتام قد تسبب السرطان
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr

الإدعاء

منذ ثلاثة أيام، وتداول وكالة الأنباء أخبارًا عن كشف جديد يضم مادة التحلية الصناعية "الأسبرتام" -المستخدمة في بعض المنتجات منخفضة السعرات الحرارية مثل كوكاكولا زيرو- مادة محتملة للتسبب في الإصابة بالسرطان. لذا يتناول صحيح مصر في هذا التقرير كل المعلومات المتاحة عن تلك المادة المُصنعة، واستخدامها في منتجات الحمية الغذائية والمشروبات.

دحض الإدعاء

ما هي مادة الأسبرتام؟ = هي مادة بديلة للسكر، تعطي مذاق أحلى من السكر بأكثر من 3000 مرة، ولكن سعراتها الحرارية ضئيلة للغاية مقارنة بأي محلي آخر، لذلك تستخدم في المواد المخصصة للحمية الغذائية والتخسيس. (1) = وتعد الأسبرتام أكثر مادة مُحلية انتشارا في العالم، وذلك لضآلة ما تحتويه من سعرات الحرارية، إذ تصل إلى 4 سعرات حرارية لكل جرام، وفق الموقع الإلكتروني للهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية. = وتدخل الأسبرتام في صناعة بعض المشروبات الغازية منخفضة السعرات مثل كوكاكولا زيرو، وعلكة إكسترا وبعض مشروبات سنابل، بخلاف آلاف المنتجات الأخرى المنتشرة حول العالم. = سمحت وكالة الأغذية الأمريكية باستخدام الأسبرتام في المنتجات الغذائية في الثمانينات قبل أن تتيح استخدامها في المشروبات، وبعدها بدأت تسمح بها الدول الأوروبية واحدة تلو الأخرى، حتى أصبحت الأكثر انتشارا في العالم، ولكن رغم ذلك ظلت الشكوك تحوم حول خطورته على صحة الإنسان، ومدى جدواها. = ووضعت المنظمات الصحية تحذيرات من الإفراط في استخدامها يوميًا، فيما حددت هيئة سلامة الغذاء بأوروبا EFSA الحد الأعلى للاستهلاك اليومي من الأسبرتام بـ 40 مليجرام لكل كيلوجرام واحد من وزن الجسم. = وفي مصر، حذر جهاز حماية المستهلك السيدات الحوامل والمرضعات والأطفال أقل من ثلاث سنوات من تناول أي منتجات تحتوي على تلك المادة، وقال الجهاز في بيان رسمي: "يفضل عدم تناول تلك الفئات الأغذية المحتوية على الأسبرتام". (2) = ولكن رغم تلك التحذيرات من الإفراط في تناولها، كانت المنظمات الصحية الدولية تنفي دائما أن تكون الأسبرتام مسببًا محتملًا للسرطان، حتى طرأ تغيير قبل ثلاث أيام. ** ما الذي تغير؟ = يوم 29 يونيو الماضي 2023، نشرت وكالة الأنبار رويترز انفرادًا، أن وكالة أبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، إن مُحلّي الأسبارتام مصدر مُسرطن محتمل. (3) = ونشرت الوكالة أنها تحدثت إلى مصدرين علميين مطلعين على دراسة أجراتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية، وخلصت إلى نتيجة مفادها أن "الأسبرتام من المحتمل أن يكون مادة مسرطنة للإنسان". = ولكن هذا الحكم ليس نتائج نهائية، إذ تنتظر منظمة الصحة العالمية، تقرير لجنة الإضافات الغذائية، والتي تكمل عمل منظمة أبحاث السرطان، وتحدد الظروفات والكميات ومستويات التعرض التي يمكن أن تحدث معه الضرر "السرطان". = ووفقًا لبلومبيرج، من المنتظر أن تصدر منظمة الصحة العالمية تقريرين يقيّمان مدى سلامة مادة "الأسبرتام" في يوليو الجاري، على أن يتضمن التقرير الأول مخاطر المادة المسببة للسرطان، في حين يتضمّن التقرير الثاني مخاطر الاستهلاك اليوميّ للمادة، وآثارها الضارة المحتملة الأخرى. * هل هذا هو التحذير الأول من مخاطر تلك المادة؟ = في نوفمبر 2011، كشفت دراسة لعلماء من المستشفى العام في ماساتشوستس بالولايات المتحدة، ونُشرت في دورية "Applied Physiology Nutrition and Metabolism" عن أن تناول المنتجات التي تحتوي على مادة الأسبرتام من الممكن أن يأتي بنتائج عكسية، إذ تمنع الجسم من خفض الوزن وتزيد من نسبة السكر في الدم. (4) = وأشارت الدراسة إلى أن المادة تمنع عمل إنزيم "الفوسفاتاز القلوي"، والذي يقوم بدوره في منع تكدس الدهون وظهور مرض السكري ويمنع أيضا ظهور اضطرابات المتلازمة الأيضية، لذلك استنتجت الدراسة أن الأسبرتام لا تقوم بدورها الأساسي في الحمية الغذائية، بل ويمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن. nan