مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

فيديوهات وصور ترحيل مصريين من ليبيا صحيحة.. وهذه حقيقة ما يحدث

فيديوهات وصور ترحيل مصريين من ليبيا صحيحة.. وهذه حقيقة ما يحدث
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
Matsda2sh

الكاتب

Matsda2sh

دحض الإدعاء

- خلال اليومين الماضيين، انتشرت مقاطع فيديو وصور متعددة، مع تعليقات تشير إلى إعادة مئات المصريين من ليبيا عبر الحدود البرية المشتركة بين البلدين.

- تظهر مقاطع الفيديو والصور مئات الأشخاص بينهم مصريين يسيرون على الأقدام أو محمولين في شاحنات، وسط حضور لافت لقوات أمن تابعة لحرس الحدود الليبي.

- بحسب وسائل إعلام ليبية، يجري ترحيل مهاجرين غير شرعيين ومهربين بينهم مصريين، وصلوا عبر الصحراء الحدودية المشتركة بين البلدين، وتظهر في الفيديوهات بوضوح اللهجة المصرية للمُرحلين.

- فريق #متصدقش حلل الصور والفيديوهات المنتشرة، وكشف مطابقة الأماكن والعلامات البارزة بما تظهره "جوجل إيرث" و "جوجل ماب"، وبما نشرته وسائل الإعلام الليبية على أنها التقطت في مدينة امساعد التي تبعد مسافة 14 كيلومتر فقط عن معبر السلوم البري، الذي يربط مصر وليبيا.

- النقطة التي التقط فيها فيديو مئات المهاجرين يسيرون على الأقدام هي بالقرب من منطقة الحظيرة الجمركية القديمة التي تبعد عن الحدود المصرية مسافة 4.5 كيلو متر.

- كما تظهر الصور شاحنات وسيارات محملة بمئات الأشخاص داخل مقر تأكدنا من مطابقة الصور أنه مبني مديرية أمن امساعد.

- تظهر الصور والفيديوهات بعض المحتجزين ورجال الأمن يرتدون ملابس شتوية، يرجع ذلك إلى برودة الطقس في هذه المنطقة الحدودية، وخاصة فترة المساء، إذ تصل درجة الحرارة إلى أقل من 15 درجة مئوية بحسب موقع weather.com.

❓ماذا حدث؟

- يوم الثلاثاء، 30 مايو 2023، وقعت اشتباكات بين قوات حرس الحدود الليبية التابعة للواء خليفة حفتر، قائد قوات شرق ليبيا، وبين أهالي بلدة امساعد الحدودية، بسبب أنشطة التهريب.

- وسائل الإعلام محلية، ذكرت أن سبب الاشتباكات مقتل الطفل أحمد الحبوني، نتيجة إطلاق قوات حرس الحدود النار على سيارة يشتبه أنها تقل أحد المهربين.

- نتيجة الحادثة اشتبك الأهالي مع قوات حرس الحدود، وحرقوا عددًا من الآليات العسكرية لقوات حرس الحدود، مما أدى إلى توجه قوة أمنية للمنطقة للسيطرة على الوضع، وركزت الحملة على تجار التهريب والمخدرات، بحسب وسائل إعلام وصحفيين لييين.

- قبل يومين من انتشار مقاطع الفيديو والصور، داهمت قوات حرس الحدود التابعة لخليفة حفتر، مقرات في بلدة امساعد، واحتجزت أطنانًا من المواد الممنوعة، وأوقفت مئات المهاجرين المصريين غير النظاميين لإعادتهم إلى مصر عبر حدود السلوم، بحسب بوابة الوسط الليبية وشبكة أخبار ليبيا.

- بلدة امساعد من المناطق التي تشهد اشتباكات متكررة بين الأهالي وقوات حرس الحدود نظرًا لانتشار عمليات التهريب من خلالها، وتقول بوابة الوسط الليبية إن عددًا من المصريين تسللوا عبر الحدود إلى بلدة امساعد ولكن تم إرجاعهم.

❓ لماذا يهاجر مصريون إلى ليبيا؟

- منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تحولت ليبيا إلى نقطة انطلاق رئيسية لآلاف المهاجرين الذي يحاولون الوصول إلى أوروبا هربًا من الفقر. فاقم الأمر، نجاح مصر في منع الهجرة غير الشرعية عبر سواحلها منذ العام 2016.

- أصبحت الحدود الصحراوية مع ليبيا هي أقرب نقطة وصول للمصريين إلى أوروبا، إذ استقبلت إيطاليا في عام 2022 أكثر من 100 ألف مهاجر، و تصدرت مصر قائمة البلدان الأصلية للمهاجرين، حيث وفد منها نحو 20 ألف و509 شخص، بحسب وزارة الداخلية الإيطالية.

- ويقيم نحو 52% من المهاجرين المصريين في شرق ليبيا، بينما 43% في الغرب، ونسبة 5% في الجنوب، وققًا لتقرير وكالة الاتحاد الأوروبي للهجرة، الذي أشار إلى أن بعض المصريين يقيمون في ليبيا فترات أطول قد تصل لأكثر من عامين قبل الهجرة إلى أوروبا.

- وتشير قناة الوسط الليبية إلى أن بعض المصريين المتسللين يعملون في تجارة التبغ ويٌعرفون باسم "سماسرة التبغ"، إذ تنشط عمليات تهريب التبغ عبر الحدود إلى مصر أو إلى تونس وأوروبا.

- لكن الهجرة من ليبيا إلى أوروبا ليس نهاية المطاف، حيث تظهر إحصاءات منظمة الهجرة الدولية، اعتراض آلاف المهاجرين غير الشرعيين في أوروبا وإعادتهم إلى ليبيا، ففي العام 2022 تم إعادة أكثر من 24 ألف مهاجر إلى ليبيا، وإعادة أكثر من 32 ألف مهاجر في 2021، وفي الفترة ما بين 21 إلى 27 مايو 2023، تم اعتراض 726 مهاجرًا إلى أوروبا وإعادتهم إلى ليبيا مرة أخرى