---

دحض الإدعاء

سياق العام: في سياق تصريحات مجتزأة من سياقها لوزير الحكم المحلي الليبي بحكومة الوحدة الوطنية بدر الدين التومي ، بشأن تبني توطين المهاجرين في ليبيا، تداولت منصات التواصل الاجتماعي ادعاءات منسوبة للوزير خلال لقائه مع رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، نيكوليتا جيوردانو، بتاريخ 8 مارس الماضي ، هذه الادعاءات أثارت غضبًا وجدلاً واسعًا في الشارع الليبي، مما أدى إلى حالة من القلق والاستياء بين المواطنين بشأن الاشتباه في أن الاجتماع ناقش مشاريع تهدف إلى توطين المهاجرين. ورغم أن وزارة الحكم المحلي بحكومة طرابلس ، قد أصدرت بيانًا نفت فيه المزاعم المتداولة حول الاجتماع بين الوزير التومي ورئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة جيوردانو وأفادت بأن الوزارة لم تتناول إدماج المهاجرين السريين في البلديات الليبية أو تنفيذ مشاريع لتوطينهم، وأن الاجتماع كان يهدف إلى التعاون مع المنظمة الأممية لدعم البلديات في تنظيم وإدارة النزوح الداخلي للمواطنين الليبيين الذين نزحوا من مناطقهم خلال سنوات النزاع. واتهمت الوزارة في بيانها جهات لم تحددها بتحريف مضمون الاجتماع لإثارة البلبلة والتشويش على الرأي العام، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لردع ردات الفعل الرسمية بالاضافة إلى الشارع الليبي. على إثر ذلك، ندد ناشطون بتنظيم مظاهرات رافضة لهذه الخطوة، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على الهوية الليبية والنسيج المجتمعي. كما طالبوا بمحاكمة المسؤولين المتورطين في هذه التصريحات إقالتهم فورًا من مناصبهم، تعبيرًا عن رفضهم لأي محاولة تهدف إلى تغيير الواقع الاجتماعي والسياسي في البلاد. وفي سياق متصل، كشفت منصة “أمريكان ثينكر” في 2 مارس 2025، استعداد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة لاستقبال ما بين 100 إلى 200 ألف لاجئ من غزة وتوطينهم في ليبيا، ضمن مقترح هدفه كسب دعم الإدارة الأمريكية بعد رفض مصر والأردن استقبال لاجئي غزة، إلا أن الحكومة نفت صحة هذه التسريبات. وفي تطور مثير للجدل، كشفت شبكة CNN الأمريكية في 1 مايو 2025، عن محادثات سرية جرت بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين ليبيين وروانديين، تتعلق بخطة لإرسال مهاجرين وطالبي اللجوء، بما في ذلك أصحاب سوابق جنائية إلى ليبيا، ضمن ما يُسمى باتفاقية “الدولة الثالثة الآمنة” ويأتي هذا بعد توقيع ترامب أمرًا تنفيذيًا في يناير 2025 يوجه فيه كبار المسؤولين لتسهيل التعاون الدولي واتفاقيات إرسال طالبي اللجوء إلى دول أخرى. وفي نفس السياق نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة قد ترحل مهاجرين إلى ليبيا لأول مرة هذا الأسبوع، وأن الجيش الأميركي قد ينقل المهاجرين جوا إلى ليبيا يوم الأربعاء الموافق 7 مايو الجاري ، إلا إن الرحلة ألغيت بعدما كانت مجدولة وفقاً لبيانات الملاحة الجوية لـ أداة فلايت رادار. الادعاءات المتداولة حول الترحيل القسري إلى ليبيا: 1. وصول الدفعة الأولى للمرحلين إلى ليبيا نقلت عدة صفحات على منصات التواصل الإجتماعي صورة تزعم أنها تظهر المجموعة الأولى للمهاجرين الذين تم ترحيلهم من أمريكا إلى ليبيا في سياق توطين المهاجرين في ليبيا. نشر الادعاء على صفحة “يوميات ليبي وليبية ” في خضم تصاعد الادعاءات المضللة التي تتعلق بتوطين المهاجرين والمرحلين من أمريكا إلى ليبيا: وبالبحث تبين أن الادعاء المتداول مضلل، فهذه الصور مجتزئة من مقطع فيديو منشور على منصة يوتيوب بتاريخ 12 فبراير 2025، ويظهر عصابات في سجن سيكوت “CECOT” والذي يعتبر أشد سجون العالم صرامة بجمهورية السلفادور وليست لمجرمين في دولة أمريكا ليتم نقلهم إلى ليبيا. 2. استقبال المهاجرين من أمريكا في مطار بنينا نقلت عدة صفحات على منصات التواصل الإجتماعي صور تزعم أنها تظهر تجهيزات في مطار بنينا والابرق أثناء استقبال مهاجرين من أمريكا. نشر الادعاء على صفحة “تك يحرق كل شي” في خضم تصاعد الادعاءات المضللة التي تتعلق بتوطين المهاجرين والمرحلين من أمريكا إلى ليبيا: وبالبحث تبين أن الادعاء المتداول مضلل، حيث تعود إحدى الصور إلى سجناء سجن سيكوت “CECOT” بجمهورية السلفادور وليست لسجناء في دولة أمريكا ويمكن التثبت من صحته من خلال هذا المقطع المنشور على منصة يوتيوب بتاريخ 12 فبراير 2025. أما الصورة الثانية قديمة، و وفقاً لوكالة رويترز فهي تعود لمهاجرين فنزويليون يصلون بعد ترحيلهم من الولايات المتحدة، في مطار سيمون بوليفار الدولي، في مايكويتيا، فنزويلا، بتاريخ 23 أبريل 2025، ويمكن التثبت من صحة المعلومة من هنا: رويترز الصورة الثالثة فهي مصممة بالذكاء الاصطناعي ويمكن إثبات ذلك في هذه النقاط: ● تبدو تضاريس الطائرة (الهيكل) واضحة جداً، على عكس أشكال الأشخاص في بداية الصورة، التي تظهر ملامحهم مشوهة وغير واضحة، ومدمجة بطريقة مريبة. هذه الحالة تمثل إحدى السمات الرئيسية للصور المولدة بالذكاء الاصطناعي. ● توجد تشوهات في تصميم الطائرة وضبابية في بعض أجزائها، رغم وضوح أجزاء أخرى. وهذا يشير إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء الصورة. ● ثالثاً: تبدو الأرض متناسقة في بعض الأجزاء، بينما تظهر متعرجة ومشوهة في أجزاء أخرى، مما يدل على استخدام الذكاء الإصطناعي في التصميم. 3. فيديو يزعم توثيق إفادات مهاجرين يتم ترحيلهم إلى شمال أفريقيا وتحديدا إلى “مصراتة” نقلت عدة صفحات على منصات التواصل الإجتماعي مقطع فيديو يزعم أنه يوثق إفادات مجموعة من المهاجرين الذين يتم ترحيلهم إلى شمال أفريقيا وإفادة أحدهم بأنهم سيرحلون إلى مدينة مصراتة بدلاً من بنما، نشر الادعاء على صفحة “تحرير العاصمة” في خضم تصاعد الادعاءات المضللة التي تتعلق بتوطين المهاجرين والمرحلين من أمريكا إلى ليبيا: وبالبحث تبين أن الادعاء المتداول مضلل، حيث قادنا البحث بالكلمات المفتاحية الى تقرير مصور نشرته قناة NBC News بتاريخ 9 مارس 2025 يظهر مهاجرين مرحلين من الولايات المتحدة الأمريكية إلى بنما مرفق بالترجمة الصحيحة والتي تم التلاعب بها في الإدعاء المتداول باللغة العربية لتبدو وكأنه يتحدث عن القدوم إلى مدينة مصراتة: 4. هل وصلت طائرة أمريكية تحمل المهاجرين إلى مطار مصراتة في 7 مايو 2025؟ تداولت صفحات عدة من بينها “صوت الشارع” ادعاء مفاده وصول طائرة شحن عسكرية أمريكية إلى مطار مصراتة في إطار توطين المهاجرين في ليبيا. وأن الطائرة من طراز Lockheed Martin C-130J تحمل رقم التسجيل 06-4631 قادمة من قاعدة Naval Air Station Sigonella في إيطاليا. بالاعتماد على بيانات موقع Flightradar24، رصد فريق فالصو هبوط طائرتين عسكريتين من طراز C-130J في مطار مصراتة خلال يومين متتاليين. الأولى طائرة مملوكة للحكومة الإيطالية تحمل رقم التسجيل MM62181، أقلعت من مطار بيزا الإيطالي وهبطت يوم الثلاثاء 6 مايو 2025. أما الطائرة الثانية فكانت مملوكة للسلطات الامريكية، ورقم تسجيلها 06-4631 أقلعت من قاعدة سيغونيلا الجوية في إيطاليا الساعة 07:53 صباحًا يوم الأربعاء 7 مايو، وهبطت في قاعدة الكلية الجوية بمصراتة الساعة 11:20 ظهرًا، ثم غادرت بعد 40 دقيقة باتجاه قاعدة سيغونيلا. مايوضح ان تصريحات منصة “حكومتنا” التابعة لحكومة الوحدة الوطنية أن الطائرة التي هبطت يوم 7 مايو تعود ملكيتها للحكومة الإيطالية، تتعارض مع بيانات التتبع التي تؤكد أنها أمريكية. وحتى الآن، لم تُصدر أي جهة رسمية، ليبية أو أمريكية، توضيحات حول سبب هبوط الطائرة أو طبيعة حمولتها، ما يثير تساؤلات بشأن دقة التصريحات الرسمية خاصة في ظل نفي الحكومة لأي تنسيق مع واشنطن بخصوص ترحيل المهاجرين إلى ليبيا.