◾ حصل فريق #متصدقش على صور وفيديوهات لمراكب صيد، تعمل في بحيرة البردويل بمحافظة شمال سيناء، اليوم الجمعة 1 نوفمبر 2024.
◾ وبدأ صيادون من ميناء النصر بالبحيرة، صباح الجمعة، إنهاء الإجراءات الإدارية، وتصاريح "مخابرات حرس الحدود"، تمهيدًا للتوجه نحو البحيرة، والصيد، بعد انتهاء عطلتها الأسبوعية التي تمتد ليومي الأربعاء والخميس.
◾ وأكد اثنين من صيادي البحيرة، أن مراكب الصيد تحركت بشكل طبيعي من مراسي السفن الثلاث (التلول- النصر - إغزيوان)، بعد انتهائها من التصاريح المعتادة والاجراءات الإدارية.
◾ وكانت شائعات انتشرت، خلال الأسبوع الماضي، عن وقف الصيد وبيع "البحيرة" للإمارات، بعد زيارة مسؤول من جهاز مستقبل مصر، التابع لسلاح القوات الجوية.
➖ فريق #متصدقش تحدث إلى اثنين من الصيادين لمعرفة تفاصيل الاجتماع مع مسؤول "مستقبل مصر"، وتتبع أسباب انتشار شائعات بيع البحيرة للإمارات، في التقرير التالي: ⬇️⬇️
⭕ تفاصيل زيارة "مستقبل مصر" وتعليمات الصيد الجديدة
◾ خلال اجتماع المسؤول مع الصيادين، يوم الثلاثاء الماضي، شدد على منع صيد أسماك الصغيرة، والصيد الجائر، وأعلن أنه من غير المسموح صيد الأسماك الأقل وزنًا من 300 جرام، كما تحفظ على الأسماك المعروضة في "ميناء النصر" من الأوزان القليلة، وفق اثنين من صيادي البحيرة تحدثوا لـ#متصدقش.
◾ جمال أبو طه، أحد صيادي ميناء النصر ببحيرة البردويل، قال لـ#متصدقش: "المسؤول شدد على التعليمات وحدد وزن الأسماك الممنوع صيدها، وفوجئنا بتحفظه على أسماك الصيادين المخالفين لذلك في أول لقاء له بنا، مضيفًا أنه حاول تحرير محاضر للمعترضين على تعليماته، لكن تدخل بعض الصيادين لإقناعه بعدم القيام بذلك، على أن يلتزم الصيادين بعد ذلك بالتعليمات الجديدة.
◾ واعتبر المسؤول بجهاز مستقبل مصر، أن زيارته هي إنذار أخير للصيادين، وهو ما يرفضه صيادو البحيرة: "مينفعش إن الدنيا تبقى خربانة ومرة واحدة تقولي اعمل كذا، لازم ييجي بالتدريج".
◾ هذه التعليمات ستؤدي إلى تقليل حصيلة الأسماك، لأن الصيادون لن يستطيعوا صيد سوى الأسماك ذات الأحجام الكبيرة فقط: "ده ممكن يخلي بدل ما مانطلع بـ 2..3 طن في اليوم يبقي 500 كيلو بس"، بحسب "يوسف" صياد بالبحيرة.
◾ وأوضح مسؤول جهاز مستقبل مصر، للصيادين أن سبب التعليمات، هو المحافظة على الثروة السمكية، وانتظار صيد الأسماك الصغيرة بعد أن تكبر.
◾ واعترض بعض الصيادون على التعليمات خاصةً أن هناك أسماك صغيرة الحجم مثل "الدهبانة والطوبارة" أقل من 300 جرام، لكن المسؤول رد بأن الأسماك الصغيرة بالبحيرة يستحسن أن تكون غذاءً لأسماك أكبر وذات قيمة مادية أعلى مثل القاروص، والوقار، واللوت.
◾ واعترض صيادين معتمدين على الصيد بالبوص، أي استخدام شبك كثير والصيد بالجر، على هذه التعليمات، واعتبروها تضييق كبير على مصدر دخلهم.
◾ وفي حين تنص المادة 31 من قانون حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، على حظر صيد "زريعة الأسماك والسلاحف البحرية والثدييات البحرية من البحر أو البحيرات"، لكنها لا تُحدد أوزان السمك المفترض صيده كما حدد المسؤول، كما أنها لا تمنع صيد أسماك معينة لكي تكون طُعمًا لأسماك ذات قيمة أكبر.
◾ في اليوم التالي لزيارة مسؤول جهاز مستقبل مصر، اتفقت إدارة بحيرة البردويل، على تخفيف شروط الصيد للأسماك الصغيرة مؤقتًا لنهاية الموسم الذي يبدأ في نهاية أبريل وينتهي في 31 ديسمبر من كل عام. "مثلًا مسموح نصطاد كيلو الدينيس 10 سمكات (أي السمكة 100 جرام)، بحسب يوسف أحد صيادي ميناء "التلول".
⭕ بيع البحيرة للإمارات.. شائعة قديمة
◾ حتى بداية شهر نوفمبر 2024، لم تعلن أي شركة إماراتية عزمها التفاوض مع الحكومة على مشروعات بـ"البردويل".
◾ صيادو البحيرة الذين تحدث معهم #متصدقش، قالوا إن الحديث عن بيع بحيرة البردويل للإمارات هو شائعة تتردد بين الأهالي منذ سنوات، بسبب مشاركة شركة إماراتية تدعى الشركة الوطنية للتجريف البحري "NMDC" في أعمال تكريك بالبحيرة.
◾ تجددت الشائعة، بحسب "يوسف" أحد الصيادين، بعد زيارة جهاز مستقبل مصر التابع للقوات الجوية، وإعلان مسؤوليتهم عن مشروع تنمية "البردويل".
◾ ومنذ عام 2017 أطلقت الدولة مشروعات مختلفة لتنمية وتطوير بحيرة البردويل، وتطوير مراسي الصيد بها، شاركت فيها شركة "NMDC"، وهي شركة إماراتية تعمل في مجال مشاريع الهندسة والمشتريات والبناء والتجريف البحري في منطقة الشرق الأوسط، تضم 4 شركات مختلفة.
◾ فازت "NMDC" في يونيو 2021، بمشروع لتكريك بحيرة البردويل بقيمة 150 مليون درهم (40.8 مليون دولار).
◾ بحسب "يوسف"، استمرت الشركة في أعمال التكريك بالبحيرة حتى بداية عام 2024.
◾ وإلى جانب "البردويل"، شاركت "NMDC" الإماراتية، في أعمال توسعة بحيرة المنزلة، وتكريك الممر الملاحي بميناء الإسكندرية، وتعميق ميناء دمياط البحري.
◾ كما عملت الشركة في توسعة ميناء رأس جرجوب بمحافظة مطروح في عام 2022، وكذلك أعمال التكريك في قناة السويس الجديدة في عام 2015، وكان أول مشروع تعمل به "NMDC" في مصر هو أعمال التكريك في موانئ السخنة عام 2010.