انتشر خبر مضلل على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مفاده أن؛ الناقلة الليبية أنوار النصر ترسو في ميناء حيفا قادمة من العاصمة الليبية طرابلس.
قمنا برصد ادعاء لأول مرة من هذه الصفحة على موقع فيسبوك والذي نٌشر في 21 أغسطس 2024 م على تمام الساعة 08:00 صباحاً بتوقيت ليبيا وكان نص الادعاء كالآتي:
"أنوار النصر في إسرائيل".. ناقلة نفط ليبية ترسو بميناء حيفا قادمة من طرابلس👇"
حصد الادعاء نحو 4 آلاف تفاعل وحوالي 2.9 تعليق حتى تاريخ كتابة هذا المقال 21 أغسطس 2024م.
كما رصدنا وجود نفس الادعاء في العديد من الصفحات الأخرى مثل:
قمنا في أنير بتقصي حقيقة هذا الادعاء وأسفرت النتائج عن الآتى:
اتضح لأنير أن هذا الادعاء مضلل؛ حيث وجدنا أن التضليل حدث بسبب استناد ناشري الادعاء على بيانات موقع "مارين ترافك" MarineTraffic وهو موقع مختص بتتبع حركة السفن ويعتمد بشكل مباشر على بيانات الموقع الجغرافي والتي أظهرت أن خط مسار رحلة الناقلة من طرابلس ثم حيفا، واتجاهها نحو جزيرة قبرص.
نعتقد حسب تحليلنا الآتي أن بيانات "مارين ترافيك" قد تعرضت للتشويش الذي تسببه إسرائيل في المنطقة كجزء من استراتيجيتها الحربية:
1. تحليل حركة السفينة:
تم رصد حركة غير عادية للسفينة على موقع مارين ترافيك بين الساعة 7 مساءً يوم 20 أغسطس والساعة 7 مساءً يوم 21 أغسطس بالتوقيت العالمي (UTC). و وفقًا لما رصده فريقنا من البيانات المتاحة:
تحركت السفينة ذهابًا وإيابًا بين حيفا وقبرص، وتوقفت أحيانًا في البحر لعدة ساعات بشكل غريب.
لم تتوفر أي صور حقيقية للسفينة في ميناء حيفا، والصور المتداولة هي في الواقع للسفينة في ميناء طرابلس.
السرعة الظاهرة لحركة السفينة عند تتبع مسارها على مارين ترافيك تجاوزت سرعة نفاثة في بعض الأوقات، مما يشير إلى خلل في البيانات.
في الساعة 14:11 يوم 21 أغسطس، تحركت السفينة من حيفا إلى قبرص في أقل من 13 دقيقة، وهي مسافة تقارب 155 ميلاً بحريًا، ما يعني أن سرعة السفينة كانت نحو 775 ميلاً في الساعة، وهو رقم مستحيل، وعند التحقق من متوسط سرعة السفينة الفعلي، وُجد أنه يبلغ 18 عقدة، أي ما يعادل 20 ميلاً في الساعة.
2. تحليل أسباب الخطأ في البيانات على مارين ترافيك:
أشارت بيانات مسار الرحلة إلى وجود خلل في أنظمة الملاحة للسفينة (GPS)، والذي بدوره أدى إلى إرباك في بيانات التموضع الملاحي وموقع الناقلة وسرعتها. ويرجع السبب وراء هذا التشويش إلى سياسة إسرائيل لتجنب الهجمات من الطائرات المسيرة في إطار الحرب الممتدة منذ 7 أكتوبر، حيث أفادت تقارير حديثة بأن منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود قد شهدت تشويش على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما أدى إلى ظهور بيانات وهمية ومواقع مزيفة وغير دقيقة للسفن حول مناطق محددة مثل المطارات أو المباني أو حتى في أماكن غير مأهولة.
هذا ورصدت قاعدة بيانات تتبع السفن الصادرة عن موقع lloydslist المتخصص في معلومات الصناعة البحرية العالمية, في 4 إبريل، بأن حوالي 117 سفينة ناقلة للبضائع و المبحرة في شرق البحر الأبيض المتوسط تظهر على الخريطة بأنها تتواجد في مطار بيروت-رفيق الحريري الدولي في لبنان.
يأتي هذا التلاعب في مواقع السفن نتيجة للتشويش على أنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية، وهو نوع من "التضليل" (spoofing) حيث يبث طرف ثالث إشارة قوية تتجاوز المعلومات الواردة من الأقمار الصناعية GPS، مما يؤثر على بيانات نظام التعرف الآلي (AIS) للسفن.
3. استخدام مواقع بديلة لتتبع حركة السفن:
قمنا باستخدام مواقع أخرى متخصصة في تتبع حركة السفن مثل vesselfinder المتخصص في توفير البيانات الفعلية لمواقع وحركة السفن وقاعدة بيانات السفن التجارية Shipinfo والتي أفادت بأن الناقلة الليبية "أنوار النصر" وصلت إلى ميناء فاسيليكوس في قبرص يوم 21 أغسطس الساعة 17:59 مساءً، وما زالت في الميناء حتى وقت كتابة هذا المقال في 22 أغسطس الساعة 21:00 مساءً.
4. نفي المؤسسة الوطنية للنفط:
كما نفت المؤسسة الوطنية للنفط عبر بيان لها بتاريخ 21 أغسطس 2024، ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن رسو إحدى الناقلات الوطنية في ميناء حيفا.
علاوة على ذلك؛ نفت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان لها عبر صفحتها على فيسبوك بتاريخ 21 أغسطس 2024؛ "ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي حول رسو إحدى الناقلات الوطنية في أحد الموانئ بفلسطين المحتلة" مؤكدةً بأن إدارتها على تواصل مستمر ومتابعة دقيقة لحركة النواقل في جميع أنحاء العالم والبحر الأبيض المتوسط.
بناء على ما سبق قرر فريق أنير تصنيف الادعاء على أنه مضلل؛ لأنه اعتمد على معلومات غير دقيقة حول الناقلة الليبية أنوار النصر.