دحض الإدعاء

📌 كشف تحقيق استقصائي، أجرته منظمة التحقيق "Public Eye" السويسرية بالتعاون مع شبكة العمل الدولية لأغذية الأطفال (IBFAN)، عن قيام شركة نستله للصناعات الغذائية بإضافة السكر والعسل إلى حليب الأطفال (نيدو) ومنتجات الحبوب (سيريلاك) التي تبيعها في دول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، في حين أن هذه المنتجات خالية من السكر في بلدها الأصلي سويسرا وفي الأسواق الأوروبية الرئيسية.

◾ وبحسب القائمون على التحقيق، تساهم هذه المعايير المزدوجة والضارة في الارتفاع الهائل في السمنة في الدول الفقيرة وتؤدي إلى تطوير تفضيل الأطفال للمنتجات السكرية مدى الحياة.

◾ وتُعتبر مصر أحد الدول التي يتضرر أطفالها من منتجات نستله المُحلاة بالسكر والعسل، فبحسب موقع الشركة في الشرق الأوسط فإن مُنتج سيريلاك الذي يُباع في مصر يحتوي على السكر،  فيما يحتوي لبن نيدو على عسل وسكروز.

◾ يستعرض فريق #متصدقش في هذا التقرير أبرز نتائج التحقيق، وأضرار السكر الذي تُضيفه نستله لمنتجاتها على الأطفال. ⬇️⬇️

❓❓ ما  نتائج التحقيق؟

◾ أرسلت "Public Eye" حوالي 150 منتجًا تبعيه نستله في البلدان ذات الدخل المنخفض، أهمهم حليب "نيدو" ومنتجات الحبوب المعروفة بـــ"سيريلاك"، لتحليلها في معامل تحاليل في بلجيكا.

◾ ووجد التحقيق أن جميع عينات سيريلاك المخصصة للأطفال من عمر 6 أشهر إلى سنتين، تحتوي على متوسط 4 جرام سكر مضاف لكل حصة، أي ما يعادل مكعب سكر تقريبًا. وتم اكتشاف أعلى كمية (7.3 جرام لكل حصة) في منتج  يباع في الفلبين. 

◾ كما وجد الفحص أن معظم منتجات حليب نيدو المجفف المخصص للأطفال الصغار من عمر سنة إلى ثلاث سنوات تحتوي على 2 جرام سكر للعبوة في المتوسط. وتم اكتشاف القيمة القصوى (5.3 جرام) في منتج يباع في بنما.

❓❓ هل مصر ضمن الدول المتضررة؟

◾ تواصل #متصدقش مع لوران غابرييل، أحد المشاركين في التحقيق من منظمة Public eye، لمعرفة إن كان التحقيق شمل مصر، فقال أنه "لسوء الحظ، لم نتمكن من الحصول على المنتجات المصرية وإرسالها إلى المختبر لتحليلها"، لكنه شارك معنا لينكات من موقع شركة نستله في الشرق الأوسط، تُظهر أن قائمة مكونات "سيريلاك" و"نيدو" تحتوي على سكر وعسل. 

◾ وأضاف غابرييل: "لا أستطيع أن أحدد كمية السكر المضاف في المنتجات. ومع ذلك، لا أعتقد أن الكمية ستكون مختلفة عن الكميات الموجودة في البلدان الأخرى المنخفضة والمتوسطة الدخل  أي 4 جرام (مكعب سكر واحد) لكل حصة في المتوسط، والعسل بنسبة 2-2.5%".

❓❓ ما أضرار العسل الأبيض والسكر على الأطفال؟

◾ قد يسبب العسل للأطفال أقل من 12 شهرًا نوعًا خطيرًا من التسمم الغذائي يسمى التسمم السجقي botulism، وقد يسبب الشلل أو الموت، كما لا ينصح بتناول الأطفال أقل من 24 شهرًا الأطعمة التي تحتوي على سكريات مضافة أو مُحليات صناعية لتفادي السمنة أو خطر تسوس الأسنان، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية CDC.

◾ يتسبب السكر الأبيض في ارتفاع نسبة السمنة بين الأطفال وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث وصلت الآن إلى "نسب وبائية".

◾ وزادت السمنة لدى الأطفال عشرة أضعاف خلال العقود الأربعة الماضية، وتشير التقديرات إلى أن 39 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن أو السمنة على مستوى العالم، ما يزيد من معدلات أمراض مثل القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري، بحسب منظمة الصحة العالمية

◾ وتوضح المنظمة أن "السنتين الأوليين من حياة الطفل لهما أهمية خاصة، حيث أن التغذية المثالية خلال هذه الفترة تقلل من معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات، وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وتعزز نموًا أفضل بشكل عام".

❓❓ ما تعليق الخبراء على الدراسة؟

◾ اعتبر الدكتور نايجل رولينز، وهو مسؤول طبي في منظمة الصحة العالمية، أن النتائج تمثل "معيار مزدوج ، لا يمكن تبريره".

◾ وقال الدكتور فرانشيسكو برانكا، مدير إدارة التغذية وسلامة الأغذية في منظمة الصحة العالمية، لـ Public Eye وIBFAN: "تؤكد هذه الدراسة الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة تشكيل البيئة الغذائية للأطفال. إن التخلص من السكر المضاف إلى المنتجات الغذائية للأطفال الصغار سيكون وسيلة مهمة لتنفيذ الوقاية المبكرة من السمنة".

❓❓ ما رد شركة نستله؟ 

◾ لم ترد شركة نستله على المعايير المزدوجة في منتجاتها بين البلدان النامية والبلدان الاوروبية، فيما أخبر متحدث باسمها Public Eye وIBFAN أن منتجاتها "تتوافق تمامًا" مع الدستور الغذائي والقوانين المحلية في الدول التي تعمل بها.

◾ وقال المتحدث باسم الشركة أنها "خفضت إجمالي كمية السكريات المضافة في منتجات حبوب الأطفال في جميع أنحاء العالم بنسبة 11%" خلال العقد الماضي، مشيرًا إلى نيتهم في التخلص التدريجي من شراب السكروز والجلوكوز في "حليب النمو" نيدو على مستوى العالم. 

◾ وأضاف: "ستعمل الشركة على خفض مستوى السكريات المضافة بشكل أكبر دون المساس بالجودة والسلامة والذوق ".